طالب عدد من المتحدثون بضرورة العمل السريع والجاد لإنشاء مجمع الإنتاج الحيواني في الأراضي المحررة غرب مدينة خان يونس للمحافظة على البيئة الفلسطينية وصحة المواطنين من المخاطر التي تتهدد حياتهم نتيجة لوجود مزارع الأبقار والدواجن بالقرب من المناطق السكانية.
وأجمع المتحدثون على وجوب قيام الجهات المختصة بمنع إصدار تراخيص لإنشاء مزارع الإنتاج الحيواني بكافة أشكاله إلا إذا توفرت الشروط الصحية والفنية الكاملة من قبل جهات الإختصاص من أجل الحد من الآثار الصحية والبيئة الناجمة عن تلك المزارع المنتشرة في محافظة خان يونس.
جاءت ذلك خلال ورشة عمل نظمتها بلدية خان يونس بالتعاون مع وزارة الزراعة في قاعة البلدية السبت، بحضور مختصين في المجال البيئي والصحي وحشد من النخب في المدينة وأصحاب المزارع وعموم المهتمين.
وأكد رئيس بلدية خان يونس الأستاذ محمد الفرا أن بلديته تبدي تعاوناً مثالياً مع كافة الوزارات المهنية في مجال الإنتاج الحيواني من أجل المحافظة على صحة الإنسان وسلامة البيئة المحيطة، لافتاً إلى أن مجلس البلدية قد إتخذ قراراً يقضي بمنع إنشاء أي مزرعة جديدة في ثمانية أحياء من أصل ستة عشر، ما يدلل على جهود البلدية المتواصلة في هذا المضمار.
وأوضح الفرا بأن جميع المزارع المنتشرة في خان يونس لم تأخذ أي تصريح أو موافقة من قبل إدارة البلدية لأنها لا تستوفي الشروط المتبعة، مبيناً في سياق متصل أهمية إنشاء مجمع الإنتاج الحيواني بمواصفات قياسية وصحية وبيئية عالية من شأنها التخفيف من حجم المخاطر التي يتعرض لها المواطنون على مدار الساعة نتيجة لإنبعاث الروائح الكريهه والغازات النفاذة التي تضر بالإنسان بالدرجة الأولى.
من جانبه, أكد عادل عطا الله نيابةً عن وزير الزراعة على أهمية مشروع إعادة تأهيل المزارع على مستوى محافظات القطاع للحفاظ على دعائم الإقتصاد الفلسطيني وتعزيز فرص الإستثمار سيما وأن قطاع غزة يشهد ركوداً نتيجة للحصار، مشددا أن المجمع الجديد من شأنه أن يحافظ على تلك المهنة ويحدد المسئوليات ويقى الإنسان والبيئة من المخاطر المحدقة.
وأشار إلى أن خسائر قطاع الإنتاج الحيواني تجاوزت مائتي مليون دولار تقريباً جراء تواصل إعتداءات الإحتلال بحق هذا القطاع المهم والحيوي.
وحول الآثار الناجمة عن وجود مزارع الإنتاج الحيواني بالقرب من التجمعات السكانية أوضح الدكتور صلاح الرنتيسي مدير صحة خان يونس أن إنبعاث الروائح الكريهه يسبب الإنزعاج للمواطنين سيما الأطفال وكبار السن وبات مصدراً دائماً لإنتشار القوارض والحشرات والزواحف وتفشي الأمراض المعدية.
وشدد الرنتيسي على أن الفوائد التي تعززها هذه الثروة الحيوانية للإنسان والأرض كبيرة إذا تم إنشاؤها بمواصفات نوعية والتي لا تتوفر في أي مزرعة بخان يونس إطلاقاً.
وإستعرض الأستاذ حسن البطة في كلمة سلطة جودة البيئة الأثار البيئية الخطيرة جراء إنتشار مزارع الإنتاج الحيواني والتي تعمل على هدر كميات كبيرة من المياه وإنتشار المضادات الحيوية المستعملة لمعالجة الحيوانات وبقايا الروث والزيوت المضرة.
وإشار إلى وجود ملوثات جرثومية حية قد تضر بسلامة المواطنين عدا عن الضوضاء المستمرة مؤكداً في سياق متصل بأن السلطة تشترط وجود عدة أنظمة وقوانين لمزارع المواشي.
وبدوه أشار الدكتور يوسف شبير رئيس قسم الصحة العامة بالبلدية إلى وجود (264) مزرعة بخان يونس التي تنتشر بين التجمعات السكانية العالية وتتواجد بها آلاف المواشي والأغنام والأبقار
وبين شبير بأن بلديته تلقت ما يزيد عن (354) شكوى حول تلك المزارع والإجراءات المتبعة بالخصوص، مقدماً رؤية البلدية المتمثلة بالعمل على تخصيص قطعة أرض على مساحة (300) دونم لإنشاء مجمع الإنتاج الحيواني وزيادة الإستثمار وتوفير فرص العمل الجديدة ورفع الأضرار عن السكان.
ومن جانبه لفت مدير عام الخدمات البيطرية لدى وزارة الزراعة بوجود خطة واضحة المعالم لتحقيق أهداف الصحة العامة لتعزيز القاعدة الإنتاجية في محافظات القطاع ومنها خان يونس التي تشهد إتشاراً كبيراً لمزارع الأبقار والدواجن.
وتحدث الأستاذ محمد الفرا أستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية ورئيس رابطة علماء فلسطين بخان يونس عن الحكم الشرعي في إنتشار المزارع بين السكان مستدلاً بالآيات القرآنية العطرة والسيرة النبوية المشرفة، مبيناً أن الشريعة الإسلامية واضحة في هذا الشأن على قاعدة (لاضرر ولا ضرار) سيما وأن الأصل في الشرع هو جواز التربية وأن لا يترتب عليها ضرر للمسلمين وتحقيق المصلحة العامة.
وثمن الحضور جهود بلدية خان يونس الرامية إلى تنظيم المدينة وحماية السكان من المخاطر الصحية مطالبين بسرعة إنجاز مجمع الإنتاج الحيواني.