الرسالة نت- صابرين العابد
بالانخفاض "المخيف" للمستوى المعيشي في قطاع غزة، أضحى تدني الراتب الحكومي معضلة كبيرة تواجه الموظفين، فلم تشفع لهم المواسم والأعياد بزيادة مالية طارئة أو "عيدية" -كما تسمى-، فتطلب منهم أن يديروا رواتبهم بحنكة حتى يتمكنوا من تدبير أمورهم.
رئاسة الوزراء في الحكومة الفلسطينية ومع حلول عيد الأضحى المبارك، قررت صرف سُلفة مالية "عاجلة"، تقدر بـ"ألف شيكل" للموظفين العسكريين والمدنيين والعقود والمثبتين والبطالة، التي ما لبث أن انفرجت لها أسارير العائلات الغزيّة.
"الرسالة نت" واكبت مظاهر الانفراج في الشوارع والأسواق، والتقت بعددٍ من الموظفين وعوائلهم، من أجل نقل صورة حية ومباشرة.
وفي أول محطة لنا في سوق الشيخ رضوان، قابلنا "أبو البراء" الذي يصطحب صغاره الأربعة لـ"يشتري لهم ملابس العيد"، كما قال.
وتعبيراً منه عن الأوضاع المالية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيين قال: "والله إحنا طلاب شهادة وكل عملنا لله؛ لكن نريد العيش بكرامة"، مستدركاً: "في عيد الفطر لم يشعر أبنائي بالفرحة وكنت أعدهم بأنني سأفرحهم بعيد الأضحى، والحمد لله ع كل حال الألف شيكل أحسن من غيرها".
وفي إحدى المحلات استوقفت "الرسالة نت" أبو خالد وزوجته وأبنائه، لتعيّد عليهم وتأخذ بعضاً من وقتهم لمعرفة تجهيزاتهم لاستقبال العيد، فقال أبو خالد: "شريت أواعي لزوجتي وللأولاد، وشريت حاجيات العيد لنستقبل ضيوفنا".
وتابع: "لأني سكنت في بيت جديد والديون على متراكمة، لم أُضحي هذا العام، وبالكاد سددت بعضاً من الديون وأدخلت الفرحة على قلب عائلتي، والباقي سيكون عيدية لها".
وخلال مسير "الرسالة نت" بين المحلات التقت أبو حمزة –موظف عسكري- يحمل في يديه أكياس الملابس وتسبقه طفلتاه التي ارتسمت على شفتيهما البسمة فرحاً بشراء ملابس العيد، تقول ابنته هبة –تسعة أعوام-: "أنا كتير فرحانة عشان بابا اشترى إلي ولإخوتي أواعي العيد"، وبكلمات مليئة بالسعادة قالت أختها هدى: "بابا اشترالنا خروف عشان نضحي ونوزع على الفقراء".
أم أسامة –المدرسة الحكومية- لم تسعد كثيراً بـ"الألف شيكل"؛ لأنها سُلفة من الراتب الأصلي "كان من المفترض إنهم صرفولنا إياها من مستحقاتنا"، وتتابع: "الحمد لله استكملت شراء الملابس لأطفالي وشراء حلوى العيد، والباقي بدي أعيد في على الصغار أبسطهم".
"أبو أحمد" صاحب محل لبيع ملابس الحريم يقول لـ "الرسالة نت": "صحيح كان هناك إقبال على الملابس لكن الأغلب لا تعجبه الأسعار؛ نظراً لصعوبة المعيشة وغلاء الأسعار وكلنا يعلم بهذا"، واستطرد: "نحن التجار لطفاً منّا قللنا اليسير من السعر؛ لأننا نعلم حال الناس".
أما "علاء" صاحب محل لبيع ملابس الأطفال قال: "حركة الآباء والأمهات نشطت بعدما استلم موظفو الحكومة السُلفة صباح الخميس".
ويبقى الموظفون الشريحة متوسطة الدخل في المجتمع الذين اعتاد أصحاب المحال والأعمال التجارية على ترقب موعد صرف رواتبهم لصرف بضائعهم وأعمالهم.