غزة- الرسالة نت- "خاص"
تراوغ حركة فتح في ملف المصالحة الفلسطينية وتتباين تصريحات قياداتها حول جديتهم في إنهاء الانقسام، بينما تجدد حركة حماس موقفها الثابت من القضية مؤكدةً أن تحقيق الوحدة على سلم أولوياتها.
عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قال إنه "لا يجوز تحت أي ظرف الرجوع للوراء بالمصالحة" رافضاً التراخي في تطبيق ما نص عليه اتفاق الدوحة، الذي خلص إلى ضرورة تشكيل حكومة فلسطينية انتقالية يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس.
وأثنى زكي في تصريح متلفز مساء الثلاثاء، على جهود رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في القاهرة قبل أيام بهدف تحقيق المصالحة, مؤكداً أن لقائه مدير المخابرات المصرية مراد موافي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أعاد المصالحة للصدارة.
قمة فلسطينية
وكان مشعل قد دعا رئيس السلطة محمود عباس للإسراع في تشكيل الحكومة الانتقالية بحسب "إعلان الدوحة"، مؤكداً أن موقف حماس في الداخل والخارج موحد تجاه ما نص عليه الاتفاق برعاية قطر.
من ناحيته، أكد النائب يحيى موسى القيادي في حركة حماس أن "آليات تنفيذ المصالحة الفلسطينية متوفرة ولكنها تحتاج من حركة فتح الالتزام بها وأخذها بعين الاعتبار حتى ينتهي الانقسام وما خلفه على الساحة الفلسطينية".
ودعا موسى إلى "قمة فلسطينية" عاجلة بين عباس ومشعل لتنفيذ المصالحة وتشكيل الحكومة الفلسطينية، لتكوين جهة موحدة تقود النضال الفلسطيني.
وأشار إلى وجود بعض المعضلات المعطِّلة للمصالحة مثل تواصل الاعتقال السياسي والإستدعاءات وقمع الحريات بالضفة المحتلة، مطالباً فتح وحماس بتخطي جميع العقبات وصولاً لإنهاء الانقسام.
لنصرة الأسرى
وفي السياق ذاته، قال زكي: "نحن بأمس الحاجة لتحقيق المصالحة وخاصة في ظل معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال".
ويفتح قيادات فتح النار بين الفينة والأخرى صوب اتفاق المصالحة لتصدير الأزمات الداخلية التي تعصف بالحركة، ورضوخاً للضغوط التي تمارسها الدول الغربية الحليفة للاحتلال "الإسرائيلي".
ولفت زكي إلى أن وحدة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال يجب أن تكون حافزاً لحماس وفتح لاستعادة الوحدة في غزة والضفة.
وأكد أن فتح لم تعد تثق باللجنة الرباعية أو تراهن على تحقيق السلام مع "إسرائيل"، قائلاً: "آن الأوان للوحدة؛ لأنها السبيل الوحيد لنصرة فلسطين والأسرى".
من جهته، أشار النائب موسى إلى أن الاحتلال يمر بوضع لا يحسد عليه، وفتح لديها فرصة ذهبية لتحريك جمود ملف المصالحة، والوصول إلى نتائج تطبق على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات.
لقاء قريب
خليل عساف رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة المحتلة قال إن لقاءً قريباً سيعقد في العاصمة المصرية القاهرة بين رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لبحث المصالحة.
وتوقع عساف في تصريح لـ"الرسالة نت" أن يضع اللقاء حلولاً عملية لكل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة الانتقالية، موضحاً أن الحركتان تملكان نية إيجابية لتجاوز العقبات.
وأشار إلى وجود ضغوط مصرية وعربية على الفصائل وخاصة "فتح وحماس" للإسراع بتشكيل الحكومة، مطالبا بتجاوز العقبات واعلان تطبيق المصالحة وتشكيل الحكومة.
ويفرض الواقع الفلسطيني بقضاياه المصيرية تحديات كبيرة يأمل الفلسطينيين بأن تكون حافزاً لدى السياسيين لإنهاء التجاذبات وتحقيق مصالحة حقيقية يلمسها كل مواطن على أرض الواقع.