قالت صحيفة بريطانية إن الأزمة المالية التي عصفت بالولايات المتحدة وتركت آثارها في معظم مناحي الحياة الأميركية، لم تفلت منها خزانات المدن الأميركية التي أصبح الكثير منها خاويا.
وقد أصبحت مدينة ماموث ليكس ثاني مدينة في كاليفورنيا تعلن إفلاسها في الأسبوع الماضي، بعد أن قضت محكمة بأن تدفع المدينة 43 مليون دولار في قضية عقارية، ليزداد عبء الدين على مجلس المدينة الصغيرة، ويصبح ما يتحمله كل شخص فيها خمسة آلاف دولار.
وقد جاء إعلان إفلاس ماموث ليكس بعد إعلان مدينة ستوكتون شرق سان فرانسيسكو الإفلاس، لتصبح أكبر مدينة أميركية تعلن إفلاسها في عدة عقود بعد ارتفاع ديونها إلى ما بين 500 مليون ومليار دولار".
المحللة الاقتصادية بوول ستريت ميرديث ويتني توقعت نهاية العام الماضي، إفلاس ما بين 50 و100 مدينة أميركية خلال فترة وجيزة تفشي الإفلاسات"
وقالت صحيفة ذي إندبندنت إن المحللين يخشون تفشي إفلاسات المدن الأميركية بحيث تتحقق تكهنات أطلقتها ميرديث ويتني -وهي محللة اقتصادية بارزة بوول ستريت- في ديسمبر/كانون الثاني الماضي، عندما قالت في مقابلة تلفزيونية إنها تتوقع إفلاس ما بين 50 و100 مدينة أميركية خلال فترة وجيزة.
وقالت ويتني إن إدارات المدن الأميركية تتحمل عجزا يصل إلى نحو 500 مليار دولار. يضاف إلى ذلك أنها تتحمل عبء أموال معاشات تصل إلى 1.5 تريليون دولار.
وأعربت ويتني عن اعتقادها بأنه إذا ارتفع عدد المدن المفلسة ولم تستطع تسديد ديونها، فإن النظام المالي الأميركي قد يواجه أزمة بحجم أزمة الرهن العقاري التي عصفت بالولايات المتحدة نهاية العام 2007، وكانت ذروتها الأزمة المالية في صيف العام 2008.
فمنذ عام 2007 وجدت عدة مدن صغيرة أميركية -امتدادا من ويست فول في بنسلفانيا إلى موفيت في أوكلاهوما وبتشارد في ألاباما- أمام الفصل التاسع في القانون الأميركي الذي ينفذ أحكام الإفلاس الخاص ببلديات المدن.
وتعتقد ويتني بأن القطرة قد تصبح فيضانا، وأنه في حال تطور الوضع إلى أزمة فقد يستجمع إعصار هذه الأزمة قوته في كاليفورنيا، الولاية التي تتحمل العبء الأكبر للدين من بين الولايات الأميركية الأخرى.