غزة- الرسالة نت
حذر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات من تصعيد محتمل من جانب إدارة السجون بحق الأسرى فى أعقاب تقرير معاريف لهذا الصباح 6/1/2010 بقلم المراسل الاسرائيلى للصحيفة " شمعون أفيرغن " تحت عنوان " حوادث تهريب هواتف خلوية بواسطة محامين الى سجناء أمنيين في السجون الاسرائيلية قبيل اتمام صفقة شليت "
وأضاف حمدونة أن هذه التصرحات تنذر بخطوات تصعيدية كمنع المحامين من زيارة الأسرى فى السجون بحجة أنهم وسيلة تهريب الهواتف النقالة على حد وصف الكاتب ، ومبرر للتفتيشات والاستفزازات والانتهاكات الليلية من فرق للتفتيش كفرق " متسادا والناحشون ودرور " وغيرها بحق الأسرى ، وذريعة لنقل أسرى إلى العزل تحت حجة الأمن .
وأضاف أن التقرير يتهم مجموعة من المحامين من بينهم خالد دسوقي (40 سنة) من قرية المكر في الشمال ، والذى يمثل أسرى أمنيين بعضهم من كبار مسؤولي حماس في قطاع غزة ممن يقضون عقوبات سجن طويلة لمسهم بمواطنين وجنود اسرائيليين واتهامه بنقل ثلاثة أجهزة هاتف محمول من الجيل الثالث مشتملة على بطاقات ذاكرة (سيم)، ملفوفة بورقة لمنع ملاحظتها فى سجن كتسيعوت في النقب الأمر, حيث تم اعتقال المحامي والتحقيق معه بالرغم من انكاره لهذه الاتهامات، كما قدمت النيابة العامة في منطقة الجنوب الى المحكمة اللوائية في بئر السبع لائحة اتهام شديدة جدا على المحامي الدسوقي الذي نسب اليه من جملة ما نسب مخالفات تآمر على تنفيذ جريمته، وخدمة منظمة ارهابية ومخالفة حظر نقل أشياء الى السجناء.
وأوضح حمدونة أن أجهزة الأمن فى اسرائيل وضعت الحجة للقيام بأى انتهاك محتمل وبتغطية قانونية وهى تذكر فى التقرير أن الأسرى القدامى هربوا مئات الهواتف الخلوية وبواسطتها يأمرون جنودهم في قطاع غزة بالخروج في عمليات ، وان يوجهوهم في تركيب حزام ناسف وسيارات متفجرة .
وتابع التقرير: "علمت معاريف انه منذ الانباء المنشورة التي قالت ان صفقة شليت دخلت مجال سيرها الاخير، اصبح كل سجين أمني تقريبا يحاول الحصول على هاتف خلوي. وهكذا يحاول السجناء انشاء علاقة بمتخذي القرارات في حماس في غزة كي يشملوا اسماءهم في الصفقة. الحديث في الاساس عن سجناء أمنيين، وعن أسرى كبار من قيادة حماس والجهاد الاسلامي ومنظمات اخرى، اكثرهم من سكان قطاع غزة ممن لا يحظون منذ اختطاف شليت بزيارات عائلاتهم.
وأضاف التقرير أن أسرى يتصلون بالتنظيمات عدة مرات فى الشهر الواحد فى محاولات لشملهم فى قائمة حماس مقابل شليت"فهم لذلك يفعلون كل شيء ليهربوا هواتف خلوية والثمن ، والهاتف الخلوي اليوم هو اكسجين السجناء الأمنيين فهو أهم عندهم من الطعام ومن كل شيء آخر" وفق التقرير .
وأضافت الصحيفة العبرية أن ثمن تهريب هاتف خلوي الى سجين أمني ارتفع من عشرة آلاف شيكل قبل نحو سنة الى 30 حتى 50 الف شيكل اليوم، ويتوقع ان يرتفع الثمن نحو تقدم الصفقة. وارتفع ثمن بطاقة الذاكرة (سيم) من خمسة الاف شيكل الى عشرة الاف شيكل. "ثمن الهاتف الخلوي المهرب سيرتفع ويرتفع كلما أخذت صفقة شليت تقترب من تحقيقها"، كما قدر مصدر في جهاز الأمن، "يريد جميع السجناء ان يكونوا جزءا من الصفقة، وهم يدركون ان هذه فرصة ذهبية وانها شيء لن يكرر في السنين القريبة.
هذا وأكد حمدونة أن دافع تهريب الهواتف فى بعض الأحيان هو للحاجة الانسانية للتواصل مع الأطفال المحرومين من زيارة آباءهم منذ أكثر من ثلاث سنوات متتالية ، والاحتلال ينتهك هذا الحق رغم أن كل النظم والقوانين والاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة كفلتها لهم .
وناشد المتخصصين والباحثين والمؤسسات الرسمية والأهلية والجمعيات الحقوقية والمنظمات المتضامنة مع الأسرى والداعمة لهم أن يساندوا الأسرى فى المرحلة المقبلة وفى أعقاب التقرير التصعيدى ، ودعا الصحفيين والسياسيين والحقوقيين ووسائل الإعلام " المسموعة والمقروءة والمشاهدة " تسليط الضوء على هذا التقرير المهم والخطير والذى ينذر بتصعيد قريب ومحتمل.