غزة- محمد أبو قمر- الرسالة نت
نفضت الحاجة أم إسماعيل جمعة الغبار عن لمبة الكاز استعدادا لمرحلة جديدة من تكرار انقطاع التيار الكهربائي بعد أن وضعته جانبا خلال الفترة الماضية اثر تحسن ملحوظ على خطوط الكهرباء في فصل الخريف .
وقد انعكس انخفاض درجة حرارة الأجواء وزيادة استخدام الغزيين لوسائل التدفئة على خطوط الكهرباء التي زاد الاستهلاك عليها مما ضاعف فترات انقطاع الكهرباء على كافة أرجاء القطاع .
وعلى ما يبدو أن الكهرباء والماء تلعب لعبة "القط والفار" كما تقول أم إسماعيل حيث ما أن تصل مياه البلدية للمنزل حتى تنقطع الكهرباء ولا تتمكن من ملء الخزانات الفارغة.
وعاد التذمر في أوساط المواطنين من زيادة فترات انقطاع التيار الكهربائي بعد أن خفت حدة المشكلة خلال الفترة الماضية .
ويعزو القائمون على شبكات الكهرباء زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى شدة الأحمال واستهلاك المواطنين المتزايد ، وأرجعوا التحسن في التيار الكهربائي الفترة الماضية إلى الأجواء المعتدلة التي خف فيها الضغط على الخطوط.
وتعد مشكلة الكهرباء قديمة متجددة سببتها قوات الاحتلال التي ترفض زيادة كمية السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة والذي من شأنه سد العجز في كمية الكهرباء المتوفرة هذه الأيام .
ويقول الدكتور ضرار أبو سيسي مدير التشغيل بمحطة توليد الكهرباء أن كمية السولار الصناعي التي تصل المحطة تقدر باثنين مليون لتر أسبوعيا دون تغيير .
وأضاف أبو سيسي في حديث "للرسالة " تلك الكمية قادرة على أن تنتج خمسة وستين ميغا واط فقط "، مشيرا إلى أن محطة التوليد بحاجة لأربعة ملايين لتر أسبوعيا كي يتسنى لها العمل بكامل قدرتها وإنتاج مائة وأربعين ميغا واط .
ولفت أبو سيسي إلى أن المحطة تعمل بناء على كمية السولار الصناعي التي تصلها ، مشيرا إلى أن إدخال الوقود اللازم لتشغيلها من مهام سلطة الطاقة .
من الجدير بالذكر أن حاجة غزة من الكهرباء تقدر بأكثر من مائتين وأربعين ميغا واط ، وذلك في الوقت الذي تغذي فيه الخطوط "الإسرائيلية" القطاع بمائة وسبعة عشر ميغا ، فيما تصل الكهرباء المصرية لسبعة عشر ميغا واط ، وتنتج المحطة هذه الأيام خمسة وستين ميغا أخرى.
وفي السياق ذاته أكد المهندس سهيل سكيك مدير عام شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة تواصل أزمة الكهرباء في قطاع غزة، لأن سلطات الاحتلال لا تسمح إلا بدخول كميات محدودة من السولار الصناعي لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع.
وأضاف سكيك في تصريحات صحفية أن الاتصالات مستمرة مع كافة الجهات المعنية لحل الأزمة لكن دون جدوى حتى الآن.
وأشار سكيك إلى أن الشركة وضعت جداول فصل بين 3-4 مرات أسبوعيا في محاولة لتغطية العجز الناتج عن تفاقم هذه الأزمة.
وكان جمال الدردساوى مدير العلاقات العامة بشركة توزيع كهرباء محافظات غزة قد أكد بدء العمل بجدول جديد لتنظيم عمليات انقطاع الكهرباء عن مناطق القطاع وتحديد الكميات الموزعة.
وأضاف في تصريح "للرسالة" :"وضعنا برنامجاً قاسياً لكافة الفروع والمحافظات يعكس حجم الكمية الموجودة وكيفية توزيعها وسيتم نشر هذه الجداول في الصحف المحلية ووسائل الإعلام المختلفة لإعلام المواطن".
وحذر من خطورة هذا الوضع على القطاعات الخدماتية الأخرى خاصة المياه والصرف الصحي وقطاع الخدمات الصحية والمستشفيات ومراكز رعاية الأطفال ومدارسهم، مما بات يهدد بشكل حقيقي الأوضاع الحياتية والمعيشية وينذر بكارثة إنسانية في القطاع.
وأضاف: "إذا لم يتم وضع حل ومعالجة فورية للحالة الراهنة سيكون الوضع صعبا وخانقا خاصة في المستشفيات".
وأشار إلى أن ما يصعب المهام عليهم أن الشبكات بحاجة لإعادة تأهيل ويلزم ذلك مواد خام جديدة لاسيما أن الشركة تعاني من نقص 240 صنفا من المواد الخام الأساسية ما يسبب توقف عمليات الصيانة".
وتابع:"مع هبوب الرياح وتساقط الأمطار ستكون الشبكات اضعف" ، متوقعاً حدوث انهيارات واسعة في الشبكات غير المؤهلة أصلاً".