الرسالة نت - فادي الحسني
رغم التقليل من حدة الضجة التي أثارها الإعلان عن وفاة عدد من المواطنين في قطاع غزة بسبب مرض أنفلونزا الخنازير، إلا أن المواطنين لا يزالوا يطرقون أبواب العطارين للتداوي بالأعشاب.
ويقف العطار أبو ثائر الحصري وسط محله الواقع في سوق "الزاوية" وسط مدينة غزة، شارحاً لزبائنه فوائد "اليانسون" الذي يدور الحديث عنه في أوساط المواطنين، كنبتة تحوز على فوائد مضادة لفايروس أنفلونزا الخنازير.
ويقول الحصري: "نبتة اليانسون تسمى نافع وتعمل على وقاية الجسم(..) هناك إقبال شديد على طلب "اليانسون" لكني لا اكتفي ببيعه فقط وإنما أقدم شروحا للناس عن فوائده، وفوائد نباتات أخرى".
ويمتهن الحصري العطارة منذ عشرين عاماً، حيث ورثها عن والده الحاج خميس الملقب بـ"شيخ العطارين".
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن وفاة عشرة مواطنين بفايروس (H1N1) الذي دخل القطاع مطلع ديسمبر الحالي، ولم يجري حتى الآن إدخال لقاح مكافح له.
ويقدم العطار لزبائنه وصفات طبيعية للوقاية من هذا المرض، قائلا: "نقع الثوم في الماء ثم شربه مع عصير الليمون يعمل على وقاية الجسم بشكل عام، كما أن مضغ البصل يساعد أيضا في الوقاية من الأمراض".
ويضيف العطار لزبائنه "تذويب مسحوق الكربون في الماء الفاتر ثم استنشاقه، يساعد على وقاية الأنف (..) العطارة علم واسع لا يجيده أي إنسان".
ويقطع كلام الحصري زبون جاء باحثا عن نبتتي القرفة والزنجبيل اللتين نصحه بتناولهما أحد المواطنين للوقاية من الفيروس، لكن العطار صحح المفهوم الخاطئ لدى الزبون بقوله :"نبتتا القرفة والزنجبيل يستخدمان للقالون العصبي وكمحرك لكرات الدم، ولا شأن لهما بالوقاية من مرض الأنفلونزا".
ويشتكي العطار من رفع التجار لأسعار الأعشاب وخصوصا اليانسون، مؤكدا أن هناك تجارا محتكرين يعملون على رفع الأسعار بشكل خيالي.
وقال العطار الحصري: "هل يعقل أن يصبح ثمن كيلو اليانسون ثلاث أضعاف ما كان عليه في السابق(..) الاحتكار حرام".
فيما يؤكد العطار أحمد وهو جالس في زاوية تعبق بروائح الأعشاب، وبين رفوف البهارات، أن الإقبال لم يزداد فقط على اليانسون كنبتة جرى الترويج لها، وإنما هناك مواطنون يطلبون خلطة من الأعشاب لتناولها، بالإضافة لشرب نبتة الزعتر أو القرفة كل صباح بدلا من شرب الشاي أو القهوة.
ويقول أحمد إن العطارة طب وليست مجرد مهنة، وإنه يرى في العسل شفاء للناس من الأمراض لذلك نصح زبائنه بتناوله.
وأصاب الإعلان عن مرض أنفلونزا الخنازير (H1N1) المواطنين بالخوف والذعر، لولا أن أطباء قللوا من حجم الضجة المثارة حوله.
ودعا الأطباء الغزيين للحفاظ على صحتهم وعدم التعاطي مع الإشاعات التي تبث لتخويفهم، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أخذ وسائل الوقاية ومراجعة المراكز الصحية حال طرأت أي من أعراض الأنفلونزا عليهم.