رفح.. بضائع كثيفة وإقبال يشتد تدريجياً

رفح - الرسالة نت

تزدحم أرفف المتاجر بأنواع فاخرة ومتنوعة من التمور والأجبان والعصائر والمشروبات الغازية في سوق رفح المركزي جنوب قطاع غزة عشية دخول شهر رمضان لهذا العام.

وكان الفلسطينيون محرومين من تلك السلع خلال السنوات الخمس الماضية بفعل الحصار الإسرائيلي الذي لا يزال مفروضا على قطاع غزة الذي يقطنه مليون ونصف المليون فلسطيني.

ويعتمد التاجر حمد أبو سنادة على البضائع القادمة من المعابر الإسرائيلية والأنفاق مع جمهورية مصر العربية من أجل توفير كل ما يريده زبائنه خلال الشهر الفضيل. 

ويقول أبو سنادة -بينما كان عدد من الزبائن يتدفقون على متجره قرب الحدود مع مصر- "المحل يوجد فيه كل شيء .. جهزنا أنفسنا مبكراً هذا العام والزبائن بدأت تتدفق".

ويضيف الرجل ذو الجسد النحيف لـ"الرسالة نت" "اليوم نحن بخير الزباين تجد كل ما تريد سواء قادم من الضفة أو (إسرائيل) أو مصر".

ويتدفق الآلاف من أرباب الأسر إلى سوق رفح المركزي وسط المدينة والمحلات الكبرى مثل محل أبو سنادة كل عام لتلبية احتياجات عائلاتهم في شهر رمضان.

ويقول تجار في رفح إن الإقبال على شراء لوازم الشهر الكريم بدأ يتسع شيئاً فشيئا.

ويعرض التجار في رفح البضائع الرمضانية أمام متاجرهم سواء داخل السوق المركزي أو حتى في المحال البعيدة عن مركز المدينة. 

وقال محمد مصطفى إن "الأجواء دائماً ما تكون هادئة في الصباح لكنها تشتد في ساعات المساء.. في هذا الوقت من مواسم ما قبل الحصار كنت لا استطيع أن أتحدث إليك من الزحمة".

وأوضح لـ "الرسالة نت" -وهو يعرض صفائح التمور أمام متجره- "الإقبال الآن من فئة الموظفين سواء من حكومة رام الله أو غزة وهم يقومون بالشراء"

ويبين أن ما يميز هذا العام أن الأسعار "جيدة وفي متناول الجميع ولا يوجد احتكار".

ويقر مصطفى وهو تاجر جملة ومفرق بوجود إقبال على السلع الرمضانية القادمة من (إسرائيل) وليس القادمة من مصر عبر الأنفاق.

وكان الفلسطينيون يعتمدون على السلع والبضائع القادمة عبر الأنفاق مع مصر خلال السنوات الماضية، إذ يقول التاجر محمد أبو جراد في سوق رفح المركزي "الزبون يبحث عن البضاعة التي تصل بطريقة أمنه".  

وعانى الفلسطينيون في سنوات الحصار الأولى من ارتفاع أسعار السلع التي كانت تنتج محلية أو تصل إلى القطاع عبر الأنفاق.

واكتفت المدرسة منى الشاعر بالاستفسار عن أسعار التمر والأجبان بمخلف أنوعها خلال جولة في سوق رفح المركزي.

وقال الشاعر "كل شيء متوفر لكن الأسعار مرتفعه بعض الشيء".

وكان شرارة تحمل بعض أنواع الفاكهة بساعدها الأيمن وقد قررت أن تعود إلى السوق في اليوم التالي من أجل التسوق احتفاءً بقدوم الشهر الفضيل.

واكتفى وائل حلمي في الثلاثينيات من العمر بشراء نوعين من الجبنه ونوع واحد من التمر. وهذا الرجل لم يحصل على راتبه كاملاً من سلطة رام الله التي تقول إنها تعاني من أزمة اقتصادية قاسية.

ويعيش ثلثي السكان في قطاع غزة على المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" ومؤسسات اغاتية.

ويقطن في مدينة رفح الحدودية حوالي 200 ألف نسمة وفق إحصاءات محلية حديثة. وكثير منهم يعتمدون على مساعدات حكومية وأهلية. 

ويشير أحد المتجولين في السوق وعرف نفسه باسم أبو العبد (45 عاماً) إلى أن زوجته حملته قائمة طويلة من السلع التي تحتاجها في شهر رمضان لكنه عمد على تقليصها بشكل حاد لمراعاة ظروفه الاقتصادية.

ويقول عواد قشطه إنه يعمل سائقا على تاكسي أجرة ويعاني هذا العام كما خلال الأعوام الثلاثة الماضية من ضائقة اقتصادية عشية الشهر الفضيل الذي يأتي قبل بدء الموسم الدراسي ما يشكل عبء إضافي له.

وكانت علامات الحزن جلية على ملامح الأربعيني رائد منصور لأنه لا يمتلك الإمكانيات الكافية لإسعاد أفراد أسرته المكونة من ثمانية أفراد على مائدة "الإفطار" أو"السحور".

وقال منصور "ربنا يسترنا في الشهر الكريم وأقدر على إسعاد أسرتي قدر المستطاع".

البث المباشر