عائلة الكتناني .. ذكريات مؤلمة وجراح ما زالت تنزف

غزة- أمل حبيب "الرسالة نت"

 

مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب على غزة تختلط مشاعر الحزن والألم مع الشعور بالرضا في قلوب كل من عايش ويلات حرب ضروس أجمع العالم على وحشيتها... حياة عصيبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. عائلات شردت ونساء رملت وأطفال يتمت , وبالرغم من انتهاء الحرب إلا أن الجراح مازالت تنزف والآهات مازالت تسمع.

 

"الرسالة نت" تجولت بين بعض من عايشوا الحرب لمعرفة أوضاعهم بعد مرور عام على المأساة وستنقلها لكم عبر صفحاتها على مدار الأعداد القادمة.

 

** بداية المأساة

 

كانت الجولة الأولى في منزل أبو أحمد الكتناني في منطقة الشعف شرق مدينة غزة , وهو في الحقيقة عبارة عن غرفتين من الاسبست تعاني من الرطوبة  وباب حديدي لا يقي حر الصيف ولا برد الشتاء يعيش فيه ثمانية أفراد.

 

أم أحمد الكتناني تحدثت "للرسالة نت" عن بداية المأساة بعد أن سبقت الدمعة كلمتها :" كانت الساعة الواحدة ليلا وطائرات الاحتلال تحلق بكثافة فوق الحي وما هي إلا دقائق وانفجار كبير هز المكان فخرج زوجي وأبنائي أحمد ومحمود للمساعدة ونجدة الجيران فكان الصاروخ الثاني من نصيبهم " وصمتت برهة من الزمن وكأنها عادت لتعيش المأساة ": أحمد استشهد , وزوجي تقطعت أمعاؤه , ويعاني من تهتك بالأعصاب في ساقيه وتسمم في الدم نتيجة الشظايا وما تحتويه من مواد حارقة , وابني محمود بترت ساقه اليسرى ويعاني من تهتك بساقه اليمنى".

 

** لا معيل لنا

 

وتابعت أم أحمد والأسى مرسوم على وجهها :" زوجي يعاني وصحته متدهورة (...) اغتنمت فرصة حصولي على مكرمة الملك عبد الله آل سعود للحج وأرسلته بدلا مني لعله يجد من يداوي جراحه هناك, والحمد لله هو الآن في مستشفى النور السعودي ويخضع لغسيل عظام ليضعوا له مسامير البلاتين في ساقيه "

 

وأضافت: المشكلة أنه لا يوجد معيل لنا , أحمد رحمه الله كان المعيل لنا فوالده كان مريضا لا يستطيع بذل مجهود كبير , مما دفع أحمد لترك المدرسة والعمل في أحد مصانع البلاستيك ليل نهار ليوفر لنا مستلزماتنا .. وفجأة قطعت حديث أم أحمد  قطرات من المطر التي تساقطت من أحد ثقوب السقف في صحن على الأرض .

 

وأما بالنسبة لوضع محمود الصحي فأشارت الكتناني بأنه يخضع لعمليات متواصلة في مستشفى الشفاء منذ عام , ولكن بدون فائدة فهو بحاجة لتحويلة علاج بالخارج ولكن " العين بصيرة واليد قصيرة " .

 

يذكر أن محمود تقدم لخطبة ابنة خاله هبة  قبل الإصابة , وبعد خمسة أشهر تم عقد القران رغم ما يعانيه محمود من بتر في ساقه , وقالت هبة للرسالة :" واجبي أن أقف بجانب ابن عمتي في محنته , وسأعمل جاهدة على إسعاده وإخراجه من المعاناة التي يمر بها ".

 

والجدير بالذكر أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلفت 1500 شهيد , و5276 جريحا.     

 

** "عمر الأسى ما بتنسى"

 

وتابعت هبة حديثها "للرسالة نت" وهي تنظر إلى صور ابنها الشهيد المعلقة على حائط الغرفة :" عمر الأسى ما بتنسى حتى بعد مئة سنة , الله يرحمه ضحى بروحه من أجل مساعدة الآخرين".

 

ووجهت الكتناني مناشدة إلى أصحاب القلوب الرحيمة ولجميع الفصائل التي تبنت أحمد عند استشهاده بمساعدتها في الحصول على تحويلة علاج لابنها محمود التي مازالت جراحه تنزف حتى اليوم .

 

البث المباشر