قد يستغرب البعض من أشخاص "لا يقلعون نظاراتهم" طوال اليوم سواء في الشارع أم بالمنزل وحتى أثناء النوم، وذلك لا يعود إلى تعلقهم بها أو حبهم لها, ولكن "ما جبرهم ع المر إلا اللي أمر منه", ولاسيما مع وجود مشكلات في أنظارهم تنغص عليهم حياتهم.
تلك المشكلة بدأت تتلاشى خلال الفترة الأخيرة بعد أن سافر كثير من الغزيين إلى المستشفيات المصرية لإجراء "عملية الليزك", لأن هذه المستشفيات تتمتع بطواقم طبية قادرة على إنجاز العملية بصورة أفضل.
فرق شاسع
وتقول المواطنة صابرين حسن لـ"الرسالة": "كنت أفكر منذ وقت طويل بإجراء العملية بعد معاناتي من مشكلة في نظري، ولكن تخوفي من خوض غمار التجربة في غزة حال دون ذلك لعدم ثقتي بالأطباء المتخصصين هنا على اعتبار أنها عملية حساسة".
وتقارن صابرين بين الواقع الذي تعيشه غرف العمليات بغزة ونظيراتها في مصر, فتؤكد أن الأولى تعاني نقصا واضحا في الأجهزة الطبية اللازمة لإجراء العملية، "ناهيك عن انقطاع الكهرباء ونقص الوقود المشغل للآلات", في حين أن الأخرى تتمتع بمعدات تطابق المقاييس الصحية العالمية.
ويفرض الكيان (الإسرائيلي) حصارا مشددا على قطاع غزة منذ خمس سنوات الأمر الذي تسبب بموت عديد من المرضى بفعل شح الأدوات والمعدات الطبية.
ولم تختلف الحال كثيرا بالنسبة للمواطنة ديانا المغربي التي أجرت هي الأخرى عملية "الليزك" في المستشفيات المصرية، فتقول لـ"الرسالة": "ما دفعني لإجرائها في مصر ضعف الأطباء الغزيين مقارنة بالمصريين فيما يتعلق بعملية "الليزك" الحساسة بالإضافة إلى تكاليفها الرخيصة في القاهرة خلافا للوضع بالقطاع".
أما القصة فكانت مختلفة قليلا مع أشرف الحمضيات الذي عانى من انحراف وضعف كبيرين في النظر، فقد أظهرت آخر الفحوص التي أجراها وجود انخفاض في عينيه بمعدل نصف درجة مما كان عليه قبل عامين، مما اضطره لأن يستعين بالنظارة الطبية طوال اليوم لعدم مقدرته على الرؤية بدونها.
ولم يخفِ الحمضيات محاولته إجراء العملية في غزة، ولكن الأطباء أفادوه بأن نسبة نجاحها في غزة ضئيل لأنه يعاني انحرافا كبيرا، لذا قرر إجراء "الليزك" بمصر أملا في التخلص من المشكلة.
وذكر أن شقيقه أجرى العملية نفسها قبل عامين في مصر، "ونجحت بنسبة كبيرة", مضيفا: "لو أنني لا أعاني من انحراف شديد لأصررت على إجرائها في غزة، لأن أحد أقربائي يعاني من ضعف (وليس انحراف)، وقد أجراها ونجحت".
استشاري طب العيون وجراحتها الدكتور وليد الطويرقي يشرح المقصود بعملية "الليزك" فيقول: "هي تسليط أشعة (الإكزيمر ليزر) على طبقات القرنية الداخلية، فيجري قطع جزء من القرنية بواسطة جهاز القطع الإلكتروني بمقدار 270 درجة".
ويضيف لـ"الرسالة": "بعد ذلك يثنى الجزء المقطوع وتسلط أشعة الليزر على الطبقات الداخلية للقرنية التي تعاد بعدها إلى مكانها الطبيعي دون خياطة", لافتا إلى أنها عملية آمنة يستطيع الشخص خلالها تعديل قصر النظر إلى 12 درجة، "وكذلك طوله إلى 5 درجات".
ويشير الطويرقي إلى أن للعملية عدة ميزات، "أهمها سرعة تحسن النظر في اليوم الثاني بعد إجرائها وبالنتيجة سرعة العودة إلى الحياة الطبيعية دون نظارة, كما إن المعالج لا يشعر بأي ألم إضافة إلى عدم حدوث (عتامات) على القرنية مقارنة بالعلاج الآخر".
وتخضع العملية -قبل إجرائها- لمجموعة من الفحوص التحضيرية تتمثل بقياس ضغط العين والتصوير الطبوغرافي لها, وكذلك سماكة القرنية والانحراف الانكساري مع توسيع الحدقة إضافة إلى فحص قاع العين ورؤية الألوان الوضع الصحي العالم.