قائد الطوفان قائد الطوفان

عباس يشرذم فتح ـ لبنان بسيطرة أبو العينين وبصمات دحلان

القيادي في فتح -لبنان سلطان ابو العنين
القيادي في فتح -لبنان سلطان ابو العنين

بيروت-الرسالة نت

من المقرر ان يسيطر سلطة سلطان أبو العينين على حركة فتح، بكل تشكيلاتها، ، من دون وجود مناوئ «شرعي» في حين يرى  أن إعادته إلى لبنان لن تزيد الحركة إلا تشرذماً، وخاصة مع اقترانها بنفوذ لمحمد دحلان

لم يسبق للرجل أن كان في ظروف مشابهة. فخلال فترة الوجود السوري في لبنان، كانت حركة فتح شبه محاصرة. وبعد رفع «الحصار» عام 2005، أتى من ينافسه على السلطة في الحركة. فممثل اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير عباس زكي نجح خلال السنوات الأربع الماضية في انتزاع تأييد قسم كبير من الفتحاويين، ليواجه أبو العينين.

 لكن الأخير تمكن من إثبات تجذره في الساحة اللبنانية، وتخطى عدداً من المطبات التي وضعت له. فاز في انتخابات مؤتمر «الساحة» نهاية 2008، وخرج منتصراً من معركة اتهامه باغتيال كمال مدحت.

وفي المؤتمر العام لفتح الذي عقد في آب الفائت في بيت لحم، فاز أبو العينين وزكي بعضوية اللجنة المركزية للحركة، مع فارق بالأصوات لمصلحة الأول.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال لبعض من التقاهم، رداً على أسئلتهم عن مستقبل فتح في لبنان، إنه سيبعِد كلاً من أبو العينين وزكي عن لبنان. ووضع عباس قاعدة أخرى، واعداً بالالتزام بها: لن أعيّن أي عضو في اللجنة المركزية في منصب قيادي آخر.

بعد ذلك، بدأت رحلة البحث عن خليفة لأبو العينين في أمانة سر الحركة في لبنان. وأرسل عباس عضوَ اللجنة المركزية (المسؤول الاستخباري البارز) توفيق الطيراوي إلى بيروت لاستطلاع آراء قادة فتحاويين، ومسؤولين لبنانيين ممّن هم على تماسّ يومي مع الملف الفلسطيني.

 ومن اللحظة الأولى، بدا أن الطيراوي يدفع باتجاه إعادة أبو العينين إلى «الساحة» اللبنانية، وهو الاقتراح الذي كان يلقى معارضة شرسة من قسم كبير من الفتحاويين، على قاعدة أن «استنهاض أوضاع الحركة بحاجة إلى دم جديد، ولمحاسبة عن الفترة الماضية».

 وقبل عشرة أيام، باشر الطيراوي اتصالاته الهاتفية من رام الله، ليبلغ مسؤولين فتحاويين بأن محمود عباس أصدر قراراً بتعيين لجنة قيادية تتولى شؤون حركة فتح في لبنان، على أن يرأسها أبو العينين. وتضم اللجنة الأعضاء «اللبنانيين» في المجلس الثوري للحركة، أي خالد عارف وفتحي أبو العردات وآمنة جبريل وجمال قشمر.

 وأبلغ الطيراوي من اتصل بهم أن اللجنة ستعمل بإشرافه. لكن أبو العينين أوضح لـ«الأخبار» أن الطيراوي لن يكون مشرفاً على أعمال اللجنة، بل سيكون صلة الوصل بينها وبين محمود عباس. وإضافة إلى ذلك، عيّن عباس، بالوكالة، صبحي أبو عرب، المقرب من أبو العينين، قائداً للقوات العسكرية في فتح.

أبو العينين يبدو مزهوّاً بالقرار الجديد. يقول إن حركة فتح، بكل مؤسساتها وتنظيمها وعسكرها، ستكون تحت سلطة اللجنة القيادية الجديدة، وكذلك الكفاح المسلح. أما ممثل منظمة التحرير الذي خلف عباس زكي، عبد الله عبد الله، فبعكس سلفه، «لن يتدخّل في الشؤون الفتحاوية».

