شعور لا يمكنك وصفه أو تخيله إلا عندما تعيش التجربة ذاتها، وأنت ترتدي ثوب التخرج وتعتلي منصة الاحتفال لتكرم أمام حشد جماهيري غفير يضم أسرتك وأقاربك وأحبابك وعددا من الشخصيات الهامة والمؤثرة في المجتمع.
هذا ما شعر به فوج الدفعة الأولى من خريجي كلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة الذين احتفت بهم الجامعة بعد ستة أعوام من العناء والمشقة والجد والاجتهاد للوصول إلى هذه المرحلة الجميلة في حياة كل طالب وطالبة.
لا توصف
الطبيب محمد الإفرنجي - أحد خريجي كلية الطب -وصف فرحته بالتخرج بأنها لا توصف، وقال:" لا توجد كلمات للتعبير عن الفرحة التي أشعر بها في هذه اللحظات، فأنا سعيد جداً فقد تخرجت بمعدل 90%".
ويضيف الإفرنجي لـ"الرسالة" :" الجامعة الإسلامية خدمتنا كثيراً وكان لي الشرف أن ابتعثتني لتمثيلها في جامعة أكسفورد البريطانية لمدة ثلاثة أسابيع، مشيرا الى ان تلك التجربة كانت رائعة للغاية".
وتمنى أن يتمكن من إكمال الدراسات العليا ويأتي بتخصص نادر في فلسطين لخدمة أبناء شعبه، مشيراً إلى أنه يميل كثيرا الى تخصص الجراحة الخاصة.
أما الخريجة سحر رزق رمضان فقد شددت على روعة مهنة الطب الا انها وصفتها بالمتعبة.
وبيّنت سحر أن "الاسلامية" بذلت جهودا وصفتها بـ "الجبارة" للارتقاء بالطلبة، داعية في الوقت ذاته الطلبة لأن يوازنوا بين الحياة الشخصية والدراسة العملية.
وأبدت سحر رغبتها في التخصص بمجال "النساء والتوليد" مثل والدتها، مستدركة: "لكن هذا تحد آخر بحاجة إلى صبر جديد واجتهاد ومثابرة".
وتمنت أن تحصل على فرصة لإكمال الدراسات العليا في الخارج، كما انها لا تمانع من الحصول على البورد الفلسطيني لكي تبقى بجانب أهلها في غزة.
وأهدت نجاحها إلى روح والدها الذي وافته المنية العام الماضي، وإلى كل من تعب معها للوصول إلى ما هي عليه الآن.
كلية الطب
أنور الشيخ خليل نائب عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية، تطرق في بداية حديثه الى نشأة الكلية، موضحاً أن الإعداد لها بدأ قبل 10 سنوات من الافتتاح الذي كان في بداية عام 2006.
وبيّن الشيخ خليل أن سنوات دراسة الطب تنقسم إلى قسمين: الأولى مرحلة العلوم الأساسية 3 سنوات، والثانية مرحلة التعليم الإكلينيكية أو السريرية ومدتها 3 سنوات أيضا حيث ينتقل فيها الطالب للتدرب على إيجاد طرق العلاج للمرضى في المستشفيات.
وأوضح أن مستشفى غزة الأوروبي هو أكثر مستشفى "تعليمي" في القطاع، لاحتوائه على أكبر عدد من المستشارين لتدريب الطلبة.
وأكد نائب عميد كلية الطب بالإسلامية أن طلبة الفوج الأول من كلية الطب مضمون عملهم داخل القطاع بشكل كبير، منوها في الوقت ذاته الى حرص الكلية على ابتعاث الطلبة للخارج لإكمال تعليمهم.
ونوه إلى حصول الجامعة مؤخراً على اعتراف دولي بكلية الطب، ما سيسمح لطلبتها بالتقدم لامتحانات التوظيف العالمية وإكمال دراساتهم العليا في جميع دول العالم.
وذكر الشيخ خليل أن الكلية خرجت الدفعة الأولى والتي بلغ عددها 38 (22 طالبة و16 طالباً)، مرجعا السبب في قلة عدد الخريجين إلى أن الكلية لا تقبل أكثر من50 طالبا في الدفعة الواحدة بالإضافة إلى المعدلات العالية المطلوبة.
وكشف عن قرب افتتاح المستشفى الجامعي الذي سيكون أول مستشفى تابع لكلية طب في فلسطين، مشيرا الى أن المستشفى سوف يستوعب الطلبة الخريجين حتى يندرجوا في العمل الجامعي ويستطيعوا أخذ الدكتوراه وشهادة البورد من المجلس الطبي الفلسطيني.
وأضاف الشيخ خليل: "نحن نولي طلبة الطب اهتماما خاصا، فلدينا 75 استشاريا من خيرة الأطباء الأكفاء في غزة، وهناك معيدون بشكل دائم بجانب الطلبة لخدمتهم ومساعدتهم".
الصحة بحاجة لأطباء
مدير عام تنمية الموارد البشرية بوزارة الصحة الدكتور ناصر أبو شعبان بدوره، أكد أن وزارته على استعداد تام لاستقبال الطلبة الخريجين من كلية الطب بالجامعة الإسلامية بعد إكمالهم سنة الامتياز في مستشفيات القطاع التابعة "للصحة".
وأشار أبو شعبان لـ"الرسالة" إلى أن المؤسسات الصحية في غزة لا زالت بحاجة إلى أطباء و"الأقربون أولى بالمعروف" ويقصد خريجي الطب من غزة.
وكرّمت الجامعة الطلبة الخريجين، بحضور دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، ورئيس الجامعة الدكتور كمالين شعث، ورئيس مجلس الأمناء الدكتور جمال الخضري، وعدد من الوزراء ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني.
يذكر أن الجامعة الإسلامية بدأت الثلاثاء بتاريخ 26/6/2012 احتفالات تخريج الفوج الواحد والثلاثين من طلاب وطالبات الجامعة، وستمتد حتى يوم الخميس 5/7/2012.