قائد الطوفان قائد الطوفان

ما حاجة غزة إلى دور السينما؟!

ما حاجة غزة إلى دور السينما؟!
ما حاجة غزة إلى دور السينما؟!

الرسالة نت – توفيق حميد

أبرمت وزارة الشباب والرياضة والثقافة بغزة مؤخراً اتفاقية تعاون ثقافي وسينمائي مع إيران، تعهدت فيه الأخيرة بعرض أفلام منتجة فلسطينياً، وترميم وصيانة دور السينما في القطاع.

وسرعان ما أثارت الاتفاقية جدلاً في أوساط المجتمع الفلسطيني، فمنهم من اعترض؛ نظراً لطبيعة الوضع بغزة من حصار وتردي أوضاع اقتصادية، وآخرون رأوها "صحوة إعلامية".

ويفتقد قطاع غزة لدور السينما منذ نهاية عام 1987م بعد أن اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

المواطن الفلسطيني "محمد جبريل" انتقد بشدة فكرة فتح دور للعرض السينمائي، في ظل الحصار القائم.

وقال لـ "الرسالة نت": "كان الأولى الانتباه لقضايا أهم تمس حياة المواطنين، أبرزها البطالة وأزمتي الكهرباء والوقود".

بيد أن المواطن "محمد الجاجة" عدَّ اتفاقية التعاون السينمائي بمنزلة "صحوة إعلامية" في ظل ما أسماه "التقصير الإعلامي تجاه القضية الفلسطينية".

ودعا الحكومة إلى ضرورة تشكيل لجنة مراقبة مهمتها متابعة كل ما يبث عبر السينما؛ بغرض تجنب الأهداف الخفية. وفق تعبيره.

"عبد الله البطش" إعلامي مختص في مجال إنتاج الأفلام السينمائية، رحَّب بالفكرة، وقال إن غزة بحاجة لمثل هذه الاتفاقيات في الوقت الحاضر؛ نظراً لتزايد أعداد المثقفين والإعلاميين، وغياب الإمكانات المادية والتكنولوجية.

وأوضح أن الاتفاقية ينبغي أن يرافقها خطط تنموية تستهدف الشباب.

وكان وزير الثقافة الفلسطيني وقَّع مع نظيره الإيراني مذكرة تفاهم تضمنت (18) بنداً من أهمها "تبادل الوفود الشبابية وتدريب الكوادر الفلسطينية في مجال السينما في إيران".

وشمل الاتفاق كذلك تسويق الأفلام السينمائية المنتجة في البلدين وتوزيعها في كل منهما، والتعاون لإقامة المهرجانات وأسابيع الأفلام السينمائية حول فلسطين والقدس والانتفاضة، في طهران وغزة.

التعاليم الإسلامية

بدوره؛ قال مصطفى الصواف وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية "إن الوزارة غير مقبلة على فتح دور عرض للسينما في ظل الظروف الراهنة".

وأضاف الصواف لـ "الرسالة نت": "لا نخطط لفتح دور سينما، وفي الوقت ذاته لن نمانع إنشائها من قبل رجال الأعمال".

وأكد أن فلسطين تحتاج إلى جميع الأدوات التي تساهم في إيصال صوتها للعالم بشكل سليم، كي تغيِّر توجهات الرأي العام العالمي إزائها.

وطمئن الصواف أن الحكومة لن تسمح بعرض أي عمل فني يتعارض مع التعاليم الاسلامية, وأنها ستعرض على لجنة مراقبة لفحص تلك الأعمال.

وشدد على ضرورة استغلال مثل تلك الاعمال للمساهمة في النهوض بالواقع الفني الفلسطيني بعد وجود محاولات سابقة.

وكانت مؤسسة مقربة من حركة حماس قد أنتجت نهاية الشهر الماضي فيلمًا سينمائيًا بعنوان "عاشق البندقية" يتحدث عن سيرة عوض سلمي، أحد أهم قادة الجناح العسكري للحركة، الذي قُتل عام 2000.

رأي الشرع

الدكتور سالم سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين، عارض -من جانبه- اقامة مهرجانات السينما وفتح دور عرض لها في قطاع غزة، في ظل اشتداد الحصار والمشاكل الاقتصادية.

وطالب –خلال حديثه لـ "الرسالة نت"- وزارة الشباب والرياضة والثقافة بعرض المشروع بشكل كامل ومدروس على المجلس التشريعي للبت فيه.

وقال "إن الشعب الفلسطيني في غزة سيغلق هذه الدور في حال فتحها لتعديها على مشاعر المواطنين", مستدركاً: "الشعب يشكو من نقص الطعام واشتداد البطالة وغيرها ولن يسمح بفتحها قبل حل مثل هذه القضايا".

ودعا سلامة الى تفعيل دور رابطة علماء فلسطين من خلال تشكيل لجنة لمراقبة جميع الأعمال الفنية الواردة والصادرة من القطاع لمنع تسريب الافكار المشوهة والهادفة الى إفساد الشباب.

وأوضح أن الرابطة لن تسمح بعرض الافلام التي تتنافي مع التعاليم الاسلامية أو التي تسجد شخصيات الأنبياء وتحتوي على انحرافات فكرية, معتبراً نشر الخبر من قبل الحكومة بخصوص دور العرض هو بمنزلة "جس نبض للشارع".

وبين أن الشرع لا يقف أمام الاعمال الفنية الملتزمة مثل "مسلسل عماد عقل" الذي اعتبره ضمن ما يسمح به الشرع والشارع الفلسطيني, مطالباً بتفعيل دورها –السينما- في خدمة القضية الفلسطينية دون فتح بيوت لها.

البث المباشر