غزة-الرسالة نت
أكد أسامة حمدان مسئول العلاقات الخارجية في حركة حماس أن التهديدات الصهيونية الأخيرة لضرب المنشآت النووية الإيرانية مجرد ضغط معنوي يمارسه الاحتلال ضد ايران، ولا قيمة لها.وقال حمدان في حوار خاص لـ"فارس" :" ولكن يجب على إيران أن تنظر لهذه التهديدات من باب الجدية، على الرغم من استبعادي أن تشن (إسرائيل) لوحدها أي ضربات ضد ايران لأنها تدرك مدى الرد الإيراني".
وشدد القيادي في حماس على أن جمهورية ايران قادرة على الدفاع عن نفسها وشعبها، والاحتلال يدرك ذلك جيدا.
وحول توقعاته بشن حرب جديدة على لبنان أضاف حمدان :" لا شك أن الصهاينة ينظرون بقلق شديد للتحولات العربية، وقد تلجأ (اسرائيل) لمحاولة خلط الأوراق من خلال عدوان على لبنان أو غزة".
وتابع :" ولكن بكل الأحوال فإنه لن يكون هناك أي عدوان على لبنان إنما سيكون هناك هجمات اصهيونية وتهديدات"، داعيا المقاومة اللبنانية إلى أخذ الحيطة.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس أن اجراء حزب الله استنفارا في جنوب لبنان أمس هو نوع من الحرب الدائرة بين كيان الاحتلال والمقاومة اللبنانية.
*جدول أعمال
ومن المتوقع أن يجمع لقاء بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ورئيس السلطة محمود عباس في الـ25 من الشهر الجاري في القاهرة لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة بين الحركتين.
وتعليقا على ذلك أكد حمدان أن حركته بذلت جهودا كبيرة لنجاح لقاء مشعل وعباس الشهر الجاري، موضحا أن لقاء تم عقده قبيل العيد بين وفدي الحركتين وتم وضع جدول أعمال اللقاء المرتقب.
ولفت حمدان إلى أن اللقاء سيتناول "تطبيق اتفاق المصالحة، وبحث إجراء الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لمراجعة الموقف السياسي، والتوافق على استراتيجية وطنية في ظل فشل خيار التسوية"، معرباً عن أمله في أن يكون اللقاء مثمراً في تطبيق كل ما هو معطل من المصالحة.
وقال حمدان:" إن المطلوب لنجاح لقاء عباس ومشعل هو مسألتين هامتين هما حسن النوايا لصالح القضية الفلسطينية ومستقبلها، والمسألة الثانية هو عدم الاستجابة لأي ضغوط أمريكية أو صهيونية يمكن أن تفشل اللقاء".
وأضاف :" أعتقد أن (اسرائيل) والولايات المتحدة ستبدأ بطرح المنح والهبات والمغريات للسلطة لحثها على إفشال المصالحة مع حماس".
وشدد حمدان على أن المصالحة "مسألة وطنية" يجب التحرر من كافة الضغوطات الخارجية لإتمامها، متمنيا ألا تخضع السلطة لأي ضغوط خارجية.
*صفقة التبادل
وفيما يتعلق بتوقعات إخلال الاحتلال بمعايير الجزء الثاني من صفقة التبادل التي تمت بين حركة حماس والاحتلال الصهيوني أكد حمدان أنه ليس من مصلحة الاحتلال إغضاب الوسيط المصري، مبينا أن حركته أعطيت ضمانات مصرية وبناء عليها تم تسهيل إنجاز الصفقة.
وقال :" اعتقد أن الكلفة الصهيونية ستكون باهظة اذا تخلف الاحتلال عن الصفقة، والذي خطف يستطيع ان يخطف آخرين، وإذا اخل الاحتلال بالصفقة فإن ثمن الجندي الذي سيخطف سيكون مختلفا عن المرة الأولى".
وحذر حمدان الاحتلال الصهيوني من مغبة استهداف الأسرى المحررين، مبينا أن ذلك سيجعله يندم كل الندم على فعلته وأن المقاومة جاهزة للتعامل مع أي اخلال صهيوني بالمرحلة الثانية من الصفقة.
وأضاف:" إذا مس الاحتلال أي من الأسرى المحررين سيندم على ذلك، والعدو يعرف أننا اذا قلنا نصدق"، مؤكدا أن الصفقة شملت التزام الاحتلال بعدم مساس أي من الأسرى المحررين أو استهدافهم.
وتابع القيادي في حركة حماس :" الصهاينة لا عهد لهم، "كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم"، لافتا إلى أن الخلاف ما زال إلى هذا اليوم داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية لأنهم يعتقدن انهم خسروا في هذه الصفقة في بعدها العسكري والأمني".
وحول الأسيرات الـ9 المتبقيات في سجون الاحتلال، أوضح أن الخلل كان في تعريف الاحتلال الذي قدمه تحت مسمى "أسرى محكومين"، والذي لم يكن شاملاً لجميع الأسرى الموقوفين وأصحاب الاعتقال الإداري الذين كان من ضمنهم الأسيرات المتبقيات، مؤكداً أن الحركة ما زالت تبذل جهوداً كبيرة لحل الموضوع قريباً "حتى يُفرج عن كافة الأسيرات كون تحرير كافة الأسيرات شرطاً من شروط الصفقة.
*موعد للعودة
وفي السياق ذاته، أكد حمدان حرص حركته على مواكبة مجريات أمور المبعدين حتى عودتهم في الوقت المحدد لكل محرر، لافتا إلى أن الصفقة لا تتوقف على تحرير الأسرى فقط، بل تشمل متابعة الأسرى حتى توفير حقوقهم وعودة المبعدين منهم.
وأضاف إن هناك ضمانات بهذا الشأن وإذا أخل الاحتلال الصهيوني بهذا الاتفاق "سنتعامل مع هذا كما ينبغي"، مشددا على أنه "خيرٌ للجانب الصهيوني الحرص على أن لا يكون هناك صفقة أخرى لتطبيق ما اُتفق عليه في صفقة وفاء الأحرار".
*علاقات دولية
وجدد مسئول العلاقات الدولية في حماس ترحيب واهتمام حركته بأي جهد لترتيب العلاقات العربية برمتها، وخاصة علاقة الشعب الفلسطيني بعمقه ومحيطه العربي.
وقال حمدان "إن حماس مصرة على إقامة علاقات إيجابية مع كافة الدول وفي مقدمتها الدول العربية ولدينا سياسة للانفتاح على كل الأطراف والدول باستثناء الاحتلال طبعا".
وفيما يتعلق بالزيارة المرتقبة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لعمان وعما ستبحثه الزيارة الأولى من نوعها بعد قطيعة طويلة، قال حمدان "أعتقد ان أي زيارة يقوم بها مشعل لأي بلد ستبحث عناوين دائما أساسية"، موضحا أن أهم العناوين التي ستدرسها زيارة مشعل للعاصمة الأردنية في الآونة المقبلة العلاقة الثنائية والموقف من القضية الفلسطينية وتطورات الشأن الفلسطيني.
وتابع "الزيارة ستبحث الدور الذي يمكن أن تلعبه الأردن في دعم القضية الفلسطينية وإذا كان هناك من قضايا أخرى ستحل في وقتها"، متمنيا أن يكون هناك تطور إيجابي للعلاقة بين حماس والأردن وجميع الدول العربية والاسلامية