غزة- مها شهوان- الرسالة نت
اجمع محللون سياسيون على أن حركة حماس لم تتنازل عن مبادئها رغم الضغوط التي مورست ضدها من اجل إجبارها على الانصياع للأوامر الخارجية التي تتنافى مع سياستها وفكرها.
وأشار المحللون في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" إلى أن حرب الفرقان أعادت القضية الفلسطينية إلى مقدمة الأحداث السياسية، واضعه حركة حماس على رأس حركات المقاومة والتحرر حول العالم.
الحرب رفعت أسمهما
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية د.عبد الستار قاسم بان الحرب رفعت من أسهم حركة حماس في الساحة الدولية والعالمية والإسلامية، مشيرا إلى أن الحرب لم تؤد إلى تراجع الحركة عن مبادئها رغم كافة الضغوطات.
وقال:"أصبحت غزة محط الأنظار ومحجا للرافضين للسياسة الأمريكية والداعمين لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى أن حماس كسبت شعوبا وليس دولا".
وبين قاسم بان حركة حماس استفادت حين تكالبت عليها الدول العربية من اجل الضغط عليها للتراجع عن مواقفها.
ووافقه المحلل السياسي وليد المدلل بأن حركة حماس لم تتراجع سياسيا رغم الضغوطات السياسية التي مورست تجاهها، وأضاف أن الحركة أصبح لديها نوع من البراغماتية نتيجة لوجودها في السلطة مما جعلها تقوم بنوع من التعاطي السياسي في المسالة الفلسطينية مع كافة الأطراف والابتعاد عن أنها حركة متطرفة".
وأكد بارود على ما ذهب إليه سابقاه انه لم يكن هناك أي تراجع يذكر لحماس بعد الحرب بل زادت تمسكا بمبادئها، مشيرا إلى أن الحرب أثبتت للجميع بان المبادئ التي نادت بها حماس ليست نزوة سياسية إنما من فكر أصيل يحتاجه الشعب الفلسطيني.
وحول موقف مختلف الجهات الدولية من حركة حماس رأى المحلل السياسي نعيم بارود أنه أصبح هناك بعض التغيرات من قبل الأطراف الدولية تجاه حركة حماس بعد الحرب، مشيرا إلى أن الحركة ثبتت على مواقفها لتثبت للجميع بأنها ليست حركة عابرة إنما ذات أصول وجذور متأصلة في الشارع الفلسطيني.
وأشار إلى وجود زحزحة سياسية تجاه حركة حماس على المستوى أوروبا والدول الإسلامية من خلال الوفود الرسمية التي جاءت لملاقاة قادة حماس إلى جانب المؤسسات الداعمة للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن القوافل التي جاءت لم تكن إغاثية إنما لفك الحصار عن غزة .
وحول توقع البعض بان الحرب كانت من المفترض بان تسارع في تحقيق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية أكد المدلل أن الحرب كانت إحدى الأدوات الضاغطة على حركة حماس للعدول عن بعض القرارات والذهاب لخيارات فتح السلمية مع الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الخيارات الأخرى".
في حين ذكر قاسم بان الأمور لم تتغير بالنسبة للوضع الداخلي، موضحا بان عددا لا باس به من الفلسطينيين كانوا يتمنون هزيمة حماس والمجيء إلى غزة عبر دبابة إسرائيلية.
وأضاف:" المقاومة في غزة لم تهزم بل إسرائيل هي التي فشلت في تحقيق أهدافها المرجوة، بالإضافة إلى انه كان من المفترض أن تتحسن الأمور الداخلية، إلا أن أشخاصا كثر حاولوا جاهدين اقناع المواطنين بان المقاومة هزمت"،مشيرا إلى أنهم انشغلوا بالهزيمة وليس بالاستفادة من الوضع القائم حتى طغت الأخطار الداخلية على الانجازات.
الأنظمة العربية
وعن موقف العرب بعد الحرب تجاه حركة حماس ومجمل القضية الفلسطينية بين قاسم ان الدول العربية هي من دعمت الحرب و"إسرائيل" شنتها بالنيابة عن العرب.
بينما على المستوى الدولي أوضح قاسم أنه لم تحدث أية تطورات على مستوى الدول أما على مستوى الشعوب فزاد التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية من خلال الاقتناع بان"إسرائيل"دولة إرهابية حتى قل الاحترام لها وللأنظمة العربية لاسيما مصر التي تمعن في إيذاء أهالي القطاع .
وفي ذات السياق أوضح بارود بان علاقة حركة حماس مع الدول العربية باتت مرهونة بملف المصالحة، مبينا أن العديد من الدول حجمت في علاقاتها مع الفلسطينيين إلا بانتهاء الخلافات الداخلية وتحقيق المصالحة.
وتابع:" هناك تحركات شعبية على مستوى البرلمانات وبعض الإعلاميين الذين آتوا للقطاع وجلسوا مع أعضاء الحركة مطلعين على الماسي التي يعاني منها أبناء القطاع مما دفع الوافدين بالانحياز لفكر حماس حيث نقلوا لشعوبهم بان حماس على حق وأنها حركة " .
في حين يرى المحلل السياسي المدلل بان الأنظمة العربية تآمرت على حركة حماس والقضية الفلسطينية من خلال إقامة علاقات مباشرة وأخرى غير مباشرة مع "إسرائيل" وذلك قبل وبعد الحرب من خلال الارتهان للخيارات سلمية .
وحول ما إذا أعادت حرب الفرقان العمل المسلح في الصفوف الفلسطينية بعدما توقف بعد اتفاقية أوسلو لفت قاسم إلى أنه من أهم نتائج الحرب هو أن غزة أثبتت بأنها نقطة ارتكاز فلسطينية لأول مرة لأنها قادت الحرب على أراض فلسطينية، مبينا أن "إسرائيل" حاولت إنهاء الوضع سياسيا وعسكريا لكنها فشلت من الناحية العسكرية .
وفي ذات السياق أكد المدلل على أن صمود الشعب الفلسطيني يمثل شكلا من أشكال تفعيل خيار المقاومة، حتى لقي تعاطفا شعبيا ودوليا معطيا نوعا من الشرعية للمقاومة، مشيرا إلى أن المقاومة تعززت وقت الحرب ولم تستطع القوى الباطشة إسقاطها لتثبت للعالم اجمع فشل الخيار السلمي.
وبحسب بارود فان حرب الفرقان أعادت القضية الفلسطينية إلى مقدمة الأحداث السياسية ووضعت حركة حماس على رأس حركات المقاومة والتحرر حول العالم، مشيرا إلى أن القضية لاقت فتورا قبل الحرب ولم تكن تحتل المقدمة أمام وسائل الإعلام.