الرسالة نت – محمد بلور
انتهت اللعبة بين المقاومة و(إسرائيل) بهدفين نظيفين ! ونحن الآن بصدد إعادة الأهداف في أطول دوري عرفه التاريخ استمر لخمس سنوات ! .
تقف المقاومة الآن في قمرة القيادة لدراسة تطبيق خطة أسر جندي آخر وتحرير بقية الأسرى بينما يدرس الاحتلال تلافي الوقوع في الفخّ مرة أخرى. ونجحت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام في تحرير 1050 أسير وأسيرة ضمن صفقة "وفاء الأحرار" على دفعتين عبر مبادلتهما بالجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط.
ويرى متابعون للشأن (الإسرائيلي) أن (إسرائيل) طوّرت من منظومتها وخططها الأمنية والعسكرية لمنع أي عملية أسر جنود بينما لن تجد المقاومة غير الأسر متوقعين شن حرب جديدة على غزة.
مفهوم جديد
سمع صبيحة الاثنين في (إسرائيل) إطلاق نار كثيف من المعارضة عبر وسائل الإعلام تلوم فيه الحكومة الحالية على الرضوخ أمام شروط المقاومة لحد الركوع.
صحافة النميمة ستفتح أبوابها لطرح الرأي والرأي الآخر وبحث مستقبل حماس في ظل التطورات العربية غير المرضية لـ(إسرائيل).
ويرى المحلل السياسي د. عبد الستار قاسم أن نجاح صفقة "وفاء الأحرار" غيّرت المفهوم الفلسطيني لتحرير الأسرى.وأضاف: "بدل إصدار البيانات والمظاهرات والتوجه للأمم المتحدة والمطالبة بتحريرهم أصبح الوعي الفلسطيني أكثر نضجاً أنهم لا يحررون إلا بصفقات تبادل".
وأوضح أن (إسرائيل) تعاني الآن من اختلال ميزان القوى ضدها في المنطقة وهو ما يجعل الوقت يسير ضدها.
أما الباحث في الشئون (الإسرائيلية) محمد مصلح فقال إن النقاش منذ الدفعة الأولى للصفقة محتدم في سن قوانين وإجراءات تتلافى تجاوز بعض المواصفات التي خضعت لها (إسرائيل).
وأفرجت (إسرائيل) في صفقة التبادل عن أسرى كانت تصفهم بـ" الخطرين الملطخة أيديهم بالدماء" وهي الآن تحاول تلافي ذلك مستقبلاً. وأشار مصلح إلى أن رئيس الكنيست والمعارضة كان ضد تحريرهم الأسرى الكبار.
وأضاف للرسالة نت: "خضعت (إسرائيل) في الدفعة الأولى لكن هناك رضا عن الجزء الثاني وقد أفرجت عن أسرى من فتح لمحاولة زرع الفرقة وإبداء حسن نية لرئيس السلطة محمود عباس" .
غزة والضفة
سيترك الساسة الخيط والمخيط للجيش والقوة العسكرية والأمنية لتلافي أي محظور مشابه مستقبلا . وسيغيب عن اجتماع الحكومة (الإسرائيلية) القادم ملف صفقة الأسرى وسيوضع على رفوف الأرشيف بجوار ملفات صفقات الأسرى.
سيجد "الشاباك وأمان" مبرراً لرفع الموازنة المفترضة للعام المقبل تحت عنوان "حتى لا نخسر جلعاد شاليط آخر!" .
وقال المحلل قاسم إن المقاومة في غزة ستواصل محاولاتها للنيل من الاحتلال عبر المزيد من التسلّح أو أطلاق الصواريخ على (إسرائيل) والنار على الحدود.
وأضاف للرسالة نت: "المقاومة بالمفهوم الحقيقي لا تعيش تحت الاحتلال في غزة بعكس الضفة غير المرشحة لممارسة المقاومة بسبب محاربة السلطة لها ".ووصف المقاومة بالضفة بأنها تعيش ظرف صعب لا يشبه أي نمط احتلال في ظل محاربة السلطة وتنسيقها المتواصل مع الاحتلال.
أما المحلل مصلح فأكد انه من خلال متابعته للتصريحات العسكرية (الإسرائيلية) بعد الدفعة الأولى من الصفقة وعملية "إيلات" أنها تتجه للتصعيد.
وأشار إلى أن هناك رغبة حقيقية من العسكريين لضرب غزة وقد تمثل ذلك في مجمل خطاباتهم وتصريحاتهم . وأضاف: "أجروا مؤخرا تدريبات مكثفة في النقب وفي الداخل استعدادا لأي تصعيد ورئيس الأركان ورئيس المنطقة الوسطى متحمسان لضرب غزة" .
حرب جديدة
لن يحصد الضباط (الإسرائيليون) كثير من "النياشين" في أي حرب قادمة فقد ولّى زمان الانتصارات المتتالية بأقل الخسائر !. وقال المحلل قاسم إن (إسرائيل) ليس أمامها إلا الحرب في ضوء ازدياد قوة المقاومة مع الوقت. وأضاف: "إذا شنت الحرب ستكون مغامرة وإن أجلتها ستكون المغامرة أكبر مع الوقت".
أما المحلل مصلح فأكد أن التدريبات الأخيرة تشير أنها تحضّر لحرب قد تشتعل على الجبهة الشمالية أو الجنوبية أو الجبهتان معاً. وأوضح أن شنها حربا ودخولها غزة سيقحمها في مأزق بين المجلس العسكري الحاكم في مصر والمقاومة المتحفزة بغزة.
مصر الجديدة
حماس في غزة تشّد حزامها بتقدم الإخوان المسلمين في مصر المخيف لـ(إسرائيل) على مستقبل الدولة العبرية . بينما ترقب العين الثانية في وجه الاحتلال التطورات في مصر وصعود الإخوان المسلمين بقوة وسرعة بينما يتشككون من المشهد السوري.
وحول التطورات العربية أضاف قاسم: "ترغب (إسرائيل) في سقوط الأسد وتراجع قوة حزب الله وإيران".
وقال إن (إسرائيل) متخوّفة من صعود الإخوان المسلمين في مصر كداعم لحماس في غزة ما سيمنح الأخيرة تطورا إيجابيا .
أما المحلل مصلح فأكد أن شن الاحتلال لحرب سيؤدي إلى دعم الإخوان في مصر لحماس في غزة والولوج في معركة التجاذب بين مصر و(إسرائيل).
وأضاف: "العقلية المتطرفة والمتهورة في (إسرائيل) قد تدفعها بسبب الضغوط لتفجير معركة خارج حدودها لشدّ الانتباه".
وأيا ما يكون المشهد الميداني والسياسي فإن الجولة الأخيرة بين حماس و(إسرائيل) انتهت بتفوق الأولى على الثانية رغم قوة الاحتلال عسكرياً وسياسياً.