الرسالة نت- ياسمين ساق الله
أفرزت ثورات الربيع العربي تحولات كثيرة على صعيد ملف الانتخابات البرلمانية، فقد اكتسحت التيارات الإسلامية غالبية المقاعد في كل من تونس والمغرب وأخيرا مصر, لتتجلى على السطح علامات الاستفهام حول مستقبل العلاقة بين مصر و(إسرائيل) وغزة وتحديدا حركة حماس.
وكان المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات المصرية قد أعلن حصول حزب الحرية والعدالة على 40%، والنور السلفى 20 %، والكتلة المصرية 15 % ، الوسط 6 % ، الوفد 5% ، العدل 1%، في انتخابات "المرحلة الأولى" لمجلس الشعب المصري.
ضغط
محللون سياسيون أكدوا أن التغيرات السياسية بالمنطقة وتحديدا في مصر تمثل قوة دعم حقيقية لحركة حماس, منوهين في أحاديث منفصلة لـ" الرسالة نت" إلى أن القاهرة الجديدة ستعمل على كسر الحصار (الإسرائيلي) في غزة وتخفيف معاناة الفلسطينيين خلال المرحلة المقبلة.
المحلل السياسي حسام عدوان, يرى أن تحقيق إرادة الشعوب في اختيار ممثليها وقياداتها سيؤثر على قضايا الأمة العربية والإسلامية بأكملها، قائلا:" ارادة الشعوب القوية ستعيد للأمة من جديد قوتها وعزتها اضافة إلى أنها ستعمل على مساندة قضية الأمة العربية المركزية وهي فلسطين والقدس".
اما المحلل السياسي ناجي شراب فيؤكد أن "بروز دور الإسلام السياسي وتحديدا حركة الإخوان المسلمين في الدول العربية كان متوقعا"، مشيرا إلى أن هذا التقدم "سينعكس بشكل ايجابي على كل القوى الإسلامية بالمنطقة وعلى رأسها حماس".
وكان حزب النهضة الإسلامي قد فاز بـ40% من الأصوات بالانتخابات التشريعية التونسية في 30 تشرين الأول الماضي.
تعاطف كبير
وتعتبر مصر الشقيقة الكبرى لفلسطين المحتلة، كما أنها تعتبر البوابة الجنوبية لغزة المحاصرة عربيا و(إسرائيليا) ودوليا.
وفي السياق، يشير عدوان إلى أن حركة حماس خلقت نوعا من التعاطف العربي معها وتحديدا من قبل جماعة الإخوان المسلمين بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة وما تلاها من حصار (إسرائيلي) ما زال مفروضا حتى اليوم".
ويضيف "فوز الإخوان في الانتخابات المصرية سيدعم غزة وخصوصا حماس التي تشترك مع الأول في الفكر والمنهج", مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد علاقة متميزة بين القوى الحاكمة في مصر وحماس.
واتفق شراب مع عدوان في أن حماس تعد أكبر الفائزين من نجاح الاخوان في مصر، لأنه سيصبح لها تواجد سياسي مكثف في المنطقة، مؤكدا أن الحركة ستكتسب مزيدا من الشرعية العربية والدولية خلال المرحلة المقبلة".
وكان عصام العريان، وهو طبيب من قيادات الإخوان قد قال في تصريحات سابقة "حان الوقت أن نبني دولة حديثة، دولة قانون حديثة، دولة ديمقراطية".
وتابع: "نتمنى عندما نبني بلدا ديمقراطيا حديثا في مصر أن يكون مثالا طيبا ويلهم آخرين لبناء نظام ديمقراطي".
تغيرات
وفيما يتعلق بحجم التحسينات التي سيشهدها القطاع خلال المرحلة لاسيما في ظل هذه التغيرات السياسية التي تمر بها المنطقة، توقع المحلل عدوان فك الحصار عن غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الفلسطينيين قريبا، منوها إلى أن نجاح الإخوان في الانتخابات المصرية سيشكل قوة دعم حقيقة لحركة حماس وتحديدا في مشاريع المقاومة الرامية إلى مواجهة العدو (الإسرائيلي).
بينما أكد شراب أن قطاع غزة سيشهد تسهيلات ايجابية كثيرة خلال المرحلة المقبلة، متابعا:" مصر ستضغط باتجاه كسر الحصار (الإسرائيلي) على غزة وستعمل على تخفيف معاناة السكان وهذا ما سيلمسه الغزيون قريبا".
وكان رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس التشريعي الفلسطيني، الدكتور عاطف عدوان ، قد قال "إن فوز الإسلاميين في انتخابات مصر سيقوي العلاقات المصرية الفلسطينية خاصة حركة حماس التي تقود العمل السياسي في قطاع غزة".
وأشار عدوان في تصريح خاص لـ"الرسالة نت " إلى أن الحصار (الإسرائيلي) المفروض على القطاع للعام الخامس على التوالي، واتفاقية معبر رفح ستكون على سلم أولويات أية حكومة مصرية مقبلة.
وأضاف:" الحكومة المصرية المقبلة ستكون أكثر مرونة مع غزة بسبب الموقع الجغرافي الذي يربط البلدين"، موضحاً أن العلاقة بينهما ستكون تكاملية على مستوى الدين والثقافة والعروبة.