قائد الطوفان قائد الطوفان

انقطاع السولار يؤرق الغزيين

ازمة السولار بغزة (الأرشيف)
ازمة السولار بغزة (الأرشيف)

الرسالة نت– أحمد أبو قمر

"عادت حليمة لعادتها القديمة".. مثل شعبي ينطبق على واقع "الكاز" في قطاع غزة، فقد عادت أزمة السولار تعصف بالغزيين من جديد بعد أن شهدت تحسنا خلال الأسابيع الماضية، ما أدى لعودة طوابير السيارات وعدم قدرة السائقين على العمل.

مواطنون طالبوا الحكومة الفلسطينية بإنهاء الأزمة التي ستؤدي لانتشار السوق السوداء إذا ما استمرت أكثر من ذلك.

ويحتاج قطاع غزة  حوالي 500 ألف لتر من المحروقات يوميا، بينما ما يتم إدخاله لا يتجاوز الثلث.

تذمر المواطنين

وقال السائق أبو اكرم عودة -اضطر للتوقف عن العمل لانقطاع السولار المصري منذ أيام- إن القطاع بحاجة لإجراءات عاجلة لإنهاء أزمة الوقود نهائيا.

ودعا عودة -رب أسرة مكونة من ثمانية أفراد- الحكومة لإيجاد حل للأزمة وملاحقة تجار السوق السوداء الذين يتلاعبون بأموال الناس ويحاربون رزقتهم.

أما السائق أبو نائل الغول الذي قابلته "الرسالة نت" أثناء عمله على سيارته فيقول "قطعنا الأمل في إمكانية إيجاد حل جذري لأزمة الوقود، فقد تعودنا كل مدة الوقوف بطوابير على المحطات، فإلى متى سنبقى كذلك؟".

ويضيف " لا أستطيع التوقف عن العمل، فأولادي ينتظرونني لأحضر لهم الطعام، ونسأل الله أن يصلح الحال وتنتهي الأزمة بسرعة وألا تنتشر السوق السوداء".

ويأمل أبو نائل أن تستطيع الحكومة إنهاء أزمة السولار، والحد منها دون انتشارها، مطالباً الحكومة بملاحقة تجار السوق السوداء الذين يستغلون الأزمة كفرصة لنهب الناس.

"

عادت أزمة السولار تعصف بالغزيين من جديد بعد أن شهدت تحسنا

"

فيما يعاني أبو نادر – أحد أصحاب شركة الوقود – من تكدس المركبات أمام محطته، دون وجود للسولار، مشيرا الى  وجود لجنة من مباحث التموين لمراقبة الوقود الذي يدخل المحطات وذلك لمنع  تلاعب أصحاب المحطات بأسعار الوقود أو بيعها في السوق السوداء، معبراً عن سعادته البالغة من عمل شرطة المرور في ضبط الحركة أمام محطته.

وكغيره من المواطنين يأمل أبو نادر أن يعود الوضع كما كان عليه في السابق، متوقعاً قرب انهاء الازمة لأن أسبابها غير شائكة.

توقعات بانتهاء الأزمة

مدير الهيئة العامة للبترول في قطاع غزة رائد رجب عزا سبب انقطاع الوقود في القطاع إلى المضايقات التي تمارس من الجانب المصري.

وقال رجب في تصريح لـ"الرسالة نت" "ما يتم ضخه للقطاع كميات قليلة جداً لا تكفي لمحافظة واحدة في القطاع، وما يزيد الطين بلة أن الاستيراد لا يتم جميع أيام الأسبوع ".

ورغم تواجد السولار (الإسرائيلي) في المحطات إلا أن السائقين يعزفون عن شرائه لارتفاع سعره الذي يزيد عن ضعف سعر السولار المصري الذي يتماشى مع حياة للغزيين.
 

"

يحتاج قطاع غزة  حوالي 500 ألف لتر من المحروقات يوميا

"

ولعدم تلاعب التجار في الأسعار والحد دون انتشار السوق السوداء أكد رجب وجود لجنة خاصة لمراقبة الأسعار، مشيرا الى أن تلك اللجنة مكونة من الهيئة العامة للبترول ووزارة الاقتصاد الوطني ومباحث التموين. وحذر في الوقت نفسه من العواقب الوخيمة التي ستقع على التجار الذين يثبت أنهم يتلاعبون بالأسعار.

وتوقع رجب ألا تستمر أزمة السولار كثيرا، مؤكدا أن الحكومة في غزة تبذل أقصى جهدها من أجل إنهائها في أسرع وقت ممكن.

رئيس جمعيات أصحاب الوقود في قطاع غزة محمود الشوا أكد من جهته وجود اتصالات مع الجانب المصري لانهاء أزمة الوقود في قطاع غزة.

وأرجع الشوا في تصريح سابق لـ"الرسالة نت " أزمة الوقود الى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مصر، "ما ساهم في تقليل كميات الوقود الواردة للقطاع عبر الانفاق".

مسؤول الإعلام في جمعية أصحاب شركات البترول بغزة محمد العبادلة اكد بدوره، في تصريح سابق لـ"الرسالة"، انخفاض نسبة إدخال السولار المصري للقطاع عبر الأنفاق لـ70 % خلال الأيام الخميس الماضية.

وعزا  قلة توريد السولار، للعملية الأمنية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء وما نتج عنها من تدمير عدد كبير من الأنفاق الحدودية.

وناشد العبادلة السلطات المصرية التدخل العاجل لإدخال السولار لغزة، وزيادة الكميات وتجنيب القطاع أزمة إنسانية جديدة قد تعصف بالكثير من القطاعات الحيوية.

ودعا لإبرام اتفاق رسمي مع القطاع الخاص المختص في توريد البترول لقطاع غزة، تجنبا للخلاف السياسي، ورهن البعض دخوله للحالة السياسية، مشيرا إلى أن القطاع بحاجة لوجود حلول ناجعة ووقوف الأشقاء العرب معه.

البث المباشر