زغاريد وأناشيد وقرع للطبول

معبر رفح.. ملتقى الأحبة وبوابة الأحرار


الرسالة نت- أيمن الرفاتي

على وقع الأناشيد والزغاريد والهتافات والطبول, كان الاستقبال الشعبي للأسرى المحررين ضمن الدفعة الثانية من صفقة "وفاء الأحرار", فقرب بوابة معبر رفح تجمهر الآلاف من الأهالي والمواطنين لاستقبال أبناءهم المحررين في مشهد رسم معاني الوحدة الفلسطينية والتآلف.
وقبل وصول المحررين للمعبر بساعات كانت الجماهير تهتف وتردد أناشيد الفرح , فيما رسمها عدد من الشبان بحمل رايات حركتي حماس وفتح معاً, أما الأمهات فكنّ ينتظرن أبناءهن على أحر من الجمر, فهي لحظات ينتظرنها منذ سنوات.
"الرسالة نت" تواجدت داخل معبر رفح لترسم المشاهد الأولى لدخول الأسرى إلى قطاع غزة, حيث الاستقبال الرسمي الذي ضم نواب المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية وعدد من قيادات فصائل المقاومة.
فمنذ أن لاحت في الأفق الباصات التي تقل الأسرى الفلسطينيين القادمة من معبر كرم أبو سالم حتى بدأت الفرقة الموسيقية التابعة للشرطة الفلسطينية بعزف طبول الانتصار, فيما كانت تراقب عيون الجميع الباصات إلى أن حطت في المكان المحدد لها لتبدأ التحية الرسمية للأسرى.
الأسرى توشحوا بعلم فلسطين الذي يوثق الانتصار في صفقة "وفاء الأحرار", وبدأوا بعناق القيادات الفلسطينية, في مشهد ارتسمت لأجله الدموع على وجوه العديد من الأسرى المحررين والشخصيات الفلسطينية.
تحدثنا إلى الأسير رائد الحداد الذي قضى في سجون الاحتلال 9 سنوات وبقى 5 سنوات من محكوميته فوصف فرحته بالقول: "هذه نعمة ليس بعدها نعمة, نشكر الله عليها, ونشكر الأخوة في المقاومة وحركة حماس على هذه الصفقة".
الحداد لم يتوقع أن يجري الافراج عنه ضمن الصفقة, وعلى الرغم من فرحته الكبيرة بالافراج عنه إلا أنه قال: "أشعر بالحزن في قلبي على اخوتي الموجودين في السجن".
وأكد الأسير المحرر فخره بالمقاومة الفلسطينية, مشدداً أنها الطريق الوحيد لإطلاق سراح الأسرى عبر أسر جنود الاحتلال (الإسرائيلي).
خارج المعبر
وفي خارج معبر رفح كانت الحشود الفلسطينية ضخمة الأمر الذي أدى لعدد من الاختناقات والاصابات, وعلى الرغم من ذلك فقد كان الاستقبال للأسرى حين خروجهم من المعبر مهيباً وتهافتت الجماهير والأهالي على الباصات التي تقل الأسرى.
وفي كل ناحية من خارج المعبر يوجد عدد من الاهالي يعانقون أبناءهم الأسرى لثواني قصيرة قبل نقلهم إلى أماكن سكناهم, وهنا كانت قافلة كبيرة تضم المئات من السيارات تعتليها رايات التوحيد وعلم فلسطين بينما كان يهتف مئات الشبان للوحدة الفلسطينية.
وفي خضم الفرحة كانت سيارة عائلة  الأسير عادل حرب تتخطى السيارات لتحوم حول الباص الذي يوجد به إبنها في صورة عبرت عن الاشتياق بعد أن غيب ابنهم في سجون الاحتلال لسنوات.
تقول أم الأسير عادل لـ"الرسالة نت" :"منذ أربع سنوات لم أرى إبني وقد حكم بخمس سنوات لانتمائه لحركة فتح, اليوم شعوري لا يوصف, فأنا كنت أظن أنه سيخرج بعد عام وليس الآن, الحمد لله أنه خرج وأشكر المقاومة ومن أسر وحافظ على جلعاد شاليط".
وتضيف: "لقد قاسينا مرارة كبيرة عندما أسر الإسرائيلي لكن في النهاية انتصرنا وأفرج عن أبناءنا" مشيرةً إلى أنها ستبحث عن عروس لابنها بشكل عاجل.
واستمرت قافلة السيارات لتتوزع في مرافقة الأسرى إلى بيوتهم حيث استقبال الأهل والجيران للأسرى, فقد استقبل الأسر صبحي جاد الله المحكوم بأربع سنوات بالطبول والألعاب النارية وسط تجمهر العشرات من الأحباب.
ولم يغيب عن المشهد أن يزف الأسير على "حصان" يطوف به بين جموع المهنئين, إلى أن شاهد والدته فترجل عن جواده ليعانقها.
جاد الله قال لـ"الرسالة نت" : "اليوم أشعر أني ولدت من جديد بعد أن عدت لأهلي وأحبابي كأني عريس بهذا الاستقبال الرائع".
وأكد أنه يفتخر بالمقاومة الفلسطينية التي حررت الأسرى بالقوة, مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن ينتصر إلا بالوحد.
وأفرج عن 41 أسير فلسطيني من سكان غزة من أصل 550 أسير في الدفعة الثانية من صفقة وفاء الأحرار التي جرى التوصل إليها بين حماس والاحتلال (الإسرائيلي) برعاية مصر وأفرج بموجبها عن 1027 أسيراً وأسيرة على دفعتين وعقدت الدفعة الأولى قبل شهرين تماماً.

البث المباشر