غزة-محمد أبو قمر-الرسالة نت
أجمع خبراء أمنيون وإستراتيجيون أن الجناح العسكري لحركة حماس كتائب الشهيد عز الدين القسام يسير بخطى وثابة لتطوير قدراته العسكرية لمواجهة أي عدوان محتمل من قبل قوات الاحتلال .
وما أن وضعت الحرب الأخيرة قبل عام أوزارها حتى نفض الجهاز العسكري الغبار عن نفسه ودأب في إعادة ترتيب أوراقه .
وتشهد كتائب القسام تطورا لقدراتها العسكرية موازيا لنمو وتمدد حركة حماس على الأرض ، حيث كانت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" قد تحدث مؤخرا عن امتلاك حماس لوسائل قتالية متقدمة، وصواريخ تصل مداها لستين كيلو مترا .
صحيفة (معاريف) العبرية نشرت مؤخرا تقريرا مستفيضا عن تعاظم قوة حماس في قطاع غزة بعد مضي عام على عملية (الرصاص المصبوب) ونسبت إلى جهات أمنية مختصة قولها إن حماس حسنت قدراتها العسكرية خلال هذا العام بعد أن استخلصت العبر اللازمة من الحرب على غزة .
وفي هذا السياق يرى يوسف الشرقاوي الخبير في الشئون الأمنية أن الشعب الفلسطيني تواق للمقاومة لأنه قهر كثيرا ، والمقاومة تشكل طوق النجاة لاسيما أن العدو لا يفهم سوى لغة المقاومة .
وقال في تصريح خاص "للرسالة نت" " يجب على المقاومة أن تطور ثقافتها قبل أن تطور قدراتها العسكرية"، موضحا أنه ما تسربه قوات الاحتلال من معلومات حول تفاقم قوة حماس العسكرية ربما يكون فيه شيء من التهويل لتمرير بعض الأهداف التي يرسمون لها ، لكنه أكد في ذات الوقت على عدم الاستهانة بقدرة الاستخبارات الإسرائيلية.
ويعتقد الشرقاوي أن حركات المقاومة يجب أن تستفيد من التراكم والخبرات العسكرية وإلا ستتآكل قدراتها، ودعا حماس للاستفادة من هذا المجال بشكل ايجابي ، لأنه في حال لم تؤمن بالتراكم فسيتبدد فعل المقاومة .
اللواء المصري المتقاعد طلعت مسلم الخبير في الشئون الإستراتيجية قال أن حماس تمكنت من تطوير قدراتها العسكرية خلال الفترة الماضية ، وعليها أن تستمر في ذلك النهج حتى تتمكن من إسقاط الطائرات بدون طيار .
ورأى في حديث خاص "بالرسالة نت" أن هناك نقطة مهمة يجب على حماس أخذها بعين الاعتبار وهي تطوير وسائل وقاية الشعب من عدوان الاحتلال ، وذلك بالتوازي مع تطوير قدرتها العسكرية .
وتكمن تلك الوقاية في حفر الخنادق وإبعاد السكان عن مناطق المواجهة مع الاحتلال حتى تتمكن من المقاومة بشتى سبل الراحة .
وقالت صحيفة معاريف " بحسب تقدير الأجهزة الأمنية الإسرائيلية : إن لدى حماس قدرات عسكرية أكبر بكثير مما كان لديها قبل الحرب الأخيرة ، عبر إدخال كميات كبيرة من الوسائل القتالية إلى قطاع غزة غالبيتها هرب من إيران وسوريا والباقي تم إنتاجه على يد الصناعات العسكرية لحماس في غزة".
ويشمل سباق التسلح لحماس حسب المصادر العبرية مئات الصواريخ لأبعاد مختلفة .
ونوهت معاريف إلى أن حماس تمكنت من إطلاق نحو 70 صاروخا من أنواع مختلفة باتجاه "إسرائيل" كل يوم خلال عملية الرصاص المصبوب, دون أن يشمل ذلك قذائف الهاون, مشيرة إلى أن حماس أخذت العبر وقررت التحضير لإمكانية زيادة وتيرة الإطلاق يوميا, ولذلك عملت على تعاظم ترسانتها من الصورايخ.
كما عملت حماس على التسريع في حفر الأنفاق, وفي العام الأخير تم حفر مئات الكيلو مترات من الأنفاق تحت مدينة غزة وحولها وحفرت تحت المباني كما تم بناء منصات لإطلاق الصورايخ, لتكون ميسرة للتحرك تحت الأرض ومجهزة لإطلاق الصورايخ- كما نشرت معاريف ، التي قالت أن التقديرات في أجهزة الأمن تشير إلى أنفاق أرضية تم بنائها في اتجاه إسرائيل بهدف تمكين مقاتلي حماس من اختراق الخطوط الخلفية للقوات الإسرائيلية وتنفيذ عمليات وخطف جنود,