غزة – الرسالة نت
أعلنت الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور إسماعيل هنية اعتبار الحادي والثلاثين من ديسمبر من كل عام "يوم وفاء للصحفي الفلسطيني".
وأشاد الدكتور حسن أبو حشيش رئيس المكتب الإعلامي الحكومي ووكيل وزارة الإعلام المساعد بالجهود الكبيرة والعظيمة التي بذلها الإعلاميون الفلسطينيون خلال الحرب الإسرائيلية الشرسة التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة أواخر العام 2008 واستمرت 22 يوما.
وبين أبو حشيشة أن يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني هو يوم مناسبة وطنية تضاف إلى جانب المناسبات التي يحتفل بها الصحفيون والإعلاميون، عرفانا من الحكومة الفلسطينية بعطاء الإعلامي الفلسطيني في حرب الفرقان، وتضامناً مع معاناة الصحفي في الحرب إياها، مبينا أن المكتب الإعلامي الحكومي سيسعى إلى تنظيم العديد من الفعاليات واتخاذ القرارات والإجراءات فيه كل عام لخدمة الإعلام وتعزيز حرية الرأي والتعبير.
ونقل د. أبو حشيش في كلمة ألقاها باسم الحكومة الفلسطينية خلال احتفال نظمه المكتب الإعلامي الحكومي عصر الخميس (31/12/2009) في فندق الكومودور بغزة؛ نقل تحيات الحكومة الفلسطينية ممثلة برئيس الوزراء الدكتور إسماعيل هنية والإخوة الوزراء إلى الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين كان لهم الدور الأبرز في الكشف عن وجه الاحتلال المجرم خلال ممارساته وجرائمه البشعة ضد الشعب الفلسطيني خلال حرب الفرقان.
وأكد د. أبو حشيش أن الصحفي الفلسطيني يختلف عن كل صحفيي العالم، مبينا أنه صاحب رسالة ومسئولية وطنية وانتماء عميق للشعب الفلسطيني، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة بذل الصحفي الفلسطيني لكل ما هو غالي ونفيس، من دمه وماله وكاميراته ومبانيه ومقراته وسياراته وحريته.
ودعا أبو حشيش إلى مكافأة الصحفيين الفلسطينيين على دورهم الريادي في الكشف عن وجه الاحتلال البشع الذي استخدم كل شيء من أجل القضاء على كل ما هو فلسطيني، كما دعا إلى ضرورة ترتيب البيت الصحفي الفلسطيني وضمان وتعزيز حقوق الصحفيين، وحمايتهم.
وشدد أبو حشيش على ضرورة تحرك المؤسسات الإعلامية والحقوقية الدولية على صعيد محاكمة الاحتلال وقياداته على جرائمه ضد الصحفيين والمؤسسات الصحفية في حرب الفرقان في مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
كما دعا كافة المستويات الرسمية والأهلية المؤسسات الإعلامية المختلفة لاعتبار السابع والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام يوماً وطنياً للصمود والانتصار، واعتماد هذه المصطلح في الخطاب والمضمون الإعلامي، ترسيخاً للذكرى وتسجيلاً للمناسبة تتناقلها الأجيال عبر الأزمنة والحقب كغيرها من التواريخ المهمة في تاريخ فلسطين القديم والحديث والحاضر.
وشدد أبو حشيش على أن الصحفي الفلسطيني والحركة الإعلامية عامة تستحق أكثر من مناسبة ويوم لمناصرة الإعلام فنحن نعرف أن الصحفيين يحيون مناسبتين كل عام الأولى في الثالث من مايو وهو اليوم العالمي لحرية الصحافة، والسادس والعشرين من سبتمبر وهو اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني ... ووفاءً لشهداء الإعلام في حرب الفرقان.
وجدد أبو حشيش دعواته ومبادراته السابقة الداعية إلى ضرورة أن يلعب الإعلام دوراً في إعادة اللحمة الوطنية، وإنهاء الانقسام البغيض المصنوع من قبل الإدارة الأمريكية والصهيونية، وندعو إلى مصالحة إعلامية تمهد إلى المصالحة السياسية الشاملة ووقف التضييق على العمل الإعلامي واعتقال الصحفيين ووقف سياسية الإعلام الأصفر التحريضي وإغلاق المواقع الأمنية والسرية التي لا علاقة لها بالإعلام المسئول الذي يقدم التضحيات ويبذل كل ما يستطيع دعماً للرواية والحقيقة الفلسطينية.
وفي كلمة ذوي الشهداء الصحفيين أشاد الحاج "أبو محمد السيلاوي" والد الشهيد الصحفي عمر السيلاوي بصمود الإعلام الفلسطيني في وجه الاحتلال وآلته الحربية التي كانت تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني. كما تحدث السيلاوي عن مواقف مهمة من بينها الدور الكبير للعلام الفلسطيني الذي نجح في نقل الصورة لكل العالم، "صورة القتل والدمار والخراب الذي مارسه الاحتلال خلال الحرب".
وأوضح السيلاوي قائلا: "إن الإعلاميين من مصورين وإعلاميين لم تركوا مكانا إلا وكان لهم أثر، فهم كالغيث أينما حل نفع .. فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموا ويقدموا".
ووجه السيلاوي شكره إلى المكتب الإعلامي الحكومي – وزارة الإعلام على هذا اللقاء البهيج، وقال السيلاوي: "نحن متوكلين على الله تعالى ونقول للإعلاميين لقد رفعتم رؤوسنا عاليا فقدمتم الدماء والأشلاء".
