"قضيت خمس سنوات من حياتي وأنا أنتظر زيارة بيت الله الحرام ورؤية الكعبة المشرفة (...) حلمي برؤيتها لم يتحقق إلا بالعمرة".. هي كلمات الأربعيني أبو عمر من حي الصبرة التي عبر فيها عن شعوره بالفرحة لأداء مناسك العمرة التي اعتبرها (تصبيرة) له إلى حين ظهور اسمه ضمن قائمة الحجاج.
يشار إلى أن أعداد المعتمرين من قطاع غزة ازدادت خلال العام الحالي بصورة ملحوظة ولاسيما فئة الشباب.
(الرسالة نت) التقت عددا من المعتمرين الذين أكد معظمهم أن العمرة بالنسبة لهم هي كالمثل القائل: "ريحة البر ولا عدمه".
وعي ديني.. وحصار
وما زال أبو عمر يحلم بأن يناديه أقرباؤه بالحاج بعد عودته من فريضة الحج, منوها إلى أن العمرة هدأت من شوقه ولهفته لزيارة بيت الله الحرام, فيقول: "العمرة شحنت نفسي بالاطمئنان والسكينة لحين زيارتي جبل عرفة".
مدير شركة مذكور لشؤون الحج والعمرة عوض أبو مذكور كشف بدوره عن أن أعداد المعتمرين الغزيين ازدادت بصورة لافتة في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن إجمالي عدد المعتمرين خلال العام هو 17 ألف معتمرا.
ويرى أبو مذكور أن سبب الإقبال المتزايد للعمرة هو الحصار الذي يعيشه الغزيين منذ سنوات، "وما يترتب عليه شعوره بصعوبة الحركة والتنقل", لافتا إلى أن الوعي الديني لعب دورا كبيرا في المسألة نفسها.
ويحلم مواطنو القطاع بممارسة حقهم الطبيعي في إحياء شعائر الحج والعمرة, ولكن العوامل المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والحصار (الإسرائيلي) ووضع المعابر أثرت كثيرا على تأديتهم للشعائر الدينية.
وعند سؤالنا له عن أسعار تكاليف العمرة وهل أن أي انخفاض لها يسبب زيادة الاقبال قال أبو مذكور: "الرسوم ثابتة لكنها ترتفع في بعض الحالات بفعل غلاء تذاكر الطيران والفنادق في السعودية المحاذية للحرم".
وأشار إلى أن الجانب المصري سيسمح للجانب الفلسطيني بسفر ألف معتمر خلال ثلاثة أيام من شهر رمضان، "وهي: 18/19/20"، منوها إلى أن يوم الثلاثاء فقط هو المخصص للمعتمرين في الأشهر العادية.
السيدة أم رائد -35 عاما من حي الصحابة- أدت من جانبها مناسك العمرة في الأسبوع الأول من شهر رمضان وما زال لسان حالها يردد: "العمرة في رمضان كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.. يا رب اكتب لي الحج كما رزقتني بحجة في رمضان".
ويزداد إقبال المواطنين من كل عام على أداء مناسك العمرة في الشهر الكريم لما لها من مميزات ليست في غيره، فقد وردت عدة أحاديث نبوية في بيان فضلها وثوابها وأنها تعدل حجة في الأجر والثواب.
وعبر العشريني أحمد كريم من جهته عن رغبة شريحة كبيرة من الشباب في الحصول على فرصة السفر خارج القطاع, مشيرا إلى أن عددا من زملائه لجأوا إلى العمرة لهدف تغيير الأجواء الصعبة بغزة وأخذ الأجر والثواب.
ويقول الشاب كريم: "العمرة بالنسبة للشباب هي كمن يضرب عصفورين بحجر واحد"، مبينا أن الحصول على تأشيرات السفر للدول العربية تحتاج إلى وقت ومال كبيرين، ومنبها إلى أن التسجيل للعمرة بات أسهل من أي مكان آخر, "ولا ننسى أن أجرها أعظم".
وتبقى شعائر العمرة "التصبيرة الوحيدة" لقلوب الغزيين المتلهفة لرؤية بيت الله الحرام وزيارة من بكى شوقا لرؤيتنا.