الرسالة نت - وكالات
ارتفع عدد القتلى برصاص قوات الأمن في سوريا السبت إلى 41 قتيلا، فيما شهدت مدن سورية عدة مظاهرات مسائية للتضامن مع مدن حمص ونوى وإدلب ودرعا، وسط استمرار لهجمات قوات الجيش والأمن.
أعلنت ذلك الهيئة العامة للثورة السورية، التي ذكرت أن 19 قتيلا سقطوا في حمص بينهم ثلاثة أطفال؛ حيث تواصل قوات الجيش قصفها لمنازل الأهالي على حي بابا عمرو منذ مساء الجمعة.
ومن بين القتلى جثث أربعة مواطنين عثر عليها في شوارع مدينة الحولة، كانت "الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة قد اعتقلتهم الجمعة من حي البستان في كفرلاها"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أضاف "أن هناك جثة مواطن خامس في حالة خطرة".
كما انتشر قناصة على أسطح بعض المباني في حي بعلبة وقاموا بإطلاق النار وسط انقطاع الكهرباء عن الحي بالكامل.
ومن ناحية أخرى، انطلقت مظاهرات مسائية في مدن درعا البلد -بمحافظة درعا- وإدلب وزملكا وحي الوعر بمدينة حمص، ردد فيها المتظاهرون هتافات تندد بالمجتمع الدولي؛ بسبب صمته عما قالوا إنها مجازر يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين في محافظات إدلب وحمص درعا، وجددوا مطالبهم برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.
اجتياح نوى
وفي مدينة نوى بريف درعا، سقط ستة قتلى؛ إثر اجتياح قوات الجيش للمدينة وإطلاق النار على مشيعين لجنازة شخصين قتلا برصاص الأمن خلال مشاركتهما في مظاهرات الجمعة، حيث تحولت الجنازة إلى مظاهرة حاشدة جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل النظام السوري.
كما اقتحم الجيش السوري مدينة القورية بدير الزور، مستخدما أكثر من ستين دبابة ومدرعة، بينما تحاصر وحدات منه حي جوبر من الجهات الأربع.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة "اقتحمت" بلدة بصر الحرير ومنطقة اللجاة بمحافظة درعا.
وأضاف المرصد أن هذه القوات "تبحث عن جنود منشقين متوارين في تلك المنطقة"، معربا عن خشيته من أن "يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة".
ومن جهة أخرى، ذكر ناشطون أن قوات الجيش قصفت بشكل عشوائي المنازل في حماة، مما تسبب في سقوط قتيل، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى في حماة ارتفع إلى اثنين.
بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن دبابات الجيش السوري قصفت مواقع في جبل الزاوية بمحافظة إدلب مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى. كما سقط عشرة قتلى في ريف دمشق، في حملات مماثلة، وقتيل آخر في حلب.
تشييع
من جهة أخرى، شيعت السبت جنازات 44 شخصا قتلوا في التفجيرين اللذين استهدفا مقرين أمنيين بدمشق أمس الجمعة، وأنحت فيهما الحكومة السورية باللائمة على تنظيم القاعدة.
وجرت إجراءات التشييع في المسجد الأموي بوسط دمشق، وكان لافتا للانتباه أن كثيرا من النعوش لم تكن تحمل أسماء، فيما تقدم المشيعين الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي قال إن الذين نفذوا التفجيرات هم أعداء للدين وللإنسانية.
وطالب البوطي وفد الجامعة بالنظر بموضوعية فيما يجري على الأراضي السورية، وقال "هل كشفت الأغطية عن أعين ممثلي الجامعة العربية ليروا من القاتل ومن المقتول، ولكي يعلموا أن الجيش السوري لا يمكن أن يفجر أنابيب النفط والغاز وأن يقتل أفراده، وهل أتيح لرسل الجامعة العربية أن يكشفوا عن أعينهم العصابات التي يضعونها".
ودعا رجل الدين السوري المعارضة الداخلية التي وصفها بالعارضة والطارئة، "إلى أن نلتقي على الطريق العريض الواصل إلى الإصلاح، ونكون يداً واحدة".
وقد شيعت مدينة السيدة زينب قرب دمشق أحد ضحايا تفجيريْ دمشق، لكن التشييع انقلب إلى مظاهرة واجهها الأمن بالرصاص وسقط جراءها عدد من المشيعين.
وقد نفى الجيش السوري الحر أي صلة له بالحادث الذي وقع في حي كفر سوسة المحصن من قبل الأمن السوري، كما تحدثت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عن تزوير النظام السوري بيانا باسمهما يعلن مسؤولية الجماعة عن التفجيرين، كما أشارت جماعات من المعارضة السورية إلى أن النظام ربما نفذ هذين الهجومين لتبرير حملته القمعية ضد المتظاهرين وتكثيفها.
الجامعة العربية
من جهته، طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان "وفد مراقبي جامعة الدول العربية بالتوجه الفوري إلى مدينة الحولة بحمص لتوثيق الانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان الذي يعتبر غيضا من فيض لما جرى ويجري في سوريا".
وكانت طلائع بعثة المراقبين وصلت دمشق الخميس للتحضير لوصول 150 مراقبا عربيا يتوقع بدء انتشارهم الاثنين المقبل.
ويناط بالبعثة مراقبةُ مدى تطبيق النظام السوري للمبادرة العربية التي تقضي بوقف العنف "من أي طرف"، وإنهاء المظاهر المسلحة بالمدن، وإطلاق المعتقلين، وإجراء حوار مع المعارضة.