شرق المواصي/ كمال عليان
على عتبات العقد التاسع من عمرها، تقضي الحاجة أم غانم في"عريشة" تسترها أقمشة ملابس بالية، تجعل منها ستارا لا يحميها من البرد ولا يقيها من أشعة شمس الصيف.
ومن "عريشتها" في شرق منطقة المواصي جنوب خانيونس، تروي أم غانم معاناتها مع الفقر والجوع منذ وعيها المُبكِّر على الدنيا، والتي شهدت تقلبات عدة في حياتها كان أكثرها إيلاما تبخُّر حلمها بامتلاك وحدة سكنية..
فبعد بلوغها ذلك الحلم تعرضت لإصابة بالغة في الظهر اضطرتها إلى بيع الوحدة السكنية لتأمين أجرة العملية الجراحية التي أجريت لها في احدى المستشفيات الخاصة، ما دفعها إلى نقل حياتها الجديدة من الوحدة السكنية، إلى ذلك المكان (أرض حكومية) لتبدأ فيها حياة كلها معاناة وفقر وجوع.
وتفتقر "عريشة" أم غانم إلى المتطلبات والحاجات الأساسية، حيث تعتمد على الحطب الذي تجمعه من المزارع ومجاري المياه المحاذية لعريشتها لطهي الطعام، الذي غالبا ما يتكوَّنُ من حبَّات من البندورة وكوب شاي، وفي أحسن الأحوال تتناول العدس أو الملوخية.
وتحلم الثمانينية التي شاء الله تعالى أن يكون لها ابن واحد هو غانم والذي يبلغ من العمر ثلاثة وستين عاما و لا يوجد له أولاد يعينونه على متاعب الدهر وعثراته.
هذا وقد توفي زوجها الحاج أبو غانم منذ سنوات بعدما نازع مرض السرطان لسنوات طويلة، مما زاد من معاناتها.
وتحلم الحاجة أم غانم بأن يكون لها مسكن يؤويها كباقي الناس، داعية جميع المحسنين والمسئولين لمساعدتها على العيش في حياة كريمة تقيها الفقر والجوع، حيث تعتمد على مياه البئر الوحيد في المنطقة والذي يبعد عن خيمتها ما يقارب الكيلو متر، مفتقرة حياتها لأبسط مقوِّمات العيش الكريم.