زعم جمال محسين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "أن قرار إجراء الانتخابات المحلية لم يصدر عن فتح وإنما صدر عن الحكومة التي يرأسها سلام فياض وهو ليس من فتح..!"، علماً بأن الأخيرة هي من عينت فياض ومن شكلت غطاء له طوال الفترة الماضية.
ما زعمه محيسن للتنصل من المسئولية، يتناقض في جوهره ومضمونه مع ما ذكره زميله عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح-في حديث سابق للرسالة نت- فقد أكد أن إجراءات التحضير للانتخابات المحلية بدأت بعد حسم القرار من قبل قيادة فتح والسلطة، مشدداً على التوجه لإجراء الانتخابات في الضفة الغربية حتى لو لم تجر في قطاع غزة.
يذكر أن حركة فتح بإعلانها هذا تكون قد خرجت عن الإجماع الوطني و"اتفاق الرزمة" الذي جرى في العاصمة المصرية القاهرة والقاضي بإجراء الانتخابات الفلسطينية بالتوازي والتزامن، وذلك بإصرارها على إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية دون قطاع غزة.
واعتبر محيسن في حديثه لـ"الرسالة نت" أنه ليس شرطاً تزامن الانتخابات المحلية بالضفة مع غزة قائلاً " الانتخابات بالضفة ليست مرتبطة بغزة، ويجب أن تسير عجلتها لتبدأ في أي محافظة، حيث أنه من غير العادي أن لا تجري بالمطلق"، متهماً حركة حماس بوضع "فيتو" على الانتخابات المحلية.
كما لم يستبعد محيسن في رده على سؤال حول إمكانية اتخاذ حركته لخطوات أخرى تشمل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الضفة دون غزة، مكرراً أنه ليس من المقبول الانصياع إلى "فيتو" حماس بعدم إجراء أية انتخابات، وفق زعمه.
ويرى محيسن بأن اعتراض حركة حماس على إجراء الانتخابات المحلية في غزة في الوقت الراهن "لن يمثل مشكلة بالنسبة لحركة فتح"، معبراً عن تفاؤله بإجراء الانتخابات على أساس القوائم النسبية دون القوائم الحزبية.
وكانت حركة حماس من جانبها، حملت حركة فتح المسؤولية عن كل التداعيات المترتبة على هذه الخطوة، واعتبرتها "إجراء متفردا وتعطيلا للمصالحة وتصعيدا يزيد من تعقيدات إنهاء الانقسام".
أما خليل عساف رئيس تجمع لشخصيات المستقلة في الضفة الغريبة، فقد أكد- في تصريح صحفي- أن تحديد "حكومة فياض" موعد الانتخابات المحلية "خطوة غير مسبوقة من شأنها تعميق هوة الانقسام".
وأضاف "إن تحديد الانتخابات يتعارض مع التوافق الوطني واتفاق القاهرة الأخير"، منوهاً إلى أن حركتي حماس وفتح كانتا اتفقتا في حوارات القاهرة على إجراء الانتخابات في إطار متواز ومتزامن بعد تهيئة الأجواء اللازمة لا جرائها في جميع المناطق.