قائد الطوفان قائد الطوفان

الوساطة لا يمكن أن تنجح ما لم يقبلها الطرفان

حمدان: توقيع الورقة المصرية كما هي يعيق المصالحة

بيروت – الرسالة

جدد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان أسامة حمدان، تمسُّك الحركة بالمصالحة وبإنجاح الجهد المصري لإنهاء الانقسام الفلسطيني، لكن ليس على قاعدة توقيع وثيقة المصالحة كما هي وإرسالها عبر البريد، وإنما بعد مراجعتها لتنسجم مع ما تم التوافق عليه في حوارات القاهرة.

وقال حمدان، في تصريحٍ صحفيٍّ نشر اليوم الأربعاء: "أعتقد أن عدم بحث الورقة المصرية للمصالحة والإصرار على أن الورقة يجب أن توقَّع كما هي من شأنه أن يعطل المصالحة، لا أن يعجل بها.. لقد شملت الورقة المصرية ما تم الاتفاق عليه وتغييرًا لم يتم الاتفاق عليه، ومن الأفضل مراجعة ذلك ومطابقته بما تم التوافق عليه، وأعتقد أن المطلوب ليس توقيع الورقة وإرسالها بالبريد، وإنما لا بد من لقاءٍ والاتفاق على آليات التنفيذ، وهذا موقف واضح من الحركة ويعبِّر عن مسؤوليةٍ وحسٍّ وطنيٍّ".

وأضاف حمدان: "نحن معنيون بإنجاح جهود المصالحة التي تقودها مصر، ومن المهم في هذا الصدد التذكير بأن الجهود المصرية كانت الأبواب قد أغلقت دونها عندما تعنَّت فريق "فتح" ورفض التجاوب مع الجهود المصرية في حزيران (يونيو) الماضي، ونحن نفعل ذلك من باب الحرص على المصلحة الوطنية وإنهاء الانقسام وإعطاء فرصة لنجاح الجهد المصري الداعي إلى تحقيق هذه المصالحة، ونرى أن بعض ما ينقل في وسائل الإعلام قد يشوِّش على هذا الجهد".

على صعيدٍ آخر حذر حمدان من صحة ما يجري الترويج له بشأن اجتماع المجلس المركزي لـ"منظمة التحرير" المتوقع في 15 من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، والرغبة في نقل صلاحيات "المجلس التشريعي" إلى "المركزي"، وقال: "هذه الخطوة إن صحَّت وحصلت فستمثل ضربة قاضية للجهد المصري والقضاء على الوساطة نهائيًّا؛ لأن هذه الخطوة تعني عمليًّا تعميق الانقسام وإعطاءه أبعادًا غير قانونية لكنها واقعية، وهي عمليًّا إدارة للظهر بشكلٍ كاملٍ للجهد المصري ونكرانٌ له، وقد كانت لهذه الخطوة سابقة فاشلة عندما أعلن محمود عباس الانتخابات من جانبٍ واحدٍ".

وأكد أن الحديث عن هذا الموضوع ينطوي على خطورةٍ كبيرةٍ؛ "فالمجلس المركزي غير منتخب وفاقدٌ الشرعيةَ وفق نظام "منظمة التحرير الفلسطينية"، ولا يملك أية مشروعية للسيطرة على "المجلس التشريعي" المنتخب، وهي خطوة إن حدثت ستقضي أيضًا على جهود إعادة تفعيل "منظمة التحرير الفلسطينية" وستشكك في طبيعة المرجعية".

وعما إذا كان استمرار مواقف مصر و"فتح" بشأن المصالحة على هذا النحو يعني أن الأمل في تحقيقها لا يزال بعيدًا؛ قال حمدان: "إننا لا نتحدث عن تعنتٍ مصريٍّ؛ فهناك جهدٌ مصريٌّ يبذل، وإن كان الضغط على أساسٍ غير متفق عليه لا يخدم في كل الأحوال هدف المصالحة، وأعتقد أن الجانب المصري يدرك أن الوساطة لا يمكن أن تنجح ما لم تكن مقبولة من الطرفين".

 

البث المباشر