قائد الطوفان قائد الطوفان

جيش بلا أخلاق منهار من داخله

غزة - باسم أبو عطايا

الجيش الذي كان يتفاخر بأنه الأكثر أخلاقا في العالم بدأت تتكشف حقيقته غير الأخلاقية، وما عاد الكذب الذي مارسه بن غوريون للتغطية على الأعمال المخجلة لضباط في جيشه من اجل الظهور بالصورة المثالية التي سعى لتثبيتها على جيش الاحتلال ، بن غوريون الذي رأى بأم عينه وسمع عن ضباط وجنود يسرقون حتى أكياس السكر من مؤن الجيش ، وآخرون يبيعون سلاحهم ، وآخرون يكذبون ويستخدمون أملاك الجيش في حياتهم الشخصية كان يعلم أن محاكمة هؤلاء سوف تفضي إلى فقد الثقة بهذا الجيش الذي كان يعتبر قوام الدولة العبرية.

لكن اليوم وبعد مرور أكثر من ستين عاما ازداد فساد الجيش ولم يعد السكوت يجدي لان الجيش الذي كان يراد له أن يكون مثالاً للرعب وستاراً حديدياً للدولة لم يعد كذلك فالجيش الذي يقهر قهر والجيش الذي قيل عنه الأكثر أخلاقا بدا الأكثر انحطاطا وفسادا ودموية ليس فقط على مستوى ما تسميهم دولة الاحتلال الأعداء وإنما أيضا على المستوى الداخلي للجيش جنودا وضباطا .

**ليس هناك ما يدعو للفخر

          تناول رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غابى اشكنازى  في كلمته أمام معهد القيادة ومقر القيادة لأول مرة علنا سلسلة المفاسد والفضائح في الجيش  وقال :  "لا يوجد بي شيء من التسامح مع ذلك"، تحدث عن طقوس الفساد ووعد "بفحص البيت" من أجل "أن يقتلع السلوك المرفوض المخالف، بواسطة فرض القانون والعقوبة اذا احتاج الأمر". وأضاف  يجب على ضباط الجيش أن يكونوا "مثالا يحتذى للمرؤوسين وللمجتمع الإسرائيلي".

وتعقيبا على تصريحات اشكنازى تحدث صحيفة يديعوت عن تخوفها مما يجرى في صفوف الجيش وأبدت تخوفا غير مسبوق من العقوبات والإقالات التي تعرض لها ضباط في الجيش وأضافت الصحيفة": أنه في حرب لبنان الثانية اضطر كلاً من العمداء "غال هيروش" وابرز تسوكرموا" للاستقالة في أعقاب فشلهم في ميدان المعركة, وقبلهم استقال العميد "شموئيل زكئي" على اثر علاقته مع وسائل الإعلام, والآن أقال الجيش اثنين من عمدائه وهما "عماد فارس" , "موشيه تشيكو تامير" , وأول أمس أقال رئيس الأركان "يسرائيل دانئيلي" بسبب قيادة زوجاتهم أو أبنائهم لسياراتهم العسكرية بشكل يخالف النظام المعمول به داخل الجيش.

وترى الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي تلقى بسبب هذه الإقالات ضربات ليست بالبسيطة, أضرت في مجال تطوير الضابطية رفيعة المستوى التابعة له, ورفع عدد العمداء.

مبينة أن خطورة هذه الإقالات تتمحور باعتبار هذه الشريحة النواة التي تتشكل من خلالها القيادة العليا للجيش الإسرائيلي, بالإضافة إلى أن هؤلاء الأشخاص يمتلكون التجربة الكبيرة في القتال وفي صفوف الجيش.

** كذب وسرقة وتزوير

مجموعة من الضباط تم إقالتهم على خلفية أعمالهم المشينة والتي تحدث عنها " اشكنازى " بغضب شديد وأشارت إذاعة الجيش  إلى أن أعمال التعذيب والتنكيل للجنود الجدد وانعدام الأمانة لدى قيادات المستوى الرفيع في صفوف الجيش والتي جاءت متعاقبة ومتسلسلة واحدة تلوى الأخرى, باتت تقض مضجع قيادة الأركان .

