أثارت "فلسطين"، البالغة من العمر 14 شهراً، موجة غضب وتضامن دولي جراء تعرضها لانتهاك "حيوانيتها" بعدما تم نزع مخالبها، بإجراء عملية جراحية، في حديقة حيوان رفح.
وسائل إعلام غربية تابعت الحدث بتغطية واهتمام أبرزت ما تعرضت له هذه اللبؤة من ألم يفوق معاناة فلسطين الإنسان.
قناة فوكس نيوز الأمريكية نقلت إفادة الطبيب البيطري الذي أجرى العملية: "تم قطع مخالب اللبوة حتى لا تنمو بسرعة ويمكن للزوار والأطفال اللعب معها"..
بينما قال محمد جمعة "مالك الحديقة" لـصحيفة (تايمز أوف إسرائيل): تمت إزالة المخالب للتقليل من عدوانيتها، وبالتالي يمكن أن تكون صديقة للزوار".
مالك الحديقة والطبيب البيطري ظهرا في تقارير الصحافة الغربية متهمين بانتهاك حقوق الحيوان، في حين لا ترقى فظائع (إسرائيل) ضد أطفال غزة -من وجهة نظر وسائل الإعلام - لإدانة الاحتلال وجيشه بمستوى إزالة مخالب أسد.
الحدث استنفر أيضا جماعات الرفق بالحيوان للتضامن مع اللبؤة حيث ذكرت مؤسسة الرفق بالحيوان "فور باوز"، لصحيفة "ديلي ميرور": إن اقتلاع مخالب هذه الحيوانات قد يلحق بها أذى دائما...، بينما جرائم اقتلاع عيون وقلوب عشرات الفلسطينيين أسبوعيا خلال عام في مسيرات العودة مسألة فيها نظر.
الطبيب البيطري الفلسطيني حاول الدفاع عن نفسه أمام الصحافة الغربية نافيا أن تكون العملية قاسية، إلا أن منظمة "باو بروجكت"، وهي منظمة غير حكومية، ذكرت: "أن العملية مؤلمة للغاية، في ظل مخاطر صحية ومضاعفات متوقعة".
المفارقة المثيرة أن إفادات عشرات الأطباء الفلسطينيين في غزة، حول الآثار الصحية الكارثية لجرائم الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين لم تستفز منظمات الرفق بالإنسان لاتخاذ مواقف، تبرهن أن آدميتهم أسمى من النظام الحيواني العالمي.
وبينما طالبت منظمة "فور باوز" بضرورة إغلاق حديقة الحيوان، لوجود أكثر من 40 حيوانا يعيشون تحت ظروف "مفزعة" -على حد وصفها-، لم يجرؤ العالم الحيواني فك حصار مليوني إنسان يعيشون في قفص كبير اسمه غزة.
النتيجة التي يمكن استخلاصها من التعاطف الحيواني الغربي مع اللبؤة "فلسطين" على حساب فلسطين الإنسان والقضية، أن نظاما يحكمه قانون الغاب، يقدر حياة الحيوان أكثر من حياة الإنسان، لا يمكن العيش فيه دون مخالب.