قائد الطوفان قائد الطوفان

ردود متفاوتة على استقالة كوفي أنان

واشنطن – الرسالة نت

تفاوتت ردود الفعل تجاه استقالة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان من منصبه مساء الخميس، ففي حين أعربت دمشق وموسكو عن أسفهما، عزت واشنطن ولندن الاستقالة إلى عدم التزام النظام السوري بخطة أنان، بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيشرع في البحث عن خليفة لأنان.

وكان أنان قد أعلن استقالته من جنيف وألقى باللوم على عدم وحدة أعضاء مجلس الأمن الدولي و"تبادل الاتهامات والسباب" بينهم، فضلا عن زيادة عسكرة الوضع في سوريا، حيث ستدخل استقالته حيز التنفيذ بحلول نهاية الشهر الجاري.

وفور إعلان نبأ الاستقالة، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بيانا قالت فيه إن الحكومة تعرب عن أسفها لنبأ تخلي أنان عن مهمته وطلبه عدم التمديد له، مؤكدة أنها لطالما أعلنت وبرهنت عن التزامها التام والكامل بتنفيذ خطة أنان وتعاونت مع فريق المراقبين في تحقيق المهمة، حسب البيان.

وألقت الحكومة بالملامة على "الدول التي تستهدف زعزعة استقرار سوريا"، وهي التي صوتت لصالح الخطة في مجلس الأمن ثم عرقلت المهمة لعدم صدق نواياها، حسب وصف البيان.

وأكد البيان استمرار التزام الحكومة بالتعامل مع فريق المراقبين الدوليين، وإيمانها بأن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو الحوار الوطني دون أي تدخل أجنبي.

وفي موقف مماثل، نقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إنه يأسف لاستقالة أنان، واصفا إياه بأنه "رجل محترم جدا دبلوماسي ممتاز ورجل متواضع جدا".

ووصف بوتين الوضع في سوريا بأنه "مأساة"، معربا عن أمله بأن تستمر جهود المجتمع الدولي الهادفة لإنهاء العنف.

في السياق قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين إنه "يشعر بالأسف" على الاستقالة، وأضاف أنه يأمل بأن يستغل أنان الشهر الأخير المتبقي في تفويضه "بصورة فعالة لمتابعة جهوده من أجل وقف سفك الدماء".

فشل المهمة

في المقابل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس السوري بشار الأسد رغم وعده بالالتزام بخطة أنان فهو "يواصل قتل شعبه بوحشية".

 

وألقى كارني باللوم على روسيا والصين لاستخدامهما حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قراراته بشأن الأزمة.

وأضاف في حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية أن البيت الأبيض ما زال يعتقد أن الأسد يجب أن يرحل، معربا عن اعتقاده بأن إضافة المزيد من الأسلحة للصراع السوري لن تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة في سوريا.

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن استقالة أنان تؤكد أن "العملية الحالية غير ناجحة"، حيث لا تزال الأعمال الدامية المروعة والمجازر مستمرة في البلاد.

وحث كاميرون مجلس الأمن على "زيادة الضغط"، مضيفا في مقابلة تلفزيونية "ويتعين علينا أن نصدر قرارات في الأمم المتحدة لوضع مزيد من الضغط على سوريا". 

وأعربت الممثلة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون عن أسفها لاستقالة أنان، وأضافت أن هذه الخطوة تكشف عن عدم قدرة مجلس الأمن على الاتفاق لإصدار قرار ينهي الأزمة.

في الأثناء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن امتنانه "للجهود الحثيثة والجريئة" التي قام بها أنان، مشيرا إلى "الإعجاب الشديد للأسلوب المتميز بنكران الذات الذي وظف من خلاله مهاراته الهائلة ومكانته في مهام بالغة الصعوبة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يجري مشاورات مع الجامعة العربية لإيجاد خليفة للمبعوث المشترك، مضيفا أنه لا يزال مقتنعا بأن سفك مزيد من الدماء ليس حلا، وأن كل يوم يمر يزيد من صعوبة التوصل إلى حل ويضاعف معاناة البلاد ويمثل خطرا أكبر على المنطقة.

وكان أنان قد كلف بإعداد مبادرة لحل الأزمة في بداية مارس/آذار الماضي، حيث تبنى خطة من ستة بنود تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار استجابت لها سوريا جزئيا في 11 مارس/آذار الماضي، ورغم ما تعرضت له الخطة من انتقادات عربية ودولية لافتقارها إلى آليات تطبيق، تمسك بها مجلس الأمن ومدد للمراقبين الذين نشروا بموجبها في سوريا.

ويذكر أن أنان بقي متمسكا بالحل السياسي رغم إعلانه عن فشله في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية في وقت سابق، وقال إنه "رغم بذل جهود كبرى لمحاولة حل هذه الأزمة بطريقة سلمية وسياسية، فإن الدلائل تشير إلى أننا لم ننجح، وقد لا يكون ثمة ما يضمن أننا سننجح".

البث المباشر