الرسالة نت- "خاص"
تكاد الفرحة ترى بالعين المجردة وهي تعبر عنها الأسيرة المحررة صمود كراجة 23 عاماً من قرية صفّا غرب رام الله بالضفة الغربية التي حكم عليها الاحتلال بالسجن 20 عاما لكنها لم تمض سوى عامين ونالت حريتها في صفقة "الوفاء للأحرار".
وتقول صمود لـ"الرسالة نت" : "حين حكم علي بالسجن لعشرين عاماً قلت لوالدتي افرحي وزغردي لا أريد دموعاً، وبعدها بدأت بعد الأيام استعداداً لإنهاء كل تلك الأعوام، ورسمت في ذاكرتي صورة العائلة في المستقبل وودعت كل فرد في خيالي".
وأضافت كراجة: "بعد عامين على اعتقالي وقعت صفقة تبادل الأسرى ووصلتني معلومة الإفراج عني ضمن صفقة التبادل فلم أتمالك نفسي وبدأت أتساءل أحقاً سيفرج عني".
وتابعت: "حين رأيت اسمي ضمن قائمة المحررات رسمياً لم أصدق نفسي وبدأت بالبكاء وحمد الله والثناء على المقاومة الفلسطينية التي أعادت لنا أملا كنا سنفقده داخل عتمة الأسر".
وأوضحت المحررة كراجة أنها كلما رأيت برنامجا في التلفاز من داخل الأسر لطلبة جامعيين كانت تقول في نفسها إن "هذا يشبه كتابي، وهذه المادة كنت أدرسها قبل اعتقالي".
وحين وصلت إلى سجن عوفر صبيحة يوم تنفيذ الصفقة قالت للأسيرات "هذه رائحة رام الله، أشتم رائحة الزعتر وتراب مدينتي الحبيبة التي غيبت عنها وظننت أنني سأغيب لعشرين عاما بعيدا عنها، ولكن الحمد لله عدنا لها بعد عامين فقط".
الفرحة العارمة التي سيطرت على قلب صمود كانت واضحة جداً ولم تستطيع إخفاء ابتسامتها، متمنية الحرية للأسيرات التسع اللواتي بقين في الأسر وذلك حسب وعود الأشقاء المصريين وبفضل الجهود التي تبذلها حركة حماس.
وتؤكد صمود بأن قيود السجن كانت صعبة خاصة على الأسيرات, مشيرة إلى أنها كانت تعاني من آلام شديدة في الأسنان دون أن يسمح لها الاحتلال (الإسرائيلي) بالعلاج, قائلة "كنت أطرق رأسي بجدران السجن كي تخفف آلامي".
وكانت الأسيرة المحررة كراجة اعتقلت عام 2009 على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة بعد محاولتها طعن جندي (إسرائيلي) انتقاما من الاحتلال الذي يرتكب الجريمة تلو الأخرى بحق الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس المحتلة.