الرسالة - وكالات
قالت دراسة سياسية حديثة إن هناك حالة من التباين في مواقف النخبة السياسية في (إسرائيل) بشأن ما يجري في سوريا، إلا أن الجميع متفقون في خشيتهم من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد لما يعنيه ذلك من انعكاسات سلبية محتملة على أمن (إسرائيل).
وأوضحت الدراسة الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعنوان "الموقف الإسرائيلي من الأحداث في سوريا" أن هناك شبه إجماع في (إسرائيل) على نقاطٍ محوريّة تخصّ المصلحة (الإسرائيليّة) في الأحداث السوريّة، أهمها أن النّظام الحالي في سوريا "مريح جدًّا لـ(إسرائيل) في كلّ ما يتعلّق بالجولان"، وهناك خشية من أن يؤدّي انهياره إلى انهيار الهدوء على جبهة الجولان.
وأضافت الدراسة أن هناك من يرى في (إسرائيل) أن أيّ نظام قادم في سوريا سيتّخذ موقفًا معاديًّا لـ(إسرائيل)، لأنّه سيكون في حاجةٍ إلى شرعيّة داخليّة، في حين أنّ النظام الحاليّ - إذا بقي- فهو سيكون في حاجة إلى شرعيّة خارجيّة، وسيضطرّ إلى تليين موقفه اتجاه (إسرائيل).
كذلك فإن هناك مخاوف (إسرائيلية) من أن تؤدّي الأحداث في سوريا إلى انتقال أسلحة كيميائيّة وبيولوجيّة وصواريخ أرض أرض وصواريخ مضادّة للطّائرات إلى مجموعاتٍ مسلّحة معادية لـ(إسرائيل)، وفي مقدّمتها المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وهذا تطوّرٌ كارثيّ بالنّسبة لـ(إسرائيل).
وفي المقابل، فإنّ سقوط نظام الأسد قد يعني مصلحة استراتيجية لـ(إسرائيل)، خاصة أن الأحداث تعدّ فرصة لخروج سوريا من التّحالف مع إيران وحزب الله.
واستشهدت الدراسة بتصريحات لرئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو قال فيها إنّ (إسرائيل) قلقة وتريد استمرار الهدوء على الحدود السوريّة (الإسرائيليّة).
كما تظهر تصريحات رئيس المخابرات العسكرية (الإسرائيلية) الجنرال أفيف كوخابي هذه المخاوف من سقوط نظام الأسد وصعود آخر قد يناصب (إسرائيل) العداء، حيث تبنى كوخابي رواية النّظام السوريّ عن الأحداث وأكّد أنّه (أي النّظام) يقول الحقيقة هذه المرّة عندما يتحدّث عن عصاباتٍ تهاجم قوّات الجيش وأنّ نسبة الجنود من بين القتلى تصل إلى نحو الثّلث.
سيناريوهات الثورة
وبحسب الدراسة فإن محلّلين وقيادات (إسرائيلية) عكفت على رسم سيناريوهات مختلفة لما يحدث في سوريا، من منظور تأثيرها في (إسرائيل) وفي أمنها، حيث لخّص الجنرال احتياط غيورا آيلاند، الباحث في معهد أبحاث الأمن القوميّ والرئيس السّابق لمجلس الأمن القوميّ (الإسرائيليّ)، أربعة سيناريوهات ممكنة، وشاركه الكثير من الباحثين (الإسرائيليين) في أنّها هي البدائل المتوقّعة والممكنة.
يتحدث السيناريو الأول عن بقاء النظام في سوريا سنوات عديدة، وقد أكّد الجنرال آيلاند في استعراضه أن هذا السّيناريو أمر مرغوب فيه إلى حد كبير في (إسرائيل) لأنّها تعرف النّظام وتعرف توجّهاته، فضلا عن أن الأسد في حال بقائه سينشغل بترتيب البيت الداخليّ وتقوية شرعيّته الدوليّة.
ويتوقع السيناريو الثاني سقوط النظام في سوريا وانتشار حالة من الفوضى، وسنوات طويلة من الصّراعات وعدم الاستقرار، ويثير هذا السيناريو مخاوف (إسرائيلية) من استغلال إيران هذه الفوضى للعمل عبر الحدود العراقيّة السوريّة ومن داخل سوريا أيضًا.
أما السيناريو الأسوأ بالنسبة ل(إسرائيل) فهو سقوط نظام الأسد وصعود نظام سني راديكالي إلى الحكم، لأن نظاما من هذا النّوع قد يعتمد التّصعيد وقد يقوم بمواجهة عسكريّة لاسترداد الجولان أو يطلق العنان لنشاطات عسكريّة عبر الحدود، الأمر الذي سيضع (إسرائيل) أمام مواجهةٍ شاملة.
آخر هذه السيناريوهات وفق الرؤية (الإسرائيلية)هو التحوّل إلى نظام إصلاحيّ معتدل له توجّهات غربيّة، وهو ما يعني من وجهة النظر (الإسرائيلية) ضربة للحلف السوري مع إيران، وهو ضربة قاسية كذلك لحزب الله، غير أنه لا يعني استعدادًا للسّلام مع (إسرائيل).