قائمة الموقع

كوشنير: السلطة الفلسطينية لا تريدنا أن نعترف بحماس

2010-01-14T07:52:00+02:00
وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير

الرسالة نت -وكالات

كشف وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير أن عزوف الأوروبيين عن أي جهد لمخاطبة حماس يعود إلى أن الفلسطينيين أنفسهم (سلطة رام الله) لا يريدون منا الاعتراف بحماس «ولا نريد أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين" على حد قوله

جاء تصريح كوشنير في معرض ؤده على أسئلة حول المصالحة الفلسطينية، وانسداد آفاقها، فيما تقترب مواعيد المفاوضات التي تدور في ظل خلاف مستمرّ بين فتح وحماس. وتساءل كوشنير عن إمكانية أن يجدد محمود عباس المبادرة التي قام بها أنور السادات بزيارة تل أبيب وإجراء مصالحة تاريخية مع إسرائيل ورأى أن الرجل كريم، وقد يقوم بخطوة كبيرة، ولكن لقاء تعهدات خطية من أوروبا تضمن قيام الدولة الفلسطينية في نهاية المطاف.

من ناحية اخرى لم يطلب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل من الأوروبيين في لقاء بروكسل، أمس الأول، أكثر مما كان سيطلب أسلافه في إدارة ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية: الكثير من الأموال الأوروبية لدعم السلطة الفلسطينية، والقليل من التدخل السياسي. ولم يتوقف اللقاء مع الأوروبيين على استخلاص عبر قديمة من تخصيص الأميركيين لأوروبا بمهمة واحدة لتمويل التسويات التي تعمل عليها الإدارة الأميركية، أو المساعدة في تعبيد الطريق إليها بمئات الملايين من الدولارات.

وبحسب وزير الخارجية الفرنسية ، فقد قرّر المجتمعون في بروكسل، الدعوة إلى عقد اجتماع على مستوى الخبراء لمتابعة تعهدات الدول المانحة للسلطة الفلسطينية، التي كانت قد التزمت عند انعقاد مؤتمر المانحين في كانون الأول من 2007، تقديم 7,4 مليارات دولار قبل نهاية العام المقبل، لإبقاء حكومة الرئيس محمود عباس على قيد الحياة، ومساعدتها على تنفيذ مشروعاتها الاقتصادية .

وفي سياق مهمة ميتشل، ولإعطاء دفعة اقتصادية للديناميكية السياسية، سيعمل الخبراء على دراسة اقتراح بعقد مؤتمر باريس الثاني قبل موعده المقرر في العام 2011، وذلك لمواكبة أي تقدم يتحقق على المسارات التفاوضية، إذا ما توفرت بعض العناصر السياسية .

ورغم أنه لم يكشف عن تفاصيل رسالة الضمانات المفترضة التي يحملها إلى الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن ميتشل وضع الأوروبيين في أجواء مهمته، وعرض رؤيته التي بات ينطلق منها لمقاربة عقدة إطلاق المفاوضات.

وبعد ساعات من انفضاض اللقاء، الذي ضمّ في بروكسل، إضافة إلى ميتشل، وزير الخارجية النروجي يوناس غار ستور، والإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، ومبعوث اللجنة الرباعية طوني بلير، وممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاترين آشتون، ووزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، تولى هذا الأخير أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، في ساعة متأخرة من ليل أمس الاول، استعراض عناصر التحليل الأميركي.

وقال كوشنير إن ميتشل قد غيّر موقفه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقدم قراءة للمشهد السياسي الإسرائيلي الحالي، وضع فيه نتنياهو في موقع وسطي. وقال للأوروبيين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد غادر موقعه في اليمين ليحتل موقعاً وسطياً يشغر منذ تهافت الأحزاب الإسرائيلية القادرة على احتضان تسوية فعلية مع العرب ونقل كوشنير عن ميتشل قوله إن «الاقتراحات التي قدمها نتنياهو غير كافية، إلا أنها مهمة رغم أن تجميد الاستيطان لا يتضمن القدس» .

ويبدو أن ميتشل قد وضع نصب عينيه حلّ مسألة الحدود أولاً، على أن تستغرق تسعة أشهر لا أكثر، لاعتقاده، كما قال للأوروبيين في بروكسيل، إن «مسألة الحدود قد تمّ التفاهم نسبياً حول معظم تفاصيلها إبان المفاوضات بين حكومة أيهود أولمرت والمفاوضين الفلسطينيين، وفي إطار مؤتمر أنابوليس، وأنه قد تمّ التوصل إلى نتائج مرضية نسبياً للطرفين حولها» .

وتبحث الاعتبارات الأميركية في ترتيب الأولويات كما عرضها ميتشل، عن إحداث اختراق سريع يعوّض عن الإخفاق الذي لاقته مقاربة سابقة، تركزت على تجميد الاستيطان، نتيجة اصطدامها بالرفض الإسرائيلي.
وقال كوشنير لمجلس الشيوخ إن الصورة في الشرق الأوسط ستتضح في الأسابيع المقبلة على ضوء الجهود الأميركية الجديدة.

 

اخبار ذات صلة