تعمل السلطات السعودية على تطمين الحجاج الذين بدأوا بالتوافد إلى أراضيها لأداء مناسك الحج، بعد وفاة سعوديين بفيروس "كرونا" الذي تم تشخيصه حديثا، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أنها لن تسمح بتعرض الحجاج المسلمين في مكة والمدينة للخطر جراء هذا الفيروس.
وفيما اعتبر وكيل وزارة الصحة في السعودية زياد ميمش، أن الفيروس الجديد "لا يدعو للقلق"، أشارت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أنها تراقب بقلق هذا الفيروس، نافية في الوقت نفسه أن تكون قد أوصت بفرض أي قيود على السفر إلى السعودية في "الوقت الحالي".
وينتمي الفيروس إلى مجموعة من الفيروسات المعروفة التي تسبب أمراضا بدءا من نزلات البرد إلى السارس القاتل الذي ظهر عام 2002.
وكان فيروس "كرونا" تسبب في وفاة سعوديين اثنين وإصابة قطري، كان في المملكة، بحالة صحية حرجة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات لندن حيث لا يزال يتلقى العلاج، ما أثار موجة من القلق لاسيما مع تزامنه مع موسم الحج حيث يتوافد ملايين المسلمين على المملكة لأداء الفريضة.
وازدات مخاوف الجهات الصحية خاصة أن الفيروس الجديد لا يعرف عنه إلا القليل جدا، بما في ذلك وضع انتقاله، حسب ما أفادت المنظمة التي أكدت أنها بحاجة إلى معرفة ما إذا كان هذا الفيروس منتشرا على نطاق أوسع.
وحذرت المنظمة في بيان رسمي من إمكانية إنتشار العدوى للفيروس، مشيرة إلى أنه يسبب فشلا كلويا سريعا جدا، وأنها لا تعرف كيف ينتقل هذا المرض من الإنسان إلى الإنسان أو من الحيوان إلى الإنسان.
وفي تصريحات لصحيفة "الرياض" السعودية، استبعد ميمش وجود تخوف من الفيروس خلال موسم الحج الحالي، لافتا إلى أنه "غير منتشر، والوضع مستقر".
وفي محاولة لتطمينهم، طالبت السلطات السعودية الحجاج بـ"الالتزام بالتطعيمات والارشادات الصادرة من وزارة الصحة والاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين ولبس الكمامة في الأماكن المزدحمة وتغييرها دوريا".
في غضون ذلك، أعلنت الجهات الصحية في الإمارات وقطر والكويت خلو البلاد من هذا الفيروس، وطمأنت الراغبين بأداء فريضة الحج والعمرة بعدم وجود ما يستدعي الخوف والقلق.
وفي بيانها، اعتبرت وزارة الصحة السعودية أن فيروس "كرونا" معروف، ومعظم المصابين به يتماثلون للشفاء، بعد تقديم علاج مساند وبسيط، دون مضاعفات، وفي حالات نادرة جدا. دون أن تذكر عدد المصابين به.
بيد أنها قالت إن في نمط نادر من هذا الفيروس، تحدث مضاعفات تصيب الجهاز التنفسي والكلى، وقد تؤدي إلى الوفاة، خصوصا لكبار السن، ومن لديهم أمراض قلبية وصدرية مزمنة ونقص المناعة.
في سياق منفصل، أعلن مساعد مدير مركز المراقبة الصحية بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة فهد غزولى ، أن السعودية ستفرض عقوبات رادعة بحق شركات طيران الدول الموبوءة المتهاونة في عملية رش الطائرات قبل قدومها للمملكة بسبب انتشار حمى (لاسا النزفية)
وقال مدير مركز المراقبة الصحية بالمطار والمشرف على أعمال الحج في المنفذ عبد الغني محمد المالكي أنه تم إعطاء العقار الوقائي للحمى النزفية (سيبروفلوكساسين) لـ 15 ألفا و441 حاجا.