قائد الطوفان قائد الطوفان

أطلق سراحه بعد عام

أسير من حرب الفرقان يسترجع فصول معاناته

الاسير كساب
الاسير كساب

غزة _ رائد أبو جراد

عندما يعيش الإنسان فى بيته آمناً مطمئناً مسروراً فهو بذلك يختلف كثيراً عمن اعتقل وأمضي زهرة شبابه خلف قضبان الاحتلال الظالم بعيداً عن أهله وأحبابه، وهناك الآلاف من الفلسطينيين يقضون سنوات عمرهم فى السجون الإسرائيلية لأنهم يدافعون عن حقهم وقضيتهم وثوابتهم، الأسير المحرر سعد عزات كساب 20 عاماً القاطن بالقرب من سوق السيارات شرق حي الزيتون، أفرج عنه وأخيه التوأم إبراهيم بعد عام كامل من الأسر فى حرب الفرقان.

"الرسالة" زارت الأسري المحررين في منزلهم والتقت بهم للتعرف منهم عن كثب عن حجم المعاناة والمأساة التي تعرضوا لها.

أصوات طرق عنيفة

وفي بداية حديثه عاد الأسير المحرر كساب بذاكرته إلى الوراء ليوضح ملابسات اعتقاله قائلاً:" كانت القوات الخاصة بجانب منزلنا في ساعة متأخرة من ليلة اليوم الرابع من الهجوم البري وأول منطقة دخلها الاحتلال هي منطقتنا شرق سوق السيارات، موضحاً بأنه حوالي الـ 150 جندياً مدججين بالسلاح دخلوا منزلنا ليلتها.

وأشار كساب إلى أن جنود الاحتلال عاثوا في منزلهم خراباً وتفتيشاً بربرياً ولم يكتفوا بتحطيم محتويات المنزل بل وصلت الحماقة عندهم إلى كتابة شعارات عنصرية على جدران المنزل  كان من بينها"رسمة نجمة داود ورسومات تقول بان اليهود سيقتلون كل من هو عربي  .. وغيرها من الشتائم القذرة"،ً مؤكداً على أن  معظم إخوانه حقق معهم بشكل همجي.

ويستذكر الأسير المحرر آخر اللحظات التي عاشها في منزلهم قبل اقتياده للأسر قائلاً:" تركنا العشرات من الجنود يعيثون دماراً وخراباً وتركنا النساء لوحدهن في المنزل بدون رجال، واقتادنا الجنود لناقلة جند تمركزت أمام منزلنا ووضعونا في الناقلة وانهالوا علينا بالضرب المبرح ".

واستطرد:" خلال الطريق الطويل التي قدرتها بأكثر من 3ساعات نزلنا الجنود لمكان واسع وكبير خلف الخط الزائل"، مشيراً إلى أنهم ادخلوه للتحقيق من جديد هو وأخويه ووالده وكانوا مربطي اليدين معصوبي الأعين.

لا يوصف ابداً

وذكر بأنهم بعد التحقيق قاموا بتجريدهم من ملابسهم ووضعوهم لعدة ساعات داخل ثلاجات قارصة البرودة كبيرة الحجم، مضيفاً:" بعد 4 أيام من التعذيب تم نقلى ومن معي من أسري الحرب من موقع"زكيم" العسكري في النقب إلى موقع يدعى "أشكلون" لأتفاجئ بأنه سجن ضخم وكبير.

ومن شدة التعذيب تكسرت أضلاع الأسير المحرر كساب وحدثت لديه مضاعفات في الجهاز التناسلي جراء ضرب ضابط التحقيق المتكرر لاماكن حساسة في جسده، مشيراً إلى أن الضابط منعه من لبس النضارات مع انه يعانى من ضعف النظر بحجة أن فصائل المقاومة فى غزة تمنع الجندي الأسير لديها شاليط من لبس النضارات".

وسرد الشاب كساب لـ"الرسالة" أسماء عدد من الأسري الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال أثناء حرب الفرقان كان منهم صبحي وحسام ونواف العطار، ورامي وراجي عبد ربه ، ود.حمدان الصوفي، وعبد الرحمن أبو فول، وفادي بدران..وغيرهم ممن لم تسعفه الذاكرة على حفظ أسمائهم.

وخلال حديثه عن الحياة التي عاشها داخل سجن المجدل وعلاقته بإخوانه الأسري قال:" بحمد الله علاقتي مع اخوانى الأسري في القسم والمعتقل كانت علاقة أخوة ومحبة وألفة ومودة دائمة وتعاون"، موضحاً أن أكثر استفادة منهم في الأسر الالتزام الديني القوي والصلاة والصيام وتلاوة القرآن و قيام الليل والجلسات والدروس الإيمانية..

سجدة شكر لله

وبعد عام كامل من المعاناة جاءت لحظة الفرج التي ينتظرها جميع الأسرى ومن بينهم الأسير سعد كساب الذي قال عندما علم باقتراب موعد خروجه من السجن وتنفس الحرية من جديد:" كانت من أجمل اللحظات عندما علمت باننى سأخرج من السجن، وقام اخوانى الأسرى بعقد حفل وداع لي داخل السجن وفرحوا لي كثيراً وكأنهم هم المفرج عنهم".

وحول حياة الأسر التي قضاها شقيقه التوأم إبراهيم في سجن النقب الصحراوي قال كساب:" لم أعرف أي معلومات عنه بعد أن فصلونا عن بعضنا لأكثر من 10 شهور متواصلة، ومن لحظة نقلى لسجن المجدل لم أراه، لكنه حدثني بعد الإفراج عنه عن حياته في الآسر وانه كان معتقلاً في القسم الذي يوجد فيه نواب الشرعية على رأسهم د.عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي".

ويتحدث الشاب كساب عن اللحظات الأخيرة في المعتقل قائلاً:"نقلوني في سيارة جيمس من معتقل النقب واتجهوا بى نحو معبر بيت حانون(ايريز) ولم أكن أتوقع رؤية آخى التوأم من جديد ولم أتوقع خروجه في نفس الموعد الذي خرجت فيه".

واستطرد" لحسن الحظ تم نقلى للباص الذي يوجد فيه اخى دون علمي المسبق بذلك وعندما صعدت للباص ورأيته لم أتمالك نفسي وتبدلت مشاعري وانفجرت بالبكاء من شدة الفرح.

وعن لحظات الوصول للديار ولقاء الأحبة يتحدث الأسير المحرر بكل عزم وثقة:"وصلنا غزة وعند اقترابنا من معبر بيت حانون أمرنا الضابط الصهيوني بان لا نركض ولا نسجد ابداً وهددنا، لكننا لم نستجب لما فرضه علينا وعندما توجهنا من الجانب الإسرائيلي باتجاه الجانب الفلسطيني سجدت واخى ورآنا أهلنا وكبروا وعلت أصواتهم.

وفى ختام حديثه لـ"الرسالة" دعا الشاب كساب لضرورة توعية الناس والمواطنين بالنسبة لأساليب التحقيق والسقوط في قفص العصافير والاتهام، مطالباً الفصائل الفلسطينية الآسرة للجندى جلعاد شاليط للتمسك بشروطها لإنجاح الصفقة وإخراج اكبر عدد ممكن من الأسرى خاصة أصحاب المحكوميات العالية منهم.

 

البث المباشر