تعيش العائلات الفلسطينية في المناطق الحدودية، رمضاناً مختلفاً ذو طعم ولون خاص، فرضه الاحتلال عليهم بنيران رشاشاته، وتحليق طائراته، وتحركات دباباته .
في منطقة أبو ندى، شمال بلدة بيت لاهيا يعيش الحاج الستيني أبو جلال مع أسرته، في منزل قريب من محررة دوغيت، حياة رمضانية مشوبة بالحذر الشديد .
جلس أبو جلال، مع أفراد أسرته يراقب المنطقة من حوله، وعيونه ترصد تحركات الاحتلال على السلك الحدودي الذي يبعد مئات الأمتار عنهم، خشية عدوان جديد يفسد حالة الهدوء التي سادت المكان .
الهدوء الحذر
ولم يخف الحاج الستيني، سعادته بالهدوء الحذر الذي خيم على المكان بحلول شهر رمضان المبارك، وقال لـ"الرسالة نت":" بسبب الهدوء نتمكن من الخروج لصلاة الفجر والتراويح، بحذر شديد" .
وأوضح أن المواطنين قلقون من حالة الصمت والهدوء، لأنهم يتوقعون توغل الاحتلال في المنطقة بأي وقت، مما يجعلهم يتحركون بحذر شديد أثناء تنقلهم في المنطقة .
وتشهد الأطراف الشمالية لبلدة بيت لاهيا حركة نشطة لدبابات الاحتلال التي تقوم على مدار الساعة في عمليات الحراسة والتمشيط للمنطقة خشية من المقاومة الفلسطينية .
إلى جوار الحاج أبو جلال، جلس المواطن أحمد حمدونة، يتابع أصوات الدبابات الذي عم المكان، فجأة واخذ يتلفت يميناً ويساراً محاولاً الاتجاه التي تسير فيه .
ونوه الى حالة الهدوء التي تشهدها المنطقة، موضحاً أن المواطنين يتحركون صباح مساء بحذر شديد، وقال لـ"الرسالة نت" :"نحن نعيش في هذه المنطقة تحت رحمة ربنا عز وجل، وقد أوكلنا أمرنا إليه" .
صلة الأرحام
ولم يخف سعادته، من أداء صلاة الفجر والتراويح في المسجد، وتمنى أن يستمر الحال طيلة شهر رمضان، وعن التزاور وصلة الأرحام، أكد حمدونة أن الهدوء الحذر سمح للعائلات في المنطقة بزيارة بعضها البعض .
وفي الأطراف الحدودية الشرقية لبلدة بيت حانون، يعيش المواطن ياسين المصري رمضاناً مختلفاً عن المناطق الأخرى، فمنزله الذي يبعد كيلو متر عن السلك الحدودي، جعله لا يأمن مكر الاحتلال .
وأشار المصري لـ"الرسالة نت" إلى إنه يخشى الخروج من منزله احياناً، لأداء صلاة الفجر والتراويح، بسبب التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع، والتحركات غير المعتادة لدبابات الاحتلال، وقواته الخاصة .
وأوضح المصري أنه إذا تمكن من أداء صلاة التراويح، يحرم من زيارة جيران، بعد الصلاة بسبب حالة الخوف التي تخيم على المكان، وقال: إرهاب الاحتلال وعدوانه المتكرر حرمنا من زيارة أقاربنا خارج المنطقة ".
الفجر والتراويح
في المنطقة الصناعية داخل معبر بيت حانون، يعيش الشاب الثلاثيني أبو البراء مع أسرته التي حرمها الاحتلال أجواء رمضان الايمانية والاجتماعية، فحرمها من أداء صلاة الفجر والتراويح في المسجد.
وقال لـ"الرسالة نت" لم نشعر بالأمن لموقع منزلنا القريب من المنطقة الحدودية، فتقلقنا أصوات الطائرات التي لا تفارق الأجواء، وتحرمنا حركة الدبابات من السير في الشارع".
وأشار الشاب الثلاثيني إلى خوف المواطنين من السهر طويلاً خارج المنزل، موضحاً أن العائلات تلزم بيوتها حين يحل الظلام وتخشى الخروج لأنها تشعر بالخطر الشديد على حياتها من اعتداءات الاحتلال.
وأضاف:" بعد العشاء تتحول المنطقة، إلى منطقة عسكرية مغلقة، يخشى المواطن الدخول والخروج منها، بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها"، لافتاً أن المواطنين يتزاورون بالنهار بحذر شديد.