قائد الطوفان قائد الطوفان

قرية مصرية ثكنة عسكرية لتأمين احتفال الإسرائيليين بـ"ابو حصيرة"

 

القاهرة-الرسالة نت

 

توافد مئات الإسرائيليين على مصر خلال اليومين الماضيين، استعدادا لبدء الاحتفال بمولد الحاخام اليهودي المزعوم يعقوب أبو حصيرة في قرية "دميتوه" بمدينة دمنهور ابتداء من مساء اليوم الثلاثاء ويستمر لمدة يومين، وسط إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة شارك فيها نحو 3 آلاف من رجال الأمن وتحت إشراف جهات أمنية سيادية.

 

يأتي هذا في أعقاب كشف صحيفة "هآرتس" عن موافقة الرئيس حسني مبارك على طلب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال لقائهما مؤخرًا بالقاهرة بالسماح لليهود بالاحتفال بمولد "أبو حصيرة" بعد أن كان قد صدر قرار بإلغائه لدواع أمنية، وأشارت إلى أنه أصدر تعليمات إلى اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية من أجل اتخاذ الإجراءات لتأمين الاحتفالات التي ستجرى بعد أسبوع.

 

وأفادت مصادر بمطار القاهرة الدولي أن 290 إسرائيليا المطار وصلوا يوم الأحد على متن خطوط شركتي "العال الإسرائيلية" و"إير سينا" وأنه تم اتخاذ الإجراءات الأمنية لنقلهم إلى دمنهور، حيث ينتظر وصول عدة رحلات أخرى لم يحددها.

 

وكشف موقع "كيكار هاشبات" العبري المتخصص في تغطية شئون اليهود الحديديم عن طرح بيع 20 ألف تذكرة سفر للراغبين في حضور الاحتفال بالمولد، وأشار مراسله نيتسان أرليخ إلى إعلان السفارة المصرية في تل أبيب عن موافقة حكومتها على إقامة الاحتفال بالمولد في موعده السنوي.

 

ويقام احتفال سنوي بمولد أبو حصيرة في قرية "دميتوه" بالبحيرة ويستمر قرابة 15 يومًا، يشارك فيه مئات اليهود الذين يفدون من إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، وأفادت صحيفة "هآرتس" أن الرئيس مبارك وافق على الطلب الإسرائيلي بإقامة الاحتفال هذا العام بعد أن شهدت الأسابيع الأخيرة مفاوضات بين عناصر أمنية مصرية وإسرائيلية حول هذا الموضوع، وأن أيلي يشاي وزير الداخلية الإسرائيلي ورئيس حزب شاس "اليهودي" المتطرف كانا قد تقدما بطلب لرئيس الوزراء للتوسط لدى السلطات المصرية للسماح لليهود بإقامة مراسم احتفالية "أبو حصيرة".

 

وبدأت الأجهزة المحلية في دمنهور منذ يوم الجمعة الماضية استعداداتها لاستقبال الإسرائيليين وسط رفض شعبي عارم، حيث بدأت بإعادة رصف الطريق المؤدي إلى قرية "ديمتوه" حيث قبر "أبو حصير" المزعوم، كما قامت بأعمال نظافة شاملة، فأزالت عشرات الأطنان من القمامة المتجمعة حول القرية، واستخدمت المبيدات الحشرية في القضاء على الناموس والذباب لعدم إزعاج الإسرائيليين.

 

ويقام الاحتفال بمولد "أبو حصيرة" هذا العام وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث يشارك في تأمين الاحتفالات ضباط من القاهرة البحيرة والإسكندرية والغربية يقومون بمرافقة الزوار الإسرائيليين أثناء الاحتفال بدمنهور، وأيضا في تنقلاتهم من القاهرة والإسكندرية.

 

وانتشر العشرات من رجال الأمن المصريين في قرية "ديمتوه"، وطلبوا من قاطنيها بضرورة إبلاغ أجهزة الأمن عن أي شخص من خارج القرية، كما أجرت أجهزة الأمن تحرياتها عن السكان سواء بالقرية، أو سكان المنازل المتناثرة على جانبي الطريق المؤدى إلى مكان الضريح المزعوم.

 

وطلبت مباحث أمن الدولة في دمنهور من رجال الأمن المكلفين بتأمين الاحتفال هناك بالقبض فورا على أي شخص غريب يتواجد بالقرية، وكذا منع الصحفيين ورجال الإعلام من التواجد أو تصوير أي من مظاهر الاحتفال.