واختتم السيلاوي كلمته قائلا: "إننا سنواصل المقاومة والجهاد بكل عزم ونقدم أبناءنا وأنفسنا لاسترداد الحق، ولن نتراجع مهما مكر الماكرون، وإن أرض فلسطين أرضنا ولن نفرط فيها أبدا، حتى ولو شددوا علينا الحصار وحتى لو استمر شلال الدم".
أما كلمة المؤسسات الإعلامية التي استهدفت خلال الحرب فقد أكد د. محمود أبو دف رئيس مجلس إدارة شبكة الأقصى الإعلامية على أهمية الرسالة التي أداها الإعلام الفلسطيني خلال الحرب على غزة، شاكرا وزارة الإعلام على هذا الاحتفال "يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني".
وقال أبو دف خلال كلمته: "جميل أن يأتي هذا اللقاء في يوم الوفاء للأوفياء .. هؤلاء الإعلاميون الذين استمروا في أداء واجبهم ومازالوا على ثغور الوطن".
وبين أبو دف أن الإعلام الفلسطيني أقوى من العدو الصهيوني وأقوى من بطش الاحتلال وجرائمه، معلقا على تجربة شبكة الأقصى الإعلامية، موضحا أن قناة الأقصى الفضائية وإذاعة الأقصى لم تتوقفا لحظة واحدة عن البث خلال الحرب، بل وتحدت الجرائم الصهيونية، مشيدا بالدور الكبير الذي بذله الصحفيون والإعلاميون الميدانيون.
وبين أبو دف أن شبكة الأقصى الإعلامية استمرت في نقل الوقائع ونقل الحقيقة إلى العالم، مشيرا إلى انحيازها الواضح إلى جانب المقاومة الفلسطينية التي كانت تدافع عن المواطن الفلسطيني في كل مكان.
وعلق أبو دف على استهدف الاحتلال لقناة الأقصى الفضائية وإذاعة صوت الأقصى، مشيرا إلى المخاطر التي تعرضت لها الشبكة والعاملين فيها خلال الخرب، مبينا إصابة واستشهاد عدد من العاملين في الشبكة.
وأشار رئيس مجلس إدارة شبكة الأقصى الإعلامية إلى أن الاحتلال الصهيوني استطاع في بعض الأحيان على بث قناة الأقصى الفضائية، لكنه استدرك قائلا: "ولكنهم فشلوا في إخراس صوت الفضائية والإذاعة، فشلوا في قتل الصورة والكلمة الصحفية الفلسطينية، فكل التحية للإعلاميين الذين تابعوا الأحداث ليلا ونهارا".
ونوه د. أبو دف إلى أن كل الإعلاميين كانوا يؤدون رسالتهم الإعلامية في كافة المواقع، وأنهم قاموا بالواجب المطلوب منهم، واستطاعوا أن يقدموا أغلى ما يملكون من أجل وطنهم وقضيتهم.
وفي كلمة الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين فقد أكد الصحفي عماد عيد مراسل قناة المنار الفضائية أن الصحفي الفلسطيني كان له دور مهم وكبير خلال الحرب على غزة، وقال: "الصحفي الفلسطيني استطاع أن ينقل الصورة الحقيقية إلى العالم كله، واستطاع أن يكشف الوجه البشع للاحتلال وجرائمه بحق المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ".
وقال عيد خلال كلمته: "إنه شرف عظيم لي أن أتحدث باسم الصحفيين الفلسطيني في ذكرى الحرب على غزة، وبرغم الإرهاق والتعب الذي أصابنا إلا أننا نؤمن بخدمة شعبنا وفضح الانتهاكات الصهيونية خلال ذاك العدوان الكبير الذي لم يستثن أحدا، واستهدف الأطفال والنساء".
وأضاف عيد: "اليوم نقف وقفة إجلال وإكبار أمام عطاء الصحفيين والإعلاميين الذين وثقوا الإجرام الصهيوني وهم في دائرة الاستهداف"، وأوضح: "لقد استطاع الإعلام الفلسطيني تحريك الشعوب العربية والإسلامية من أجل نصرة القضية الفلسطينية"، وأشار إلى الدور العظيم الذي قدمه الشهداء الصحفيين، وقال: "اليوم نستذكر الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم خلال الحرب الغادرة، وإن القائمة حتى كانت تضم خمسة، فيما انضم اليوم رفيقا سادسا لهم وكان له دور بارز خلال الحرب وهو الصحفي المرحوم محمد بلبل، الذين عرفناه كثير العطاء، لقد فارقنا دون مقدمات، فكل التحية له، ولأهله الصبر والسلوان".
وقال عيد: "اليوم نحيي وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وكافة وسائل الإعلام العاملة في قطاع غزة التي كشفت جرائم الاحتلال، وندعوهم إلى تذكير العالم بجرائم الاحتلال من أجل تقديمهم إلى العدالة الدولية".
واختتم الصحفي عماد عيد كلمته بالقول: "باسمي وباسم الصحفيين نشكر المكتب الإعلامي - وزارة الإعلام على هذه اللفتة الكريمة التي جاءت من أجل تكريم الصحفي الفلسطيني".
وعرض المكتب الإعلامي الحكومي خلال الاحتفال فيلما يوضح عمل الإعلاميين والصحفيين خلال الحرب على غزة، وكيف استهدفتهم آلة الحرب، حيث كان الفيلم من إخراج المخرج الفلسطيني جبريل أبو كميل".