وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية القرارات التى اتخذها الرئيس محمد مرسى بإحالة المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى، ونائبه الفريق سامى عنان إلى التقاعد بأنها أجرأ خطوة يقوم بها حتى الآن منذ توليه مهام منصبه لتثبيت دعائم السلطة وتهميش المتبقين الرئيسيين من عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
وأشارت الصحيفة إلى أن القيادات العسكرية المطاح بها قد تنحت بهدوء الأحد، إلا أن المحللين يقولون إن الخطوة يمكن أن تؤدى إلى رد فعل عنيف ومزيد من الاستقطاب فى بلد يشعر فيه الكثيرون بالقلق من نوايا أول رئيس إسلامى للبلاد.
ونقلت الصحيفة عن زينب أبو المجد، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية التى تدرس شئون الجيش عن كثب، قولها إن هذه لحظة مهمة فى التحول فى تاريخ مصر، فأصبحت مصر رسميا دولة الإخوان، وأصبحوا الآن يسيطرون بشكل كامل على مؤسسات الدولة.
وتابعت واشنطن بوست قائلة إن الإطاحة بطنطاوى وعنان، تشير إلى أن الإخوان على استعداد للتحرك بسرعة أكبر وثبات فى السيطرة على المؤسسات أكثر مما توقع المحللون.
وتحدثت الصحيفة الأمريكية عن التعيينات الجديدة فى قيادات الجيش، وقالت إن مرسى عين اللواء عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع وقائدا للجيش. وكان السيسى، قبل اختياره يترأس المخابرات العسكرية وعضوا بالمجلس العسكرى.
وفى يونيو 2011، سُلطت الأضواء عليه عندما قال لمنظمة العفو الدولية إن اختبارات العذرية التى تم إجراؤها على المتظاهرات خلال الثورة كان هدفها حماية الجيش من اتهامات الاغتصاب. وتعهد بعدم إجراء مثل هذه الاختبارات.
ونقلت الصحيفة عن قيادات بجماعة الإخوان المسلمين قولها إن حادث سيناء الأسبوع الماضى كان له تأثير على هذه القرارات، حيث قال جهاد حداد، مستشار حزب الحرية والعدالة إنه قبل وقوع الحادث كان تقييم ضرورة إحداث تحول كبير سياسية. لكن الخرق الخطير لحدودنا أظهر وجود خطر وشيك. وأعرب عن اعتقاده أن هذا أدى إلى التسريع بتلك القرارات.
وتقول الصحيفة إنه من غير الواضح ما إذا كان بعض أفراد الجيش سيعترضون على هذه التحركات. وقال ميشيل حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكى، إن هذا هو السؤال المهم الآن: هل هناك فجوة؟. هناك انقسامات فى المجلس العسكرى إلا أنها لم يكن لها فى النهاية تأثير على صناعة قرار المجلس العسكرى. لم يخترق أحد الصفوف.