لو سألت مواطناً فلسطينياً في غزة كم كتاباً تقرأ في الشهر؟، فلا تتوقع أن تتلقى رداً يشفي الغليل، إنما جواب كرد المرأة في خدرها "لا أقرأ" إلا من رحم ربي.
وإن استفسرت عن السبب فالمبررات عديدة لا مجال لحصرها، قد يكون ضيق الوقت أولها، وغياب المكتبات ثانيها.
لأجل ذلك كانت مبادرة "اصنع قارئ" التي أطلقها مدرب التنمية البشرية أ. محمود الغفري، وهدفها تفعيل دور المكتبات العامة بغزة وتشجيع القراءة، وقد وجدت قبولاً واسعاً في أوساط شبابية واسعة في القطاع.
يقول الغفري لـ "الرسالة نت" إن المبادرة تهدف لتفعيل دور المكتبات عبر أنشطة داخلها وخارجها، مشيراً إلى عقد نادي للغة الإنلجيزية وتنظيم أمسيات أدبية وشعرية.
وسرد الغفري عدداً من أنشطة المبادرة منها تثبيت مكتبات صغيرة في أماكن الانتظار بمستشفيات غزة ومراكزها الصحية، وذلك بالتنسيق مع إدارة المكتبة العامة والمستشفيات ذاتها.
وذكر أن المكتبة تضم قرابة 70 كتاباً في مختلف القضايا والعلوم التي تهم المواطنين بين أدب وصحة واطفال واجتماعيات، يتم تدويرها بين المستشفيات كل أشهر عدة.
ونوه إلى تثبيت مكتبتين، إحداهما في مستشفى الشهيد محمد الدرة والأخرى بمستشفى النصر للأطفال، مؤكداً في ذات السياق؛ قرب تثبيت مكتبة بقسم غسيل الكلى بمجمع الشفاء الطبي.
ويواظب أعضاء المبادرة على زيارة المرضى والمراجعين بالمستشفيات وتوزيع الكتب والهدايا؛ بغرض تحفيز المواطنين والمرضى على القراءة.
ورحب الغفري بدعم ادارة المستشفيات للفكرة وتوفيرها للأجواء اللازمة من أجل تطبيقها على أرض الواقع.
كما أشاد بالتعاون الذي أبدته مكتبة بلدية غزة للمبادرة من خلال دعمهم بالكتب اللازمة والرفوف وتسخير المكان لاجتماعات الشباب.
ولتحفيز الشباب على الجلوس بالمكتبات، عكف القائمون على المبادرة على تركيب خط انترنت لاسلكي في مكتبة البلدية.
ويقول ساجد حماد أحد المتطوعين "ارتأت المبادرة تركيب خط انترنت لاسلكي من أـجل تحفيز الشباب على القدوم والجلوس بالمكتبة".
وأكد حماد أن مجموعات شبابية من الضفة الغربية تواصلت معهم وشرعت بتعميم الفكرة هناك، وكذلك شباب من قطاع غزة بادروا للتطوع.
وذكر أن المبادرة ومن خلال صفحتها على "فيس بوك" شرعت بعمل تصميم لمقتبسات ما يقرأه الاعضاء ونشرها مع اسم الكتاب والمؤلف واسم العضو القارئ، وهو ما يحفز القراء على نشر اقتباساتهم من الكتب.
يذكر ان مبادرة "اصنع قارئ" ستبدأ من خلال مكتبة بلدية غزة وستنتقل لمكتبات الاخرى لتوسيع آفاق القراءة ومطالعة الكتب.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يضم 12 مكتبة عامة توجد بها الاف الكتب غير المفعلة، وهو ما يعكس حجم الاعراض عن قراءة الكتب ومطالعتها لدى الفلسطينيين.