ستظل ذكرى إضاعة ضربة الجزاء أمام تشيلسي في نهائي الأبطال عالقة بذهن النجم الهولندي آريين روبن، بهذا الموسم الكارثي لن يمحى من سيرته الذاتية، رغم أدائه المميز على مدار مبارياته، لكن تأنيب الضمير سيجعله متهما أمام نفسه بأنه ضيع على فريقه بايرن ميونخ الألماني بطولتين كانتا في المتناول بسبب تفننه في إهدار ركلات الجزاء.
هي لعبة حظ في المقام الأول مهما تدرب اللاعب كثيرا عليها، لكن الذنب يلقيه اللاعب على نفسه في حال أهدر على فريقه تلك الفرصة الحاسمة للتهديف، كما أن الجماهير المتعصبة تصب جام غضبها على مهدري ركلات الترجيح دون اعتبار لعاملي الحظ والتوفيق.
قطاع كبير من جماهير البايرن ألقوا اللوم على روبن لإصراره على تسديد ركلات الجزاء رغم ذكرياته المريرة معها، واللوم نفسه وجهوه للمدرب يوب هاينكس لعدم توفير بديل لروبن في تلك الكرات، ولسان حالهم يقول "أليس هناك لاعب آخر غيره ليسدد؟".
روبن متعهد الفضيات
لا خلاف على أن روبن من أمهر لاعبي العالم، لكنه في نفس الوقت من أسوأ لاعبي العالم حظا، سواء مع الإصابات التي أعاقت مسيرته في ريال مدريد وتشيلسي وحتى مع البايرن ومنتخب بلاده، حتى لقب باللاعب "الزجاجي"، فضلا عن إهداره لفرص حاسمة لا تغتفر، كالانفراديين الذين أهدرهما أمام مرمى إيكر كاسياس في نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010، وكانا كفيلين بتتويج هولندا باللقب العالمي وليس إسبانيا.
ألقت معظم الجماهير البافارية المسؤولية على روبن في ضياع لقب البوندسليغا يوم الـ11 من نيسان/أبريل الماضي حين أهدر ركلة جزاء أمام بروسيا دورتموند كانت عاملا رئيسيا في احتفاظ الأخير باللقب للعام الثاني على التوالي، في سابقة لم تحدث منذ زمن بعيد بالدوري الألماني أن يخسر البايرن بطولته المفضلة عامين متتاليين.
قطاع آخر يرى أن روبن من أكثر لاعبي البايرن ثقة في النفس، وإلا لما انبرى لتلك الكرات رغم عدم توفيقه فيها كثيرا، ويتذكرون ركلته التي سجلها في شباك كاسياس في نصف النهائي، لكن آخرون يعتبرون الأمر أنانية مفرطة من نجم منتخب الطواحين البرتقالية.
دروغبا الأكثر حظاً
على النقيض نجد الفيل العاجي ديدييه دروغبا أكثر حظا في مثل تلك المواقف، فبالرغم من أدائه الأسطوري في البطولة الأوروبية التي يعد بطلها الأبرز إلى جانب الحارس التشيكي العملاق بيتر تشيك، إلا أنه كاد يكلف فريقه الخروج منها مرتين.
ففي مباراة نصف النهائي الثأرية على ملعب كامب نو بين تشيلسي وبرشلونة تسبب دروغبا في ركلة جزاء إثر عرقلة واضحة لسيسك فابريغاس، لكن الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي أضاعها، قبل أن تنتهي الملحمة بصعود البلوز للنهائي.
مرت الواقعة بسلام، لكنها تكررت مع دروغبا في النهائي، حين عرقل برعونة الفرنسي الخطير فرانك ريبيري في الوقت الإضافي من المباراة المصيرية، لكن الحظ ابتسم له مجددا ليهدر روبن الضربة وتتساوى الكفة مرة أخرى قبل أن يرجحها هو بنفسه بنجاحه في تنفيذ ركلة الترجيح الأخيرة التي دقت طبول الأفراح في لندن.
الحق يقال أن الفيل العاجي عانى طويلا من سوء الحظ في ركلات الجزاء بالتحديد مع منتخب بلاده الذي لم يذق معه حلاوة التتويج بكأس الأمم الأفريقية بسببها، وأيضا خسر فريقه الشامبيونز ليغ في نسخة 2008 بموسكو أمام مانشستر يونايتد، لكن عقدته انفكت أخيرا, فيما لا يزال روبن يحمل في عنقه الميداليات الفضية ويندب سوء حظه، وهكذا تكون كرة القدم، منطقها هو ألا منطق لها.