تزايد الإجراءات الأمنية في الجانب المصري

عاملو الأنفاق يخشون إعدامات جماعية في باطن الأرض

رفح- هادي إبراهيم " الرسالة نت"

أعرب العشرات من العاملين في الأنفاق عن تخوفهم من حدوث إعدامات جماعية في القنوات الأرضية التي يجلبون من خلالها البضائع والسلع الغذائية إلى قطاع غزة بفعل الجدار الفولاذي الذي تبنية مصر.

وقال عمال كثر التقتهم "الرسالة نت " خلال اليومين الماضيين: "إن عمليات إعدام جماعية ستحدث إذا أقيم هذا الجدار المزود بشبكة لضخ مياه البحر في باطن الأرض على طول الحدود".    

وتحدث بعض مالكي الأنفاق عن توقف العمل في أنفاقهم في منطقة حي السلام جراء اصطدامها بقطع الجدار الفولاذية التي شرعت مصر في تشييدها منذ عدة أسابيع.

وأبلغ أحد ملاك الأنفاق في منطقة حي السلام شرق مدينة رفح الفلسطينية ويدعى أبو فؤاد "الرسالة" أن العاملين الذين يقفزون في النفق أبلغوه أن قطعة حديدية ضخمة باتت تمثل نهاية النفق الذي شيده قبل عامين.

وكشفت تقارير صحافية إسرائيلية وغربية عن مشروع الجدار الفولاذي المزود بشبكة لضخ المياه الذي شرعت مصر بتنفيذه بدعم وإشراف أمريكي فرنسي.

وقال أحد العمال الذي قفزوا في النفق إنه حاول مع أقرانه من العاملين تجاوز هذا الجدار أو اختراقه لكن محاولتهم فشلت.

وذكر سكان ومصدر أمني فلسطيني على الحدود أن قوات الأمن المصرية زادت من نشر العشرات من عناصرها على طول الشريط الحدودي الفاصل مع قطاع غزة في ظل زيادة عدد الرافعات والقطع الهندسية المنتشرة في الجانب المصري من الحدود.

ووفق تلك المصادر فإن مزيداً من الجنود المصريين انتشروا في محيط الرافعات والقطع الهندسية التي تعمل قرب بوابة صلاح الدين الحدودية ومعبر رفح البري من أجل مواصلة بناء الجدار الفولاذي.

وأضافت أن مزيداً من التحصينات الأمنية تقام في الجانب المصري من الحدود خاصة في محيط بعض المواقع العسكرية وعلى البنايات التي يستخدمها الجنود المصريون كنقاط ثابتة للمراقبة.

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي في مؤتمر صحفي عقد في القاهرة أن مصر تقوم بالبناء على طول الحدود مع قطاع غزة لكنها لا تبني ما تسميه بعض التقارير بجدار فولاذي بهدف وقف التهريب عبر الحدود.

وحذرت حركة المقاومة الإسلامية حماس من أن الإجراءات المصرية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية من شأنها أن تحدث انهيارات أرضية في الأرضي الفلسطينية وتتسبب في سقوط ضحايا كثر.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس خلال كلمة وجهها لمئات الفلسطينيين الذي تظاهروا قرب الحدود الاثنين الماضي: "هذا الجدار هو مشروع مزدوج الجزء الأول يتكون من قطع فولاذية تغمس في الأرض وسمكها خمسة عشر سنتيمتر يصعب اختراقها والثاني عبارة عن أنابيب فوقية وعرضية سيتم ربطها بالبحر الأبيض المتوسط من أجل حدوث انهيارات في التربة".

واعتمد الفلسطينيون في قطاع غزة على السلع والبضائع المصرية القادمة عبر الأنفاق في تلبية احتياجاتهم بعدما حرمت السلطات الإسرائيلية أهالي القطاع من حوالي عشرة آلاف سلعة كانت تدخل إلى القطاع قبل صيف العام 2007. 

وكان أفراد من الأمن المصري يرتدون خوذات عسكرية يراقبون من خلف الجدار الأسمنتي حركة المتظاهرين الفلسطينيين الذين تجمعوا قرب بوابة صلاح الدين التي كانت ترفد القطاع بالبضائع والمواد التموينية قبل ثلاثة عقود من الزمن.   

واعتاد السكان في غزة على الواقع الذي فرضه الحصار الإسرائيلي لكن شروع مصر ببناء جدار فولاذي قد يحد من عمليات رفد القطاع بالسلع والمواد الغذائية القادمة عبر الأنفاق الأرضية عزز من مخاوفهم من مرحلة مظلمة قادمة.

ويعاني ثلثا سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم 105 مليون فلسطيني من فقر مدقع وفق إحصائيات حديثة صادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

 

البث المباشر