اليوم العاشر للحرب ... عائلة السموني تلملم جراحها

عائلة السموني فقدت أبنائها
عائلة السموني فقدت أبنائها

غزة- الرسالة.نت

في الساعة السابعة من اليوم العاشر للحرب قصفت قوات الاحتلال منزل وائل السموني في حي الزيتون في مدينة غزة وذلك بعد أن أمر الجنود الإسرائيليون مجموعة من عائلة السموني بالتجمع داخله.

استشهد عدد من أفراد العائلة على الفور وبقي عدد آخر ينزف عدة أيام حتى الموت بعدما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول سيارات الإسعاف إلى تلك المنطقة.

** فاجعة

بقي طفل صغير بجوار جثه والدته وإخوته وأخواته وغيرهم من أقاربه لمدة ثلاثة أيام فيما كان يحاول الصليب الأحمر التفاوض مع قوات الاحتلال الإسرائيلي للوصول إلى تلك المنطقة.

وبالرغم من التغطية الإعلامية الكبيرة والصدمة التي نجمت عن تلك الحادثة فلم تتلق عائلة السموني سوى القليل من المساعدة وتعيش الآن في فقر بمنازلهم البديلة قرب بقايا منازلهم السابقة حسب الشهادة التي نقلها مركز الميزان لحقوق الإنسان.

ابتسام التي فقدت زوجها وائل واثنين من أبنائها فارس ورزقة في الرابعة عشر من عمرهما وأصيب اثنين آخرين من أبنائها تقول :"ابني عبد الله، البالغ من العمر (8 سنوات)، أصبح لدية هشاشة عظام، وهو لا يستطيع الآن أن يحرك يده ورجله اليمنى، بينما محمد (6 سنوات)، فقد كوعه الأيمن وهو لا يستطيع أن يحرك يده اليمنى الآن، لذلك توجب علينا أن نرسل أبنائنا إلى مدرسة خاصة بالمعاقين".

تمكن العديد من أفراد عائلة السموني من الهرب بعد ذلك الهجوم ومن بينهم ابتسام التي تتابع "لم أستطع أن أجد أطفالي بعد الاعتداء، فهربت وتركتهم داخل المنزل... كنت متأكدة أنهم قتلوا.

وبحسب ابتسام التي فرت من المكان فانها باتت متأكدة أن من بقي في المنزل فقط القتلى ، وواصل الفارون الاتصال بالصليب الأحمر لانتشال الجثث .

بقي الصليب الأحمر يحاول أن يؤمن تصريح من قوات الاحتلال لكي يسمح له بإخراج جثث القتلى بينما ترك الضحايا المصابين ينزفون حتى الموت.

أحمد نافذ السموني البالغ من العمر (15 عاماً) كان من بين من حوصر في ذلك المنزل ، يقول "كانت إصابتي خطيرة حيث أصبت بشظية في المعدة ، ولكني لم أغب عن الوعي طول الوقت، فقد ربط والدي مكان الجرح بقطعة قماش لكي يتوقف النزيف ولأني كنت استطيع المشي كنت أحضر الطعام والماء للجرحى.".

 

وبعد تمكن الصليب الأحمر من الوصول إلى المنزل نقل أحمد إلى مستشفى القدس في مدينة غزة لإجراء عملية جراحية.

حصل أحمد على تحويلة للعلاج في بلجيكا وعندما عاد إلى غزة شارف العام الدراسي على الانتهاء، فرسب العام الماضي ، وبقي جالس في البيت.

** حلم

تشتت حياة ابتسام نتيجة لذلك الاعتداء وتضيف "دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلنا وأرضنا، عندما عدنا إلى المنزل لم نجد أي شيء ... تأجرنا شقة لمدة شهرين ولكننا لم نستطع دفع الإيجار...جمعنا من بعض ما تبقى لنا من نقود قليلة واشترينا حجارة وبنينا غرفة صغيرة بجوار ركام المنزل. إن أسعار الحجارة مرتفعة جداً نظراً للحصار الإسرائيلي المفروض على غزة."

ومع تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم فقدت ابتسام السموني مصدر دخلهم الوحيد حيث كانت تعتمد هي وزوجها على زراعتها وبيع المحصول.

اضطرت الزوجة المكلومة لبيع مجوهراتها لكي تعيش كما تقول .

وبالرغم من مرور عام على ذلك الاعتداء إلا أن أبناء ابتسام لم يتعافوا فلا يزال ، ولا زالت الأم قلقة جداً على وضعهم العقلي فهم يفكرون كل يوم بأختهم وأخيهم الذين قتلا ويحلمون بهم في الليل، وصوت الطائرات يخيفهم جداً.

تأمل ابتسام بأن يتم تعويضهم عن خسارتهم. "نريد التعويض" ، بالرغم من تيقنها أن ذلك التعويض لن يعيد لها زوجها وأبنائها ، لكنها تحلم في إعادة زراعة أرضها كي تتمكن من العيش ، وتتابع " كان لدينا أشجار كبيرة وسنفرح كثيراً لو أنهم أعطونا أشجار حتى لو كانت صغيرة، كل يوم أفكر فيما حدث، أتمنى لو أن الأمور ترجع كما في السابق قبل وقوع المجزرة".

 

البث المباشر