طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

في رمضان.. هكذا يحرسون الأقصى ؟!

القدس المحتلة – الرسالة نت

آلاف لم ترضَ لمسجدها ذلا ولا هوانا، ولم يكن أولى القبلتين بحضرتها إلا صرحاً إسلاميا شامخا بعيدا عن أطماع الطامعين ونهب السارقين خاصة في نفحات الشهر الفضيل، فالمسجد الأقصى المبارك ليس كلمة تقال فحسب، بل كلما تردد اسمه تبادرت الصور إلى الأذهان بالأخطار المحدقة وخفافيش الليل وغربان المحتل.

ووسط القيود التي تلف حجارته بدأت مؤسسات مختلفة بالعمل على نصرته وتعزيز التواصل معه، وتلك هدفها الأبرز أن تحرس المسجد وتتابع شؤونه وتهتم برواده كي تبعد الأخطار عنه وتحديدا في شهر الرحمة.

أبرز المؤسسات

ولعل أبرز هذه المؤسسات كانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث التي تعنى بشؤونه وتتابع أحواله وتكشف مخططات الاحتلال المقيتة، تلك تأسست في ثمانينيات القرن الماضي تحت أسماء مختلفة بسبب ملاحقة الاحتلال لها.

ويقول منسقها الإعلامي محمود أبو عطا لـ"الرسالة نت" إن المؤسسة كانت تأسست تحت أسماء مختلفة تتبع للحركة الإسلامية، ومن ثم أعلن عن اسمها الحالي وبدأت تعمل بشكل دؤوب من أجل دفع الخطر عن المسجد الأقصى وكافة المقدسات في فلسطين.

ويضيف:" تعرضت مقدساتنا الإسلامية وما زالت تتعرض إلى أشد ألوان الانتهاك بعد إعلان المؤسسة الإسرائيلية الحرب الطاحنة عليها قاصدة من خلال هذه الحرب قلع الجذور التاريخية للشعب الفلسطيني في هذه البلاد , وفي ظل هذه المعطيات المبكية كان من الضروري أن تكون قضية المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك في سلم أولويات عمل مؤسسة الأقصى، فسخرت لها طاقات الشباب والكوادر وبدأت مشوارها المضني الشائك نحو حماية المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك تاج مساجد بلادنا".

ويؤكد بأن المؤسسة تنفذ مشاريع عدة لتعزيز التواصل مع المسجد الأقصى المبارك، وفي شهر رمضان الفضيل تكثف من عملها كي تحقق إنجازا أكبر في حماية المسجد والدفاع عنه، حيث تقوم بتنظيم المصلين وتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين.

ويتابع:" في شهر رمضان المبارك يكون عملنا أكثر أهمية وأكبر جهدا من حيث التواصل مع المصلين وتنظيم الكوادر من أجل تقديم وجبات الإفطار والسحور للمصلين والمعتكفين".

ولا بد أن تكون هناك وسيلة تساعد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948 على شد الرحال إلى أولى القبلتين، فكانت مؤسسة البيارق التي تأسست عام 2001 وبدأت بتسيير أعداد ضئيلة من المصلين حتى وصل العدد إلى ثمانية آلاف حافلة سنويا.

ويقول وفيق درويش مدير المؤسسة لـ"الرسالة نت" إن المؤسسة أنشئت مع اندلاع انتفاضة الأقصى والخطر الذي أحاط بالمسجد بعد استهدافه من قبل الجنود والمستوطنين، موضحا بأنه كان يجب أن يؤسس جسم منظم لإيصال الوفود والمصلين للمسجد الأقصى المبارك.

ويضيف:" قمنا في البداية بتسيير أعداد ضئيلة من المصلين، ثم تزايدت هذه الأعداد من كافة المناطق في الأراضي المحتلة من الجليل شمالا وحتى النقب جنوبا، وأإصبحنا نسير مئات بل آلاف الحافلات سنويا".

ويلفت درويش إلى أن تسيير الحافلات المجانية هو أحد أهم مشاريع المؤسسة، وأن عدد الحافلات التي يتم تسييرها في شهر رمضان وحده تصل إلى 1500، وهذا مشروع ضخم بحد ذاته.

عمارة الأقصى

وكي تكتمل صورة النصرة جاءت مؤسسة عمارة الأقصى بمشاريع تعزز التواجد اليومي مع المسجد خاصة في أوقات ما بين الصلوات، فابتكرت مشروع مصاطب العلم ومشروع عقد القران في المسجد وغيرها الكثير، وكانت تأسست عام 2010 لأسباب كثيرة.

ويقول مديرها د. حكمت نعامنة لـ"الرسالة نت" إن تعزيز التواصل مع المسجد الأقصى المبارك هو أحد أهم أهداف إنشاء المؤسسة، حيث أن الفترة ما بين السابعة صباحا والثانية عشرة ظهرا تخلو من المصلين لانشغالهم في أعمالهم ويقوم فيها المستوطنون باستباحته واقتحامه.

ويضيف:" من أجل ذلك قررنا إنشاء المؤسسة التي نفذت العديد من المشاريع بما فيها مشروع طلبة مصاطب العلم والذي نضمن من خلاله تواجدا يوميا صباحيا في المسجد الأقصى ونقوي فيه المعلومات الدينية لدى المشاركين من طلاب وطالبات".

ويبين بأن شهر رمضان المبارك فرصة لزيادة جهود المؤسسة والتي تقوم بمشاريع إضافية تتضمن الأفطارات وحلقات العلم والدروس حول فضيلة هذا الشهر.

وفي المقابل لا يتوانى المحتل عن ملاحقة هذه المؤسسات ومحاولة وأد أعمالها، فبين الفينة والأخرى يعتقل القائمين عليها ويبعدهم عن مسرى رسول الله لإتاحة الفرصة لمستوطنيه باستباحة المسجد السليب وأنا له ذلك.

ويوضح نعامنة بأن الاحتلال يحاول معرفة كل القائمين على تلك المؤسسات من أجل تقويض عملها والحد من نشاطها، فقام أكثر من مرة باعتقال طلبة من مصاطب العلم وإبعادهم عن المسجد لفترات متباينة.

جهود عظيمة تقوم بها تلك المؤسسات عززت التواصل وشد الرحال إلى الأقصى رغم أنف المحتل، ورغم العراقيل التي يضعها أمامها إلا أنها لا تتوانى عن حماية أقدس المقدسات في فلسطين.

البث المباشر