الضفة الغربية – الرسالة نت
لقي التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية عن عمليات التعذيب بحق أنصار وأبناء حركة المقاومة الإسلامية حماس في سجون السلطة في الضفة الغربية ترحيبا واسعا من قبل المعتقلين السياسيين السابقين وذويهم، والذي تلقفته أيضا جميع وسائل الإعلام في تحليلات ومقابلات للمسئولين ومنظمات حقوق الإنسان للتحقيق في الأمر واستبيان الحقيقة، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي الذي تفرضه أجهزة السلطة على ما يجري بحق المعتقلين في سجونها.
بارقة أمل
وأعرب المعتقلون السابقون في سجون عباس، عن أملهم في أن يساهم نشر هذا التقرير في تسليط الضوء على ما عانوه من تعذيب في سجون عباس، حيث لم يكن أحد يعلم بما حصل لهم إلا المقربين منهم، ولم تكن وسائل الإعلام تجرؤ على الحديث عن معاناة المعتقلين في الضفة وما يلاقونه من ظلم وإهانة على أيدي المحققين.
وكانت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية قد نشرت الجمعة تحقيقاً مسهباً عنوانه "انصار حماس المعتقلون يعذبون على ايدي عملاء فلسطينيين لهم صلات وثيقة بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية"، وقد نشر موقع الرسالة نت الإلكتروني ترجمة كاملة له.
أحد المعتقلين السابقين لدى أجهزة عباس والذي أمضى ثلاثة شهور في التعذيب والشبح والإهانة والمنع من النوم، أكد لـ"الرسالة" أن تقرير الصحيفة البريطانية جاء ليفضح ممارسات الأجهزة الأمنية التابعة لعباس والتي يشرف عليها الجنرال الأمريكي "كيث دايتون".
وأضاف: "كان التعذيب والضرب الذي تعرضنا له وحشيا وغير إنساني.. وعندما خرجنا لم نجرؤ على التوجه لأي مركز حقوقي أو أي وسيلة إعلام للحديث عما تعرضنا له من تعذيب، خوفا من ملاحقة السلطة لنا واعتقالنا وتعذيبنا مرة أخرى".
متأخر جداً
أما الشاب "م.س" "30 عاما" من مدينة قلقيلية فقد رأى أن تقرير الصحيفة البريطانية وما كشفته من تعاون أمريكي مع جهازي المخابرات والوقائي في الضفة جاء متأخرا جدا، حيث قال: "التقرير على الرغم من محاسنه ودوره في فضح ممارسات السلطة بالضفة وقمعها لحركة حماس، إلا أنه جاء متأخرا جدا، فالتعذيب موجود منذ عامين، والشباب عذبوا وخرجوا بعاهات وأمراض وإعاقات.. ولم يعلم عنهم أحد".
وأضاف:"كان من الأجدر أن تأتي مثل هذه التقارير في الوقت الذي كانت فيه الحملة على أشدها ضد حركة حماس في مدن الضفة، وخاصة الحملة التي شنتها أجهزة دايتون على قلقيلية، حيث تم اغتيال خلية قسامية واعتقال المئات من أبناء الحركة وتعذيبهم بشكل وحشي طيلة عدة شهور".
مطالبة بتحقيق دولي
من جانبه قال الشاب "د.ص" "27 عاما" وهو معتقل سابق لدى السلطة بالضفة وتعرض للتعذيب على أيدي المحققين أن الإتحاد الأوروبي يتحمل كامل المسؤولية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتقديمهم لمحاكم الجنايات الدولية الخاصة بجرائم التعذيب، لكون ما يتم في الضفة بطلب وبتمويل منهم بحجة محاربة الإرهاب"، مطالباً بلجنة تحقيق دولية في قضيا التعذيب هذه.
وأضاف:"ما يمارس في الضفة بحق معتقلي حماس لم تتحدث الجارديان البريطانية سوى عن جزء بسيط مما يتم في مراكز التحقيق والتوقيف، فإضافة إلى ما قالت عنه الشبح والحرمان من النوم، الضرب في كوابل الكهرباء والعصي، والحرمان من الطعام والصلاة لمن يخضعون لفترة التحقيق، وإهانة المعتقدات الدينية في محاولة لتحطيم نفسية المعتقل".
وأكد المعتقل السابق لـ"الرسالة" أن تقرير الغارديان ساهم في إثارة الموضوع لأنه جاء من صحيفة بريطانية، ولكن الأمور أصعب مما يتوقعه الجميع، ويجب أن تكون المطالبة بتشكيل لجنة لتحقيق فيما جرى في الضفة وتقديم المسئولين عنه إلى محاكم دولية.
وأضاف المعتقل السابق: الديمقراطية الأوروبية أثبتت زيفها وكذبها مرة أخرى بأنها تعنى بحقوق الإنسان، فكيف يسقط نظام من أجل حقوق الإنسان والحرية، ويدعم نظام بوليسي قمعي في الضفة الغربية، يقوم بممارسات أصعب وأبشع مما جرى في أبو غريب وغوانتانامو".