الرسالة نت- محمد الشيخ
أجمع محللون سياسيون على أن العلاقات بين مصر والاحتلال "الإسرائيلي" ستأخذ منعطفاً جديداً بعد إلغاء اتفاقية الغاز من قبل القاهرة.واتفق المحللون على أن المنطقة ستشهد توتراً بإلغاء معاهدة السلام مستقبلاً، وستضطرب العلاقة بين الحكومة المصرية و"إسرائيل" بشكل ملحوظ.
وكانت شركة توريد الغاز المصرية الحكومية EGAS قد أبلغت الأحد شركة الغاز الطبيعي "EMG" "الإسرائيلية" قرارها إلغاء اتفاقية الغاز مع "إسرائيل"، ووقف توريد الغاز على خلفية أعمال التفجير التي استهدفت في الفترة الأخيرة أنبوب الغاز الواصل بين البلدين.
قرار صائب
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، وصف القرار المصري بـ"الصائب" على الرغم من أنه جاء متأخراً؛ مؤكداً أنه يحمي حقوق الشعب المصري التي أهدرها اتفاق توريد الغاز ومن قبله اتفاقية السلام "كامب ديفيد".
وقال الصواف في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" إن هذا مؤشراً على أن العلاقة بين مصر والاحتلال "الإسرائيلي" ستدخل مرحلة جديدة مختلفة عن عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وأكد أن هذا الأمر يعطي مؤشرات بأن القادم لن يكون في صالح الاحتلال، مشدداً أن العلاقات بين الجانبين ستشهد توتراً واضحاً.
واتفق الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب مع الصواف بأن اتخاذ هذا القرار كان سليماً، قائلاً: "على إسرائيل أن تتجهز لما هو قادم وما يمكن الغاءه من اتفاقيات موقفة وخاصة كامب ديفيد".
قلق (إسرائيلي)
وفي أول رد فعل "إسرائيلي" وصف رئيس حزب كاديما المعارض شاؤول موفاز القرار المصري بالتدهور غير المسبوق في العلاقات، وقال إن الخطوة اتخذت من طرف واحد وتستوجب رد أمريكي فوري بصفة الولايات المتحدة الضامن لاتفاق السلام.
الصواف من جانبه اعتبر أن ما قاله موفاز "مردود عليه"؛ لأن الذي ينظم اتفاقية الغاز هو القانون الدولي والأمم المتحدة وليس أمريكا، مشيراً إلى أن اتفاقية الغاز ليست ضمن اتفاقيات السلام الموقعة.
وفيما يتعلق بالقلق الحاصل للقيادة "الإسرائيلية"، قال الصواف: "كان الاحتلال يعتبر مصر هي الجانب الدافئ للجنوب الفلسطيني المحتل والحامي الدائم لإسرائيل، ولكنه خُذل بعد الثورة المصرية".
من ناحيته، لم يستعبد المحلل حبيب لجوء "إسرائيل" إلى المحاكم الدولية لتقاضي مصر؛ مؤكداً على أن أن الأمر يتعدى النصوص القانونية إلى السياسة المصرية الجديدة المتعبة وغير المتوقعة بالنسبة للاحتلال.
وأشار حبيب إلى أن "إسرائيل" كانت تدرك منذ بداية الثورة المصرية حدوث تغيرات في العلاقات بين الجانبين، واستعدت لمثل هذا الأمر سياسياً واقتصادياً، لافتاً إلى أن القرار لم يكن مفاجئاً لحكومة الاحتلال وخاصة بعد تفجير خط الغاز لـ17 مرة بعد الثورة.
اتفاقية مشبوهة
وفي السياق ذاته يرى المحلل السياسي ناجي البطة أن اتفاقية الغاز لم توقع ضمن المعايير الدولية للغاز، واصفاً إياها بـ"المشبوهة"، موضحاً أنه يمكن لمصر التنصل منها؛ لأن الاحتلال يوفر على نفسه أكثر من مليار دولار بهذه الاتفاقية وهي غير قانونية.
وأكد البطة في حديث لـ"الرسالة نت" أن العلاقة بين الطرفين في تدهور مستمر منذ الثورة المصرية وتشهد تراجعاً واضحاً عما كانت عليه في العهد السابق.
وبخصوص تهديد "إسرائيل" بإعادة احتلال سيناء قال البطة إن هذه الأطروحات شاذة وغير مقبولة في الأوساط "الإسرائيلية" نفسها؛ لأنها تعلم مدى خطورة اتخاذ مثل هذه الخطوة الصعبة في الوقت الراهن.