لاقى القرار ردود فعل معترضة. قائد الكفاح المسلح في لبنان منير المقدح، الذي أكد لـ«الأخبار» أنه لم يتسلّم بعد أي قرار بشأن التعيينات الجديدة، رفع صوته في وجه القرار، مذكراً بالاتهامات الموجهة إلى أبو العينين بالضلوع في اغتيال كمال مدحت. وإضافة إلى ذلك، حاول المقدح التواصل مع معارضي أبو العينين، لمحاولة تشكيل جبهة في وجهه.

وقيل إن الرئيس السابق للدائرة السياسية في منظمة التحرير، فاروق القدومي، المعارض لمحمود عباس، حاول الدخول على خط معارضي أبو العينين، من دون أن تتضح بعد نتائج هذه المحاولة.

بعض التقديرات الأمنية اللبنانية لم ترَ في إعادة أبو العينين إلى لبنان مفتاحاً للاستقرار الأمني. وأبدى البعض خشيته من اقتتال فتحاوي داخلي يُشعِل المخيمات الفلسطينية.

القيادي الفتحاوي البارز إدوار كتورة، القريب من الجسم العسكري في الحركة، والذي كان أبرز من وقفوا في وجه سلطان منذ أكثر من 10 سنوات، وقبل تأكده من أن قرار عباس نهائي، رأى أن تعيين اللجنة القيادية يمثّل «إهانة لفلسطينيي لبنان، وللفتحاويين على وجه الخصوص.

فالبعض يحاول القول إن حركة فتح لا تضم في صفوفها أشخاصاً مؤهلين لقيادتها غير الخمسة المعيّنين». أما بعد تيقّنه من صدور القرار، فقد قال كتورة إن أمام الفتحاويين «خيارين لا ثالث لهما. الالتزام بالقرار، أو الاستقالة. فالتخريب ممنوع، أمنياً وتنظيمياً. والواجب اليوم هو منع القيادة الجديدة من الانحراف».

لكن أحد المسؤولين الفتحاويين البارزين يرى أن قرار محمود عباس إعادة أبو العينين إلى لبنان نابع من عدم قدرة عباس على فهم الواقع اللبناني. ويرى المسؤول الفتحاوي أن قراراً مشابهاً لن يساهم إلا في زيادة تمزيق الحركة، لأن «أبو العينين لن يتمكن من جمع تناقضاتها، أو المساهمة في تقديم تصور واضح لتحسين أوضاع اللاجئين في لبنان، لكونه لم يفعل ذلك خلال العقدين الماضيين».

أمر آخر يتحدّث عنه بعض معارضي أبو العينين. فالأخير فاز في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح بعد نسجه شبكة من التحالفات مع قياديين فتحاويين أقوياء، على رأسهم أبو ماهر غنيم وتوفيق الطيراوي والقيادي المتعدد الارتباطات الأمنية محمد دحلان. والأخير، بحسب أمنيين لبنانيين، حاول على مدى سنوات طويلة إرساء موطئ قدم له في لبنان، من دون جدوى.

 وقد بات بإمكانه اليوم الاستناد على قوة أبو العينين. أما الأخير، فيقول «إن من يدّعي أن لمحمد دحلان نفوذاً في لبنان، فهو مخطئ. إلا أنني أعتزّ بعلاقتي الجيدة مع جميع أعضاء اللجنة المركزية، ولم أتحالف مع أحد للوصول إلى اللجنة». إلا أن نظرة معارضي أبو العينين يؤكدها فتحاويون «محايدون»، ومسؤولون لبنانيون متابعون للملف الفلسطيني. ويجزم أحدهم بأن ملف حركة فتح في لبنان بات بعهدة الثلاثي أبو العينين ــ الطيراوي ـــ دحلان

 

المصدر :الاخبار اللبنانية

 

البث المباشر