 

كما تم تعيين خدمة أمنية مزودة بالكلاب البوليسية وأجهزة كشف المفرقعات ابتداء من الطريق الزراعي السريع في دمنهور وبامتداد الكوبري العلوي المؤدى إلى قرية "ديمتوه"، وصدرت الأوامر إلى أصحاب المقاهي هناك بإغلاق أبوابها قبل العاشرة مساء.

 

وعلمت "المصريون" من مصادر أمنية أن إسرائيل طلبت من مصر السماح لفرقة "كوماندوز" إسرائيلية من وحدة "المستعربين" مزودة بأسلحة رشاشة أتوماتيكية وأجهزة اتصالات حديثة، منها أجهزة تحديد المواقع G B S - لمرافقة الزوار الإسرائيليين في تنقلاتهم من القاهرة والإسكندرية إلى مكان الاحتفال بدمنهور والمشاركة في تأمينهم.

 

ووفقا للمصادر التي طلبت عدم نشر اسمها، فإن الجهات الأمنية المصرية رفضت الطلب الإسرائيلي مؤكدة قدرتها على حماية وتأمين الاحتفال، وكشفت أن نحو 25 ضابطا تابعين لأجهزة أمنية سيادية يشرفون على تنفيذ خطط تأمين الاحتفال بعد مزاعم إسرائيلية تقول إن هناك احتمالات أن يتعرض الزوار إلى أعمال عدائية سواء من السكان المحليين بدمنهور أو عناصر إرهابية.

 

ويتزامن الاحتفال هذا العام مع مرور عام على للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي قتلت فيه إسرائيل نحو 1400 من سكان القطاع المحاصر معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

 

وعلمت "المصريون" أن الإسرائيليين المشاركين في احتفالات "أبو حصيرة" سيزورون مكتبة الإسكندرية حيث من المقرر أن يستقبلهم رئيسها الدكتور إسماعيل سراج الدين، بالإضافة إلى زيارة المعبد اليهودي المهجور بشارع النبي دانيال بالإسكندرية.

 

وكشفت مصادر بمكتبة الإسكندرية لـ "المصريون" أن القنصل الإسرائيلي بالإسكندرية قد طلب من الدكتور إسماعيل سراج الدين إنشاء ركن خاص بالمكتبة يضم مخطوطات وآثار يهودية تشير إلى تواجد اليهود في مصر خلال القرون الماضية، وقد وعده بدراسة الموضوع.

 

وأعربت لجنة الحريات لأساتذة جامعة الإسكندرية عن رفضها مشاركة أساتذة جامعتي القاهرة والإسكندرية في ورشة العمل تلك، التزاما بقرار المؤتمر العام لنوادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية لعام 1983 بعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني تضامنا مع المشاعر الوطنية والعربية

 

وكانت حركة "فوق أرضى لن يمروا" - وهى الحركة التي تشكلت في البحيرة لمناهضة إقامة مولد أبو حصيرة بقرية دمتيوه بدمنهور- أصدرت الخميس الماضي بيانًا أكدت فيه أن الحركة مستمرة وبقوة لمنع إقامة احتفال العار "مولد أبو حصيرة" وأن استمرار الموقف الشعبي هو الضمانة الوحيدة لإلغاء هذا الاحتفال وليس أي جهة في النظام المصري.

 

وفي تعليقها على استجابة الرئيس مبارك لطلب نتنياهو، أضافت الحركة "أن هذا القرار يأتي في الوقت الذي يصر فيه النظام المصري على أداء دوره في قتل العرب والمسلمين في غزة كاملاً وغير منقوص مع استمرار إغلاق معبر رفح إلى إقامة الجدار الفولاذي تحت الأرض بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، مضيفاً أن قمة العار تتجسد في منع قافلة إغاثة إنسانية من نشطاء أوروبيين من الوصول إلى إخوة الدين والعروبة في القطاع الثائر".

 

يذكر أن محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية كانت قد أصدرت في 9 ديسمبر 2001 حكما يقضى بوقف قرار وزير الثقافة، باعتبار ضريح " أبو حصيرة" والمقابر التي حوله بقرية دميتوه بدمنهور من الآثار الإسلامية أو القبطية، ودعا الحكم إلى وقف الاحتفال السنوي بمولد الحاخام المزعوم "أبو حصيرة".

 

 

 

البث المباشر