بقلم: جميل بدوية / فلسطين
لو نطق الأسير / مهداة للأسير المحرر سامي يونس
انا ابن.... ثمانون
كم بقي من عمري سنون..!
فأنا لست سعيدا او حزينا..
انا حزين على الآخرين....
القابعين خلف قضبان السجون
سجنت ثلاثون... عاشرتهم ثلاثون
فكيف يهون الفراق كيف يهون!
عشنا هناك عتمة الزنازين... وظلم السجانين
حرمنا رؤية دورة الفصول.. كيف يكون الربيع
وكيف هطول الامطار ... وجريان السيول
حرمنا رؤية دورة الشمس شروقا وغروب
ودورة القمر بدرا وهلالا ومغيب
حرمنا رؤية اشجار غرسناها .. قبل الكروب
اه في السجن ...اه في الخروج وبعد الخروج
اي مزيج من شعور هذا اي مزيج...!
انا ابن ثمانون ....كم بقي لي...
للدمع عيون ... وللسجن عيون ... ولي ان ابتسم
وقلبي حزين حزين.
ما تعلمت الكذب يوما .. ولا الرياء
علمتني السجون...
ان اصبر الا اهون او اخون
وكنت اكبر مع السنين
لا استطيع ايقاف الزمن...
ولكني استطيع ان اضع الوطن في سويداء القلب والعيون
عذرا اخوتي خلف قضبان السجون
ليس ذنبي اني خرجت ... وليس ذنبكم انكم ماكثون
هي الاقدار تفعل ما يكون...
اؤمن بالاقدار وبالاحرار
احلم بالطوفان واحلم بالسفين
عذرا ان كنتم هناك .. وكنا هناك
فما زلتم في قلوبنا
انتم في سجنكم ... ونحن في سجننا
اخوتي ..تغير سجني وسجاني .. ولون احزاني
بيد اني بين خلاني
وصرت لا اعد السنين .. والشهور والاسابيع والايام
والساعات والدقائق والثواني
لكنني من دونكم .. قسما اشعر بالحرمان
فأعذروني ... يا جزءا من عمري.. ومن فجري
اسلم لله امري...
احبكم رغم بعدي .. فاحفظوا في قلوبكم مكاني
لن انساكم مهما طالت الايام