وقال: "تم الكشف خلال الأسابيع الأخيرة بمبادرة من القادة مظاهر مرفوضة يقوم بها جنود ضد زملائهم في وحداتهم, إن هذه الحوادث الشاذة التي كشفت مؤخرا لا يوجد مكان في الجيش, وليس لدي ولا لأي أحد منا صبرا تجاه هذه الظواهر".

وأضاف: "خطورة الأفعال تتطلب منا إعادة ترتيب البيت الداخلي للجيش, وعلينا أن نمشط بمشط من فولاذ  كل إطار وقسم و صف وقاعدة وفرع و شعبة".

و نوهت إذاعة الجيش إلى أن القضايا الأخيرة قد تلحق ضررا بالغا في صورة الجيش النمطية في عيون الإسرائيليين وهذا بالتالي يؤدي إلى فقدان الجمهور ثقته بالجيش, وهذا أمر لا يقبل رئيس الأركان المساومة عليه.

ضباط يكذبون وآخرون يرتكبون أعمال وحشية فقد تم تقديم  لائحة اتهام ضد 7 من الضباط يعملون في سلاح الجو بوحدة المراقبة والتحكم، بعد مشاركتهم في حادثة فريدة من نوعها، حيث قام  الضباط الـ7 بتعذيب ضباط صغار في السن، بعد تقييدهم بالسلاسل الحديدية.

وذكرت مصادر عسكرية، أن الضباط المتهمين، قد أعدّوا استقبالا من نوع آخر لزملائهم الذين أنهوا دورة في وحدة المراقبة والتحكم في أحد مواقع سلاح الجو جنوب إسرائيل.

وذكر أحد المواقع الإخبارية الإسرائيلية، أن القضية طفت على السطح بعد أن اشتكى أحد الضباط الذين تم تعذيبهم، حيث كشف الضابط الصغير أنه وزملاؤه تعرضوا للقيد والضرب والاغتسال بالماء البارد، كما أرغموهم على أكل الثوم المهروس إلى آخره.

** جندي يسرق

     الجندي المتهم بسرقة أرقام بطاقة الائتمان لضابط كبير في الجيش ومسدسه لديه علاقات مع جهات جنائية، وفي الجيش يقولون: كان يمكن أن ينتهي ذلك بزرع عبوة ناسفة أو جهاز تنصت في أعقاب الكشف عن القضية تم تشديد إجراءات الحماية في مكاتب كبار الضباط.

     وكانت إذاعة صوت إسرائيل كشفت النقاب عن الحادثة وتحدث عن حصول تقصير امني خطير في نظام الحراسة داخل مقر قيادة هيئة الأركان العامة في تل أبيب.

     وأضافت الإذاعة أن الجندي قام ببيع تفاصيل بطاقة الائتمان إلى احد المواطنين العرب، حيث اشترى الأخير بواسطتها حاجيات وبضائع بقيمة ألفي شيكل.

     مصادر في الجيش تحدثت أن تكرار أعمال من هذا القبيل يثبت انه يوجد مخالفين وخارجين عن القانون داخل الجيش ويقومون باستغلال الجيش والزى العسكري من اجل تنفيذ ما يحلو لهم ".

     محامي الجندي تحدث عن موكله المتهم " انه يبدو أن الجندي اُستغل من قبل جهات خارجية واضطر للقيام بذلك"، فقد سرق بمساعدة أخيه البالغ من العمر 17عاما قبل حوالي الشهر سلاح جندي آخر كان يقوم بحراسة المعسكر بعد أن انهال عليه بالضرب المبرح. و حسب الشبهات قام أيضا بسرقة بندقية من نوع أم 16 من المعسكر في وقت سابق, ويشتبه فيه بأنه باع البندقية لأحد سكان مدينة قلنسوة في المثلث مقابل 16 ألف شيكل بينما باع البندقية من نوع أم 16 والمسدس إلى مواطن عربي آخر مقابل 14 ألف شيكل.

     هذا غيض من فيض عن حقيقة هذا الجيش الذي يحاول الظهور وكأنه عملاق كبير منظم أخلاقياً لكن الحقيقة غير ذلك هو جيش مترهل جيش لا تحكمه أنظمة أخلاقية ولا مثل عليا جيش خاوي من داخله منهار لا يصمد عند المواجهة الحقيقية ولا يقوى على تلقى الضربات لأنه من الداخل ضعيف ومهزوم .

 

البث المباشر