لم يكن انتقال الظهير الإسباني الدولي خوردي ألبا من فالنسيا إلى برشلونة، سوى واحدة من الصفقات التي أنفق عليها الأخير الملايين فقط لإعادة لاعبيه إلى البيت الكاتالوني بعد أن غادروه صغارا!

وسينضم ألبا إلى برشلونة بعدما انتهى مشاركة المنتخب الإسباني في يورو 2012، مقابل 14 مليون يورو لناديه فالنسيا، في عقد مدته 5 سنوات.

وبالرغم من القدرات العالية للظهير الأيسر لمنتخب إسبانيا والتي أظهرها في البطولة الأوروبية وكونه علاجا لصداع الجبهة اليسرى في البرسا، فإنه يكشف عن إحدى السلبيات الهامة داخل النادي الكاتالوني.

فألبا هو أحد خريجي مدرسة "لا ماسيا" للناشئين، المنبع الرئيسي للاعبي ونجوم برشلونة، والتي أخرجت نجوما مثل ليونل ميسي وتشافي وأندريس إنييستا وسيسك فابريغاس وغيرهم.

ومع ذلك، فإن النادي قرر في وقت من الأوقات الاستغناء عن ألبا، ليصطاده فالنسيا ويقوم بصناعة نجم جديد لمنتخب إسبانيا، لينفق برشلونة الملايين لإعادته إلى بيته الأصلي.

ولا يعد ألبا هو الأول، بل أن لبرشلونة تاريخ في إعادة لاعبيه لصفوفه بعد إنفاق الملايين على عودتهم، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "أس" الكاتالونية.

ويعتبر سيسك فابريغاس قائد أرسنال الإنجليزي السابق هو أبرز الصفقات التي عقدها برشلونة لاستعادة أحد لاعبيه الذين رحلوا عن "لا ماسيا" صغارا، حيث رحل إلى إنجلترا مقابل حق رعاية يبلغ 300 ألف يورو فقط، قبل أن يعود برشلونة لينفق 34 مليون يورو لضمه في مفاوضات استمرت ثلاث سنوات، وهذا الرقم قابل للزيادة إلى 40 مليون يورو وفقا للبطولات التي يحصدها اللاعب مع فريقه الكاتالوني.

أما جيرارد بيكيه، فقد انضم إلى مانشستر يونايتد أيضا من أكاديمية ناشئي برشلونة مقابل حق رعاية مماثل لفابريغاس، لكن من حسن حظ النادي الكاتالوني أنه استعاد لاعبه بعد أربع سنوات فقط من رحيله وقبل أن يبزغ نجمه، وبالتالي لم يكلفه سوى 5 ملايين يورو.

وأخيرا يأتي ألبا، الذي تدرب في "لا ماسيا" حتى سن السادسة عشرة من عمره، لكن تم الاستغناء عنه بغرابة شديدة، لينضم إلى أكاديمية ناشئي فالنسيا والمعروفة باسم "كورنيلا"، قبل أن يعود إلى برشلونة هذا الصيف مقابل 14 مليون يورو، أي أن النادي الكاتالوني دفع 53 مليون يورو لاستعادة لاعبيه، قابلين للزيادة إلى 59 مليون يورو.

ليس هذا فقط، بل أن البرسا وضع شرطا في عقدي كل من أوريول روميو المنتقل إلى تشيلسي الصيف الماضي وبويان كركيتش المنتقل إلى روما الإيطالي، لاستعادتهما مقابل 15 و13 مليون يورو على الترتيب، وهو ما يزيد عما دفعه الناديان في اللاعبين.

وربما تكون أكاديمية برشلونة هي الأكثر نجاحا في العالم في السنوات الأخيرة، لكن الشكوك تحيط حول مدى نجاح القائمين عليها في تقييم لاعبيها، والذي تسبب في خسائر بلغت 53 مليون يورو قابلين للزيادة.