طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

تجاهل الوقت.. الخطوة الأولى بالطريق نحو الفشل!

الرسالة نت- محمد أبو زايدة

"الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" لا يعمل بهذه المقولة  الكثير من الناس ومنهم من يتعمد عدم الالتزام بعقارب الساعة عندما تضرب المواعيد.

التأخر عن المواعيد يصل حد الاستهتار من البعض أحيانا فيما يعد البعض الآخر الأمر خطيرا ولا ينم عن وعي من يلجأ إليه سواء كان طالبا أو موظفا أو عاملا.

الطالب في الجامعة الاسلامية كرم اليازوري يتأخر دائما عن محاضراته عازيا ذلك عدم رغبته في حضور المحاضرة من ألفها إلى يائها.

ويقول كرم لمراسل "الرسالة نت" "عند حضوري متأخرا أجد الأنظار متجهة صوبي، فأصبح على لسان الجميع، وهذا شيء يسعدني، ويعطيني انتعاشا، وبهذا العمل أكون مميزا عن الآخرين بغض النظر عن النظرة السلبية التي قد يراها الطلبة والمدرسون في سلوكي".

أبغض المستهترين

أما محمد الحجار الطالب بالجامعة الإسلامية، فيمقت المتأخرين ويجد فيهم الاستهتار واللامبالاة، مشيرا إنهم ينتقصون من قدر العلم والحضور وهم لا يشعرون.

ويقول الحجار:" كلما شاهدت شخصا متأخرا في أي مناسبة، أحزن عليه لعدم ادراكه ما يختلج في صدور الكثيرين من ضغينة تجاه عمله، فلا أحب أن أتعامل مع هكذا أشخاص لأنهم يسرقون اندماجنا في المحاضرة".

الوقت سمة شخصية

ويؤكد خبراء ومختصون في علم النفس والتنمية البشرية، أن الشخص المتأخر عن موعده يلقى نظرات ضيق وضجر من أصدقائه، على عكس ما يعتقده من علو الشأن والمكانة.

ويقول الدكتور درداح الشاعر المتخصص في علم النفس الاجتماعي إن بعض الحيل الدفاعية يلجأ اليها الشخص المتأخر عن وقته، وهي رغبته في أن تنظر اليه الجماعة فيشعر بإشباع نفسي، مما يولد لدى الجماعة الضيق والكراهية لهذا الانسان.

ويضيف الشاعر:" إن تنظيم الوقت هو سمة شخصية، ومن لم يحترم وقته فهو لا يحترم شخصه، لان احترام الانسان لوقته، نابع من احترام الانسان لشخصه".

وينصح الجميع باحترام الوقت وتقديسه وعدم التهاون معه، مؤكدا هبوط العملية الانتاجية في حال تأخر الأشخاص عن مواعيد عملهم.

احترام الوقت انجاز

ومن جهة أخرى يبين أحمد الحسنات المدرب في مجال التنمية البشرية أن أهمية الوقت نابعة من إدارة الوقت.

ويقول الحسنات:" إذا عرف الإنسان إدارة وقته فيصبح للوقت أهمية بحياته، وإذا وصل لهذه المرحلة، يكون إنسانا منجزا، وصادقا له همة في المجتمع".

ويضيف:" بعض الأشخاص يجدون في تأخرهم "برستيج" يجعل النظر مسلطا عليهم، واضعين لأنفسهم مركز القيادة "الفاشلة" التي تتأخـر عن الموعد بضعة دقائق".

وبهذا الصدد يوضح الحسنات أن هذا يعتبر فشلا في إدارة الوقت عند الشخص، ولا علاقة للـ" برستيج" بالتأخر، ناصحا أن يكون صاحب المهمة قبل الجميع في اللقاء ببضعة دقائق.

 ويشير إلى أن الإنسان المحافظ على وقته سينظر اليه الجميع بنظرة احترام، حتى لو تأخر الجميع وبقي هو موجودا، فهذا يعزز من مصداقيته بالحضور، وتنظيمه للوقت بشكل ملحوظ.

وفي ذات السياق يعبر الحسنات عن أسفه في غفلان المسلمين لتعاليم دينهم، ووصول الغرب إلى هذه التعاليم، مبينا أن الدين الإسلامي حث على احترام الوقت.

اهمية الوقت

وقد وردت أحاديث تدلل على أهمية الوقت منها قول الرسول "صلى الله عليه وسلم":" آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا أوعد أخلق، وإذا أؤتمن خان".

وينصح الحسنات على ضبط الوقت واحترامه، موصيا بتربية الجيل على ادارة الوقت، خاتمة حديثه بقوله:" اذا اردت ان تحافظ على مهارة حضورك بين الناس كن اول الناس".

فلنجعل من مواعيدنا وأوقاتنا سمة تدلل على صدقنا، ونجاحنا في ادارة الوقت، ولا نكون كالذي يحدث ويخلف بالحديث، فنظرة المجتمع للمتأخر ازدراء لا احترام.

البث المباشر