قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: المحروم من العضوية

بقلم سمير أبو محسن

يحكى أن  ذبابةً وقفت على نخلة مدة من الوقت ولما أرادت الطيران نادت على النخلة لتأخذ حذرها عند طيرانها , فضحكت النخلة قائلةً : وهل شعرتُ بك أصلاً عندما وقفت حتى أشعر بك عندما تطيرين.

هذه القصة استذكرتها وأنا أتابع وسائل الإعلام التي امتلأت بخبر قرار المدعو عبد الناصر النجار فصل ثمانية من الصحفيين الحاصلين على عضوية نقابة الصحفيين وحرماني والزميل أيمن دلول من الحصول على العضوية إلى يوم القيامة بحجة الترشح لانتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين التي جرت في غزة بحضور أكثر من ثلاثمائة صحفي ممن حرموا لسنوات طويلة من العضوية منذ عهد البائد نعيم الطوباسي الذي كان يعطي "صكوك الغفران" لمن يريد فوجدنا السائق وضابط الأمن وزوج بنت الصحفي الفلاني أو أخت زوجة القائد العلاّني يحصلون على العضوية,  بينما يحرم الصحفيون الحقيقيون من عضوية النقابة ليواصل عبد الناصر النجار نفس السياسة لكن بفجور أكبر.

وللحقيقة فإن أمر الحرمان من العضوية أسعدني كثيراً ولأكثر من سبب لعل منها أنه اعتراف منه بأنني صحفي لكنني تجاوزت قراره بعدم المشاركة في انتخابات نقابة الصحفيين في غزة إضافة إلى أنه دليل جديد على العقلية التي تدار بها ما تسمى نقابة الصحفيين في الضفة الغربية حيث القرارات الفردية التي تمثلت بقرار الفصل والحرمان من العضوية دون الرجوع إلى مؤسسات النقابة الحقيقية وذات الصلة إذ أنه وحتى صدور قرار الفصل والحرمان لم يتم تشكيل هيئة المكتب أصلاً ولم يتم تشكيل المجلس الإداري للنقابة لتتضح الصورة وتكتمل معالمها التي تنبئ بكيفية إدارة ما تسمى نقابة الصحفيين في الضفة الغربية والتي تم إخراج مسرحية انتخاباتها على يد مخرج فاشل ووفق سيناريو أكثر فشلا إذ أن عدد الأعضاء غير معروف وتمت وفق قانون الانتخاب عبر القائمة وهو مخالِف لقانون الانتخابات في النقابة كما أن اجتماع الجمعية العمومية حضره جميع مكونات الشعب الفلسطيني لكن دون حضور الصحفيين .

وهنا أطرح عدة ملاحظات من باب العرض :

* لو كنت خائفاً من مثل هذه القرارات لما ذهبتُ مع عدد من الزملاء الصحفيين قبل عدة أشهر إلى مقر النقابة وعقْد اجتماع جمعية عمومية لمجموع الصحفيين في غزة وتشكيل لجنة تسيير أعمال عاهدَت الصحفيين يومها على إجراء انتخابات نزيهة وحقيقية خلال أقل من ستة أشهر وهو ما كان بعد أربعة أشهر تقريباً, إضافةً إلى أنني منذ عدة سنوات اتبعت المثل المصري القائل " رميت طوبة " نقابة الصحافيين التي حرمتني من العضوية منذ تخرجي عام 1997 حاولت خلالها عدة مرات التقدم لنيل العضوية لكن قرار النقيب الحاكم بأمره وخليفته كان دائماً الرفض رغم دفعي للرسوم واستيفاء كافة الشروط التي يجب توافرها للحصول على العضوية.

* لو كنت خائفاً لسارعت إلى التبرؤ مما أقدمت عليه من الترشح ولندمت ندماً أكيداً على ما بدر مني وعاهدت الله ألا أعود إلى ما بدر مني لكنني اليوم أعلن أنني فخور جداً بقراري الترشح وبقرارك حرماني من العضوية بنفس القدر.

* كان الأوْلى بالحريص على وحدة نقابة الصحفيين عبد الناصر النجار ومن خلفه أن يدع الحسابات الفئوية جانباَ وأن يسعى جاهداً لإقناع من حوله بالموافقة على مبادرة المنظمات الأهلية التي وافقت عليها كتلة الصحفي والكتل الأخرى وأخذت وقتاً طويلاً من الحوار والنقاش لكنها عقلية الفرعون " ما أريكم إلا ما أرى وما أريكم إلا سبيل الرشاد" .

ختاما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من شارك في انتخابات نقابة الصحفيين في غزة ولكل من كان له دور في إنجاحها , كما وأشكر المدعو عبد الناصر النجار على ضيق صدره وأخذه العزة بالإثم بهذا القرار المتهور بالفصل والحرمان . كما أتقدم بالاعتذار باسمي وباسم كل الصحفيين الحقيقيين للإخوة في شبكة المنظمات الأهلية  ولكل الذين حاولوا توحيد النقابة على ما بدر ممن وأد مبادرتهم قبل خروجها للنور. 

البث المباشر