في الساعة السادسة صباحاً بحسب التوقيت الشرقي للولايات المتحدة يوم الثامن من أغسطس المقبل، من المقرر أن تهبط على كوكب المريخ مركبة استكشافية متطورة للغاية لاستكمال عمليات استكشاف سابقة للكوكب الأحمر.
ناسا بدأت تستعد للهبوط الدراماتيكي للمركبة، التي يماثل حجمها حجم سيارة صالون عادية، على الكوكب الأحمر في نطاق لا يزيد عن 12 ميلاً من المنطقة الهدف على الكوكب، وفقاً لما ذكرته وكالة الفضاء الأميركية ناسا.
وستبدأ المركبة الجوالة "كيوريوسيتي"، أو "الفضول" بالعربية، عملية البحث عن دلائل على أن الكوكب كان قادراً في فترة من تاريخه على دعم الحياة.
ومن أجل أن تصل المركبة إلى سطح المريخ، بسلام، من المقرر أن تلجأ ناسا إلى إجراء ربما يكون قد استوحي من أفلام الخيال العلمي.
ووصفت وكالة الفضاء الأميركية عملية المناورة والهبوط التي ستقوم بها المركبة الجوالة على المريخ بأنها "7 دقائق من الرعب".
وقال المهندس أدام ستيلتزنر: "في بعض الأحيان، عندما ننظر إلى الأمر فإنه يبدو جنونياً".
ومن المتوقع أن تدخل المركبة الفضائية، التي تحمل المركبة الجوالة "كيوريوسيتي"، المجال الجوي الأعلى للمريخ بسرعة تصل إلى 13200 ميل في الساعة.
ثم ستفقد سرعتها بواسطة سلسلة من مناورات الهبوط المنحنية على شكل حرف أس "s" الشبيهة بتلك التي المستخدمة في مكوك الفضاء.
وعلى ارتفاع 7 أميال عن سطح المريخ، وبسرعة 1000 ميل في الساعة، سيتم إطلاق المظلة "الباراشوت"، وهي أقوى مظلة يتم تصنيعها على الإطلاق، من أجل خفض سرعة المركبة بصورة كبيرة.
وعلى ارتفاع ميل واحد من سطح المريخ، سيتم طرح المظلة وستعمل 6 محركات على خفض سرعة المركبة إلى 1.7 ميل في الساعة.
وبعد أن ترتد إثر اصطدامها بأرض الكوكب مسافة 20 متراً، سوف تعمل رافعة على إنزال "كيوريوسيتي" على سطحه بواسطة 3 حبال من النايلون.
وقال مدير البعثة بيت تثيسينغر إنه من أجل هبوط المركبة بنجاح، ينبغي أن تقع مئات الأحداث بصورة صحيحة، بعضها خلال أجزاء من الثانية، وكلها يتم التحكم بها آلياً بواسطة مركبة الفضاء الناقلة للمركبة الجوالة.
وأشار إلى أنه يتوقع هبوط كيوريوسيتي بأمان على سطح المريخ، مردفاً أنه لا ضمانات بذلك، وأن الأخطار المتعلقة بعملية الهبوط حقيقية.
وأوضح أن إشارة اللاسلكي الدالة على الهبوط الآمن للمركبة ستصل الأرض بعد 14 دقيقة، وما أن تكمل المركبة الجوالة الاختبارات المبدئية لأنظمتها، سوف ترسل إلى الأرض أول صور ملونة لموقع الهبوط.
كما ستقوم بالتقاط عينات من صخور الكوكب الأحمر وتربته وتقوم بإجراء الفحوص المخبرية عليها وتحليلها وترسل نتائجها إلى الأرض.
والمركبة مزودة بأشعة ليزر بحيث يمكنها اختراق سطح الكوكب واقتحام لعمق 7 أمتار ثم تخليل محتويات التربة تحت السطح.
وتم تزويد المركبة بكاميرا ثلاثية الأبعاد تمكنها من تصوير الطريق الآمن الذي ستسير عليه المركبة.
ويمكن للناسا أن تتحكم بتوجيه المركبة وتحريكها إلى تضاريس الكوكب المثيرة للاهتمام.