قائمة الموقع

مواقد بيع الذرة .. مشهد صيفي مفعم بالرزق

2012-06-12T06:30:23+03:00
الرسالة نت - فادي الحسني

لا يكتمل مشهد الاصطياف على ساحل غزة، إلا عندما يضع فادي الفار-وهو بائع ذرة- مظلته على ناصية شارع الرشد ويوقد النار تحت  وعاء الذرة، كل مساء.

ويبدو اللهب المتطاير من موقد الذرة كلون الشفق الخافت من خلف البائع الذي أخذ يقلب "الأكواز" المرصوصة فوق موقد الشواء، وحوله زبون ينتظر الحصول على "كوز ذرة".

وفادي هو واحد من بين عشرات الشبان الذين يفتح لهم الصيف أبواب العمل في مهنة بيع الذرة، للإنفاق على أسرهم البائسة.

ويقول البائع البالغ من العمر سبعة وعشرين عاما إنه يمتهن بيع الذرة صيفا منذ أكثر من عشرة اعوام، ليعود في فصل الشتاء ويعمل حداداً، حتى يسهم في إعالة أسرته المكونة من ثلاثة عشر فردا.

وأضاف البائع صاحب اللحية الكثيفة أن عمله موسمي، يمتد من شهر يونيو حتى ديسمبر، مشيرا إلى أن ما يشجعه على هذه المهنة مواصلة الكسب على مدار الأسبوع، بمعنى ألا عطلة فيها.

وحين استغرب زبون أقدم على الشراء، من أن ثمن كوز الذرة "2 شيكل"، رد البائع :"لا تستكثرها، فنحن ندفع ثمن الذرة، وفحم الشواء، وندفع غرامات اذا ما امسكت بنا البلدية".

ورغم اتساع دائرة الزبائن حول البائع الفار الا أنه أبدى  قلقا من حملات التفتيش التي تتم بين الحين والآخر من موظفي بلدية غزة التي تحظر وجود البائعين على "الكورنيش".

ويلعب بائعو الذرة مع البلدية لعبة "القط والفأر"، فكلما غاب المتفشون تألق البائعون. وقال البائع الفار: "إن البلدية تمنعنا من مزاولة مهنتنا، أليس ذلك اجحاف بحق البسطاء؟".

وأشار البائع صاحب القبعة سوداء، إلى أن البلدية تقوم أحيانا بمصادرة مواقد شواء الذرة، وتجبر البائعين على دفع غرامات مالية، اذا ما وجدتهم مصطفين على الكورنيش.

ويستهوي الشبان السير على الكورنيش الجديد الذي لم يتم افتتاحه بعد، فيما تقاطر الأهالي- ممن دخل أبناؤهم حيز الإجازة الصيفية- بالعشرات إلى شاطئ منطقة "الشيخ عجلين" للاستجمام حتى ساعات منتصف الليل.

ويرى البائع "الفار" أن الفقر وانقطاع الكهرباء يدفعان بالناس للهروب من منازلهم للتنزه أمام شاطئ البحر، مشيرا إلى أن الفقر ذاته يدفع البسطاء-أصحاب الدخل المحدود- للعمل في مجال بيع الذرة.

وتقدر نسبة الفقر في قطاع غزة من 30-40%، فيما تزيد نسبة البطالة عن 40% وفق احصاءات رسمية.

ويبدأ بائعو الذرة يومهم قبل أن "تغرق الشمس في البحر"، فيما تغيب وجوههم عن المنطقة مع حدود الساعة الثانية عشر ليلاً، ليعودوا في اليوم التالي يكررون حكاية "القط والفأر"، ولقمة عيش صيفية بللها العرق.

اخبار ذات صلة